البشير مخاطبا برلمان جنوب السودان: معركة السلام أخطر من معركة الحرب

أعلن من جوبا أن كل طرف سينال في أبيي حقوقه من النفط بأثر رجعي

الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه سلفا كير لدى وصولهما إلى جوبا في جنوب السودان أمس (أ.ب)
TT

اعتبر الرئيس السوداني، عمر البشير، أن ضمانات السلام «هي التنمية والتعمير والعيش الكريم للمواطن في سكنه وحركته ومعاشه». وقال البشير لدي مخاطبته لقاء القيادات والفعاليات السياسية والأحزاب بقاعة المجلس التشريعي للجنوب في مدينة جوبا التي زارها أمس لأول مرة منذ عامين «إن معركة السلام أخطر من معركة الحرب فالسلام يضع مسؤولية كبيرة على عاتق المسؤولين تجاه المواطنين لتحقيق تطلعاتهم المشروعة».

وأشار البشير إلى أنه وصل إلى جوبا عقب الاختراق النوعي الذي أحدثته وحدة السدود عقب مؤتمر المائدة المستديرة بمروي، وأضاف «جئنا لنبدأ خطوة مهمة جدا في معركة السلام لنرتفع بمستوى معيشة المواطن.. لا يكفي أن نكون دولة منتجة للبترول، ولا بد من البحث عن مصادر للطاقة بديلة، والطاقة المائية هي الأرخص والأكثر استدامة والأقل كلفة لتسييرها».

وفي إشارات موجهة للرد على ما تناوله رئيس مجلس تشريعي الجنوب، جيمس واني، دعا البشير أعضاء المجلس التشريعي لجنوب السودان لمتابعة أداء حكومة الجنوب، وقال «إن العائد الضريبي وعائد الجمارك خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من عائد البترول، وعلى المجلس التشريعي الرقابي أن يسأل حكومة الجنوب عن هذه الأموال، أين هي الأموال ولماذا لا تجمع». وأشار البشير إلى أن التنمية في الجنوب مسؤولية حكومة الجنوب، وقال إن الحكومة الاتحادية حريصة على إقامة المشروعات التنموية في كل ربوع البلاد وفي الجنوب لتحقيق وحدة البلاد. وحول مسألة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، قال الرئيس السوداني إن مفوضية مشتركة تعمل في هذا المجال وقطعت شوطا كبيرا، مشيراً الى أن المفوضية اتفقت على المرجعيات ورسمت الحدود على الخارطة ولم يبق إلا ترسيم الحدود على الأرض، وهذا سيتم عقب الخريف. وأعلن البشير في رده على أسئلة الصحافيين في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام زيارته الميدانية الي جوبا أنه بالنسبة لتقاسم البترول في منطقة أبيي سينال كل طرف حقوقه كاملة وبأثر رجعي بعد صدور قرار التحكيم الدولي الذي اتفق عليه شريكا اتفاقية نيفاشا لإنهاء أزمة المنطقة، وقال «بعد التحكيم أيّ بترول يدخل داخل حدود أي طرف يأخذ نسبته كاملة من البترول وبأثر رجعي». وأكد أن جميع السودانيين مهمومون بمشكلة دارفور، قائلا «ليس هناك شك في أن مصلحة أهل دارفور في السلام، لأن أي حقوق أو تنمية لا تتم إلا في ظل السلام». وقال إن هدفه هو بناء سودان موحد سياسيا وديمقراطيا وتنمويا واجتماعيا، بعيدا عن النعرات القبلية الضيقة، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب عملا سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا تتضافر فيه الجهود من أجل تعزيز الهوية السودانية. ووصف البشير علاقة بلاده مع الجارة تشاد بالمهمة والحيوية، وقال إن سلام دارفور يستوجب علاقات طبيعية مع تشاد وإنه من الصعب تحقيق سلام في دارفور بدون علاقة طبيعية مع تشاد. وكان رئيس مجلس تشريعي الجنوب قد القي خطابا في اللقاء الذي تم مع القيادات والفعاليات السياسية والأحزاب بالجنوب، أعاد فيه المطالب القديمة المتجددة للحركة الشعبية بشأن ترسيم الحدود وبترول أبيي، داعيا الحكومة لتعويض أهل المنطقة عن متأخرات إيرادات البترول خلال السنوات الماضية، وقال واني «إن المطلوب هو استعجال استكمال مسيرة السلام بأسرع ما يمكن قبل أن يتدخل الآخرون في بلادنا»، في إشارة إلى قرار مدعي محكمة الجنايات الدولية بملاحقة الرئيس البشير. وأضاف: إن ما تم، وإن جاء متأخرا، لا بد أن نباركه، ولكن كنا نطمح في خزان توأمة كخزان مروي. وكانت جوبا قد شهدت أمس مراسم توثيق العقود بين وحدة تنفيذ السدود والشركات المنفذة بحضور البشير ونائبه الأول رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت.