هيلاري أبكت مؤيديها .. ولكن هل أقنعتهم بالتصويت لأوباما؟

محاولات توحيد الحزب الديمقراطي تبدأ مع ميشيل .. والحديث العاطفي يغمر البعض ولا يؤثر بآخرين

المرشح الديمقراطي باراك اوباما يستمع الى خطاب منافسته السابقة هيلاري كلينتون اثناء القائها كلمتها في المؤتمر الحزبي مساء اول من امس (أ ب)
TT

«لو كانت هيلاري كلينتون في البيت الابيض مع باراك اوباما، لكانت انهكته بأوامرها. أستطيع فعلا أن اتخيلهما في البيت الابيض سويا، هو الرئيس وهي نائبة الرئيس ومعها زوجها بيل. استطيع حتى سماع آل كلينتون يملأون المكان بالأوامر والطلبات ولا يملان من تذكير اوباما بأنهما جربا المركز طوال ثماني سنوات، ولذلك فهما أخبر منه باتخاذ القرار». هكذا تتخيل ساليشا، التي تبلغ من العمر 24 عاما وهي فتاة سوداء من ولاية بنسلفانيا، البيت الأبيض، في حال حكم نجما الحزب الديمقراطي لهذا العام، سويا. ساليشا التي جاءت الى كولورادو من بنسلفانيا على أمل ان تتمكن من الدخول الى مؤتمر الحزب الديمقراطي ورؤية لمحة من أوباما، تقول ان على مناصري هيلاري تقبل الخسارة وتخطي الأمر. وتفسر، بعد ان تخيلت اوباما وهيلاري سويا في البيت الابيض، صوابية قرار عدم اختيارها لتترشح نائبة له. وتقول: «هي أصلا لا تريد ان تكون الشخص الثاني، هي تريد ان تكون الرئيس، ولو اختارها اوباما لكانا قضيا العهد يتصارعان من دون انجاز شيء». القضية قد تكون بهذه البساطة لمناصري اوباما. ولكنها لا تنتهي هنا عند مناصري هيلاري. فهم يعتقدون انها هي من كان يجب ان يكون على المسرح في مؤتمر الحزب الديمقراطي يتقبل تسمية الحزب، لا اوباما. بالنسبة اليهم، خطاب هيلاري هو الخطاب التاريخي لا خطاب اوباما. وقبل ان تظهر هيلاري في الليلة الثانية من مؤتمر الحزب، كانت سالي، والكثيرات معها، تتحضر لسماع، «أهم خطاب في المؤتمر». بالنسبة اليها ولاخريات مثلها، كلمة هيلاري أهم من كلمة اوباما. ساشا وهي من مندوبي هيلاري، من مدينة بولدر في كولورادو، قالت انها لن تتراجع عن التصويت لها في اليوم الاخير من المؤتمر وانها جاءت الى دنفر لهذا السبب، وهذا ما ستفعله. «هيلاري هي بطلة. حققت شيئا لم تحققه أي امرأة في تاريخ اميركا، ورجال قلائل. تستحق ان تكرم في هذا المؤتمر»، قالت ساشا.

الكلمة التي كانت مؤيدات هيلاري تنتظرنها بفارغ الصبر، أبكتهن... فخرا وحزنا. طلبت اليهن بوضوح التصويت لاوباما لا لماكين. توجهت الى كل مؤيديها المترددين وسألتهم: «هل انتم في هذه المعركة فقط لأجلي أم لاجل مبادئ حملتها ويحملها اليوم باراك أوباما؟» قارنت بين عهد زوجها بيل كلينتون وعهد الرئيس جورج بوش، وقالت ان ما فعله الديمقراطيون في عهد كلينتون يمكن ان يفعلوه مجددا مع اوباما ولكن ليس مع ماكين. لم توفر انتقاد ماكين وسياساته من الضمان الصحي والاقتصاد.. وفي المقابل ذكرت ببرنامجها وربطته ببرنامج اوباما، وقالت ان من يؤيد هذا البرنامج عليه ان ينتخب اوباما.

قبلها بيوم واحد، تحدثت زوجة أوباما، ميشيل. ألقت كلمة وجدانية تحدثت فيها عن حياتها الخاصة وحاولت تقريب صورتها وصورة زوجها الى الذين لايزالون يقولون انهم لا يعرفون الكثير عنهما. كلمة ميشيل، بحسب المعلقين السياسيين كانت ممتازة. وبحسب مؤيدي اوباما، كانت كلمة شاعرية ووجدانية جعلتهم يفخرون بها. ولكن قد لا ينطبق الامر على الجميع. مارشا، إمرأة في الخمسينات من العمر تعلق صورة هيلاري على قميصها، هزت بكتفيها علامة اللامبالاة تعليقا على سؤال عن رأيها بكلمة ميشيل. وأخريات كانت اجاباتهن شبيهة.

جيرالد هوزير، استاذ في جامعة كولورادو، متخصص في التواصل السياسي، قال ان ميشيل ادت «عملا رائعا... حاولت رسم صورة لعائلة طبيعية تشبه العائلات الاميركية الاخرى». ولكن هل تمكنت من التواصل مع مؤيدي هيلاري؟ قد لا تكون الرسالة وصلت الى مؤيدي هيلاري، قال هوزير، لان هؤلاء لديهم أفكار مسبقة وهم متمسكون بها. بعد ميشال كان دور هيلاري. مهمتها كانت اقناع مؤيديها الاوفياء الذين لايزالون رافضين تقبل خسارتها، بالتصويت لاوباما. قال هويزر ان كلمة هيلاري كان «مهمة وملهمة»، وانها «ذكرت مناصريها بان عليهم التصويت للمبادئ وليس الشخص». ولكن آخرين انتقدوا كلمة هيلاري لانها لم تحمل اي اشارة الى تصريحاتها السابقة التي قالت فيها ان اوباما غير جاهز للرئاسة. وحملة المرشح الجمهوري جون ماكين سارعت بارسال بيان قالت فيه «ان هيلاري لم تأت على ذكر ان اوباما جاهز للمنصب وان هذا الامر يبقى مصدر قلق كبير لملايين الاميركيين الذين لا يعتقدون انه جاهز».

الا ان هوزير قال ان التطرق الى تصريحات سابقة ومحاولة تصحيحها كان سيشكل خطأ، وما يجب فعله في المؤتمر هو التفتيش عن الايجابيات وزوايا للخطاب هدفها الدعوة الى التوحد. قد تكون كلمة هيلاري أبكت مؤيديها وهم يستمعون اليها، ولكنها هل غيرت رأيهن وأقنعتهن بالتصويت لاوباما؟ اميليا وهي من ضمن مجموعة النساء اللواتي حضرن للتظاهر تضامنا مع هيلاري، قالت: «الكلمة كانت مؤثرة جدا... هيلاري امرأة عظيمة... أبكتنا وهي لم تدمع... لا افكر الان بالانتخابات الرئاسية، لا اريد التفكير بهذا الامر، كل ما اريد التفكير به الان هو كم ان هذه المرأة عظيمة». قد يحتاج مؤيدو هيلاري الى وقت اطول لتقبل خسارتها، وقد يفعلون في نهاية الامر، ولكن الامر لن يكون سهلا.