أوباما يناشد الأميركيين اليوم لـ«تغيير مسار الوطن» في كلمة تختبر مهاراته السياسية

الديمقراطيون يستعدون لتكثيف حملتهم على الجمهوريين

TT

يتوج السناتور الاميركي باراك اوباما مسيرته لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية اليوم مع تصويت مندوبي الحزب له رسمياً والقائه خطاب قبول الترشيح. ويأتي خطاب اوباما اختباراً لقدرته على كسب تأييد كل الناخبين الديمقراطيين، بمن فيهم المؤيدون لمنافسته السابقة هيلاري كلينتون. وخطاب كلينتون أمس قرب أوباما اليهم بعد دعوتها لهم بالتصويت له. ويحاول الديمقراطيون في مؤتمرهم إظهار المرشح الجمهوري ماكين على انه بعيد عن نبض الشارع الاميركي ولا يحس بالمشاكل الاقتصادية اليومية للمواطن الاميركي العادي لانه هو وزوجته الثرية سيندي ماكين يملكان سبعة منازل. ومن المتوقع ان يرتكز خطاب اوباما اليوم على الاقتصاد والمشاكل الداخلية الاميركية، مع الوعد بتصليح سياسات البيت الابيض التي اتبعها الرئيس الاميركي الحالي جورج بوش. وافاد الحزب الديمقراطي في بيان صدر امس، ان «اوباما سيتحدث عن اهمية الوقت الراهن، ويسلط الضوء على المعانات التي تواجه الاميركيين ويدعو الاميركيين للوحدة من اجل تغيير مسار الوطن». وتشكل كلمة اوباما امتحاناً في امكانية توحيد الاميركيين وراء سياساته والابتعاد عن صورة الخلاف الداخلي في الحزب الديمقراطي وتجسيد صورة وطنية موحدة. وتسلط الاضواء على اوباما بعد يومين من تسليط الاضواء على هيلاري كلينتون وزوجها بيل كلينتون، الذي القى خطابه مساء امس. ويأمل مستشارو اوباما بأن تسلط الاضواء على سياسات اوباما من الآن، بدلاً من النزاع بينه وبين هيلاري كلينتون حول الترشيح للرئاسة. وخطاب الرئيس السابق كلينتون كان ذروة أحداث اليوم الثالث وقبل الاخير للمؤتمر العام للحزب الديمقراطي في دنفر، ليختتم اليوم بخطاب اوباما. وهيلاري كلينتون، السيدة الاميركية الاولى السابقة التي كانت تحلم بالعودة الى البيت الابيض كأول رئيسة أميركية قبل ان تخسر امام أوباما في الانتخابات الاولية، فقد ألقت بثقلها وراء سناتور ايلينوي الذي يطمح لان يكون أول رئيس اميركي أسود، في كلمة امام المؤتمر اول من امس. والتقت مجدداً امس بالمندوبين الذين أيدوها، لتحثهم على اعطاء اصواتهم لاوباما.

ورحب المرشح الديمقراطي اوباما بخطاب هيلاري كلينتون امام المؤتمر المنعقد في دنفر. وقال اوباما الذي تابع الخطاب في مقر اقامته مع عدد من انصاره في بيلينغز (مونتانا، شمال غرب) ان هيلاري كلينتون «كانت استثنائية». واضاف ان الخطاب «كان ممتازاً وقوياً جداً ويكشف لماذا سنتحد في نوفمبر (في الانتخابات الرئاسية) ولماذا سنفوز». وفي تحرك رمزي، رشح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون رسمياً لخوض انتخابات الرئاسة كلفتة تكريم وارضاء لانصارها وبعدها تنسحب هي لصالح أوباما. وكان بعض انصار السيدة الاميركية الاولى السابقة قد أعربوا علنا عن غضبهم من عدم اختيار أوباما لها لمنصب نائب الرئيس على البطاقة الديمقراطية. ولا يوجد ادنى شكك في ان يسفر التصويت عن انتخاب باراك اوباما المرشح الديمقراطي لمواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين في انتخابات الرئاسة. لكن في حال لم يعط انصار هيلاري كلينتون اصواتهم لصالح اوباما، فسيسارع الجمهوريون الى استغلال هذه النقطة.

ويتم اختبار المرشحين تقليديا عبر الهتافات، لكن الطريقة ستكون مختلفة بشكل طفيف هذه المرة. فقد طلبت كلينتون التي حصدت 18 مليون صوت خلال الانتخابات التمهيدية سماع صوت انصارها خلال المؤتمر. وبامكان كلينتون الاعتماد على حوالى الفي مندوب، وفقا لتعداد اجراه الموقع المتخصص «ريلكليربوليتيكس». وهذا الرقم لا يكفي للفوز بالترشح لكنه اكثر من كاف للتغطية على اعمال المؤتمر.

وبعد ان ظل ماكين المرشح الجمهوري متخلفا عن أوباما المرشح الديمقراطي في استطلاعات الرأي طوال أشهر، أظهر الاستطلاع اليومي الذي يجريه مركز «غالوب» تقدم ماكين على أوباما بنسبة 46 في المائة مقابل 44 في المائة. وأثار هذا التراجع البسيط لاوباما رغم ترشيحه لبايدن في منصب نائب الرئيس قلق الديمقراطيين الذين يشعرون بالحاجة الى مهاجمة ماكين بشدة وهو ما عملت عليه كلينتون بحماس شديد.