قائمقام خانقين لـ«الشرق الأوسط»: القوات العراقية المنسحبة أرادت زعزعة استقرار مدينتنا

مخاوف في كردستان من سعي المالكي إلى تقليص مكاسب القوى الكردية

TT

اكد محمد ملا حسن قائمقام قضاء خانقين، ان الاوضاع في المدينة هادئة جدا بعد انسحاب القوات العراقية منها أول من امس. واشار ملا حسن في تصريح لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف، الى ان المظاهرات الجماهيرية هي التي اجبرت القوات العراقية على الخروج من المدينة.

واتهم حسن القوات العراقية بأنها دخلت المدينة «بهدف زعزعة الأمن فيها وليس بسطه لانها مدينة هادئة»، موضحا «ان الادارة المحلية ستقف مع القوات الامنية العراقية في حال متابعتها للعناصر الارهابية، والقاء القبض عليهم وليس بهدف طائفي او عرقي». وأشار الى ان القوة التي دخلت المدينة لم تكن اهدافها محاربة الارهاب، بقدر محاولة سيطرتها على المدينة بشكل طائفي وعرقي»، مؤكدا «ان كل القوميات والطوائف من العرب والكرد والتركمان والشيعة والسنة في المدينة يعيشون بسلام».

وعلى الرغم من انسحاب قوات اللواء الاول من الجيش العراقي من خانقين وضواحيها، الا ان الازمة التي نشبت بسبب انتشار قوات هذا اللواء في المناطق الكردية من محافظة ديالى، ما برحت مستمرة وتتفاعل بشدة في الاوساط الشعبية والسياسية على حد سواء. وتعبيرا عن الرفض الجماهيري لانتشار قوات اللواء المذكور في المنطقة، خرج المئات من اهالي بلدة خانقين أول من امس، في مظاهرة غاضبة طافت شوارع البلدة، فيما نظم مئات آخرون من سكان بلدة جبارة 5 كم جنوب قضاء كفري، ضمن محافظة ديالى، الذي يخضع لإدارة حكومة اقليم كردستان منذ عام 1992، مظاهرة احتجاجية مماثلة صباح أمس. واعرب سكان البلدة وغالبيتهم العظمى من الاكراد، عن رفضهم لأي وجود للقوات العراقية في المنطقة، وقال مدير الناحية عارف عادل: «لا نريد اي وجود لقوات الجيش العراقي في المنطقة كونها آمنة، ولم تشهد اي عملية ارهابية طوال الاعوام الخمسة الماضية، وبالتالي لا داعي لانتشارها في منطقتنا».

وكان انتشار قوات اللواء الاول من الجيش العراقي في مناطق قره تبه وجلولاء وخانقين قد خلق منذ بداية الاسبوع الماضي ازمة حقيقية بين بغداد واقليم كردستان، وذلك غداة انسحاب اللواء 34 التابع لقوات البيشمركة الكردية من المناطق الكردية في محافظة ديالى، اثر اتفاق ابرمه نائب رئيس اقليم كردستان كوسرت رسول علي مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بغداد اوائل الشهر الحالي. من جهته قال الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية «ان الجيش العراقي ليس بحاجة الى اللواء 34 التابع لقوات البيشمركة في مناطق محافظة ديالى، نظرا لضعف امكانات اللواء المذكور قياسا بالقوات العراقية». واضاف الفريق غيدان في تصريحات صحافية، ان مناطق قره تبه وجلولاء وحمرين والسعدية ضمن محافظة ديالى، هي من اكثر مناطق البلاد توترا وان قوات البيشمركة لن تستطيع بإمكاناتها المحدودة ضبط الأمن في هذه المناطق.

ولمتابعة تطورات الازمة كان الدكتور برهم صالح، نائب رئيس الحكومة العراقية، قد وصل الى السليمانية جوا الاثنين الماضي، وعقد فور وصوله اجتماعا مغلقا مع اعضاء المكتب السياسي في حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، واستعرض معهم تطورات الازمة الراهنة وتداعيــاتهــا واحتمالات تفاقمها، وبحسب المعلومات المتسربة فان الاجتماع تناول باسهاب الجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكي، لبسط السيطرة على كامل ارجاء العراق، والسعي قدر المستطاع لتقليص حجم المكاسب والانجازات الذي حققته القوى الكردية عشية سقوط النظام السابق، على ان يتم تطبيق ما يجري الان في المناطق الكردية على مدينة كركوك وضواحيها والمناطق الكردية من محافظة الموصل في وقت لاحق.

ولمتابعة مستجدات وتداعيات هذه الازمة المتواصلة اتصلت «الشرق الاوسط» بالعديد من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين المعنيين بالازمة الراهنة، الا انهم رفضوا الادلاء باي تصريحات بهذا الصدد بذريعة تفادي التصعيد الاعلامي في القضية.