إيران: حلفاء في المنطقة يمكن الاعتماد عليهم للرد.. إذا هاجمتنا إسرائيل

طهران: وجود أميركا بالخليج والعراق وأفغانستان يمكننا من الإضرار بمصالحها حتى بدون استخدام صواريخ

ايرانية تتسوق بسوق النجف في العراق أمس (أ.ب)
TT

اعتبر الجنرال علي جعفري، قائد الحرس الثوري الايراني، جيش النخبة في الجمهورية الإيرانية، أن اسرائيل «في مرمى صواريخ إيران البالستية» بحسب ما نقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية أمس. وقال جعفري إن «تقييمنا الاستراتيجي يثبت انه إذا تحرك النظام الصهيوني منفردا أو بدعم من الولايات المتحدة (ضد إيران) فان كافة مناطقه ستكون في فترة زمنية قصيرة مهددة لأن هذا البلد يفتقر الى عمق استراتيجي وهو في مرمى الصواريخ الايرانية». وأضاف «لإيران قدرة بالستية لن تتيح للنظام الصهيوني بكل وسائله إمكانية التصدي لها». وفي الأشهر الأخيرة تحدث مسؤولون إسرائيليون عن هجوم محتمل على منشآت نووية إيرانية لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي. ورد المسؤولون العسكريون الإيرانيون بتهديد إسرائيل بضربات بصواريخ بالستية، خصوصا صواريخ «شهاب ـ »3 التي يبلغ مداها ألفي كلم وهي قادرة على اصابة اسرائيل. وقال جعفري ان «الاسرائيليين يعلمون في حال شنوا هجمات على ايران بأنه مع قدرات العالم الاسلامي والعالم الشيعي في المنطقة سيتعرضون لضربات موجعة»، موضحا ان إيران يمكنها كذلك الاعتماد على حلفاء في المنطقة للرد على اي هجوم إسرائيلي. ولم يذكر جعفري أسماء، لكن من حلفاء ايران في المنطقة جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الاسلامي. ولهذه الأسباب كلها رأى الجنرال جعفري أن هجوما على إيران سيأتي من الولايات المتحدة غالبا، محذرا من انه في حال حصوله «سيكون ردنا سريعا وقاسيا ولا يمكن تصوره». وقال ان وجود القوات الأميركية قرب حدود ايران، في العراق وأفغانستان والخليج، تضعف من قدراتها. وتابع ان «وجود هذه القوات يسمح لإيران بضرب المصالح الاميركية»، موضحا «وجود هذه القوات يمكن ايران من إلحاق اضرار بمصالح اميركية بأشكال عديدة... بدون حتى استخدام قدراتها الصاروخية». وقالت ايران في السابق انها سترد اذا تعرضت لهجوم بمهاجمة اهداف أميركية.

الى ذلك وعلى صعيد الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة عام 2009، قال مستشار المرشد الأعلى لإيران ومسؤول الملف النووي سابقا، حسن روحاني، انه لم يقرر بعد ما إذا سيترشح في انتخابات الرئاسة، موضحا انه ما زال يبحث الأمر. ويعد روحاني من كبار المسؤولين المعتدلين البرغماتيين في إيران، وهو مقرب من علي اكبر هاشمي رفسنجاني، لكنه لن يترشح بدون ان يحصل على ضوء اخضر من المرشد الأعلى لإيران، آية الله على خامنئي، الذي يظهر حتى الآن أنه يدعم ترشيح الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية. الى ذلك، وفيما دافع الرئيس احمدي نجاد عن سياسته الاقتصادية أمام مجلس الخبراء الإيراني برئاسة رفسنجاني، دعا آية الله على خامنئي الحكومة الإيرانية الى التقليل من اعتمادها على قطاع النفط، كمصدر أساسي للدخل. ويأتي ذلك فيما توجه أحمدي نجاد الى طاجيكستان لحضور منتدى شنغهاي للتعاون الاقتصادي الذي تشارك فيه الصين وروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرقيزيا، بالاضافة الى إيران والهند وباكستان التي تتمتع بصفة مراقب. وتتجه الانظار الى الجانب الاقتصادي من اجتماع شنغهاي، بالاضافة الى الجانب السياسي فيه، اذ انه اول اجتماع بين روسيا ودول منتدي شنغهاي اثر الأزمة بين موسكو والغرب بسبب اعتراف موسكو بإقليمي ابخازيا وأوسيتيا في جورجيا. ويعتقد المسؤولون في إيران ان الازمة بين موسكو والغرب ستؤدي الى تقليل الضغط على طهران في ما يتعلق بالملف النووي، بسبب صعوبة إجماع مجلس الامن على قرار عقوبات بحق إيران الآن. وقال فولكر بيرتيس، مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، لرويترز «اذا كنا نتحرك في اتجاه حرب باردة جديدة فسيكون التوصل لحل مشترك للمشكلات أكثر صعوبة... مثل النزاع النووي مع ايران». ورفض الاقتراح القائل إن هذا قد يدفع الولايات المتحدة الى اللجوء الى تحرك أحادي الجانب ضد ايران. ومضى يقول «بالطبع التعاون بصدد المسألة الايرانية قد يقع ضحية للمواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن يجب الا يحدث هذا». وأضاف «في الأشهر الماضية ابتعدت الولايات المتحدة عن التحرك من جانب واحد في هذه المسألة واتجهت الى مزيد من التعددية». وأيدت روسيا التي هي واحدة من خمس دول تملك حق النقض، (الفيتو)، بمجلس الامن الدولي، ثلاثة اجراءات سابقة بفرض عقوبات على ايران لكن بعد تخفيف حدتها.

وذكرت صحيفة «ايران نيوز» الرسمية هذا الأسبوع أن الأزمة في جورجيا أبعدت ايران عن عناوين الصحف العالمية، بينما أثار غزو روسيا لجارتها شكوكا بشأن الاتهامات الغربية للجمهورية الإسلامية بأنها تمثل اكبر تهديد للأمن العالمي. وترى الصحيفة التي تصدر بالانجليزية فوائد واضحة بالنسبة لإيران في صراع روسيا العنيف مع الغرب بشأن جورجيا. وتقول الصحيفة «يجعل هذا تطبيق العقوبات التي تم التصديق عليها بالفعل ضد طهران أكثر تحديا... ويقلل بشدة احتمالات التوصل الى توافق في الآراء... لفرض جولة رابعة من العقوبات ضد بلادنا». وتبدو المجادلة في صحة هذا القول صعبة حتى بالنسبة لمنتقدي البرنامج النووي لايران. وقال مارك فيتزباتريك، الخبير في مجال منع الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «تراجع العلاقات بين روسيا والغرب سيزيد عملهما معا على أي شيء صعوبة، والسياسة تجاه ايران ستتصدر قائمة المجالات التي ستتضرر». ومضى يقول «بادئ ذي بدء التوصل الى توافق آراء بشأن فرض عقوبات لمجلس الامن أمر صعب»، مضيفا أن أي قرار جديد قد يركز على تحسين تطبيق العقوبات القائمة فحسب. وطرح مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك اوباما، جدول اعمال اكثر طموحا الاثنين الماضي حين قال إن على العالم «تشديد الضغط دبلوماسيا» بفرض عقوبات على ايران. ولدى سؤاله ان كان لدى اسرائيل ضوء أخضر بضرب ايران في غياب مزيد من الضغوط العالمية على طهران، قال أوباما انه «يجب أن نفعل هذا قبل أن تشعر اسرائيل أنه ليس امامها الكثير من الخيارات». ويقول بيرتيس مدير المعهد الألماني ان أزمة جورجيا لم تجعل الهجوم الأميركي المحتمل على المنشآت النووية الإيرانية أقرب «ولن تكون قيادة حرب ثالثة بالشرق الأوسط أسهل لأنها تواجه صراعا مع روسيا». وقال دبلوماسي أوروبي بارز ان التعاون قد يشوبه مزيد من الصعوبات، لكنه جادل بأن روسيا والولايات المتحدة ما تزالان تشتركان في هدف استراتيجي لمنع ايران من امتلاك أسلحة نووية.

وتابع قائلا «لا فائدة من إنكار وجود كم هائل من التوتر في العلاقة بعد التدخل في جورجيا، لكن سيكون هناك الكثير من الإصرار على استمرار طرح المسألة الايرانية». وعبر دبلوماسيون آخرون عن تشككهم في هذا الاحتمال. وقال دبلوماسي يتخذ من فيينا مقرا له، وهو خبير في الشؤون الإيرانية «الكل يعتقد أن روسيا لن تنضم بعد الآن الى الضغط الأميركي على إيران».