مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»: لا البحرين ولا الكويت ولا الإمارات ولا السعودية فوضت أو وافقت على دعوة نجاد للقمة

مصادر كويتية تؤكد أنها بانتظار ما ستطرحه الدوحة في اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين بجدة

TT

استمرت أمس تفاعلات اعلان إيران أنها تلقت دعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لحضور القمة الخليجية في مسقط. وقال مسؤول خليجي مطلع عندما سألته «الشرق الأوسط» عما إذا كانت دول الخليج قد وجهت دعوة لإيران، موضحا: «من هي دول الخليج؟ أستطيع ان أؤكد انه لا البحرين ولا الكويت ولا الامارات ولا السعودية فوضت او اتفقت على دعوة أحمدي نجاد للقمة». وذكر المسؤول الخليجي أن القمة الخليجية الأخيرة في الدوحة صدر عن قادتها قرار يعهد الى وزراء الخارجية الخليجيين وضع آلية لتوجيه الدعوات الى القمم الخليجية، وهذا ما يفترض ان يناقش في اجتماع وزراء الخارجية في جدة يوم الثلاثاء المقبل. الى ذلك تساءلت مصادر دبلوماسية كويتية عن مدى تنسيق قطر مع سلطنة عمان حول دعوة الدوحة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور قمة مسقط «خاصة أن دور قطر سينتهي مع بدء سلطنة عمان توجيه الدعوات للقادة لحضور القمة التي سترأسها في ديسمبر المقبل»، بحسب المصادر.

وأضافت المصادر الكويتية، التي لا تريد الكشف عن هويتها أن «الدوحة لم تستشر كل دول مجلس التعاون في دعوتها للرئيس محمود احمدي نجاد، وانفردت بهذه الخطوة، دون الرجوع لبقية دول مجلس التعاون، وهو ما يبعثنا على التساؤل حول مدى تنسيقها بهذا الخصوص مع مسقط، كونها العاصمة المضيفة للقمة، ووسط تأزم العلاقات الإيرانية ـ الإماراتية». وقالت المصادر إن «موقف الكويت لم يتغير من هذا الأمر، فقد أكدت الكويت سابقا عدم درايتها بالدعوة القطرية لنجاد، وعليه فإنها لم تدل برأيها بهذا الخصوص، ونحن بانتظار ما سيطرح خلال الاجتماع الـ 108 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي سيعقد الثلاثاء المقبل في جدة».

وحول التنسيق الخليجي ـ الإيراني المشترك تجاه الملفات المهمة على الساحة الاقليمية كالإرهاب والأمن ومكافحة المخدرات، وإمكانية تشكيل لجان خليجية موحدة تبحث هذه الأمور مع الجهات الإيرانية المعنية، أكدت المصادر أن «دول مجلس التعاون تتعامل مع مثل هذه القضايا وفقا لمنطلقات احترام السيادة والخصوصية، وعليه فهناك لجان مشتركة بين دول مجلس التعاون مع الإيرانيين، لكنها تقوم على أساس منفرد، بما يعطي الحرية لكل دولة لبحث ما تراه مناسبا مع طهران، بحسب طبيعة العلاقة والملفات المطروحة، فما نبحثه في الكويت مع الإيرانيين، ربما لا يهم أي دولة أخرى، نظرا لطبيعة العلاقة». يذكر أن الكويت أعلنت قبل ثلاثة أيام، نقلا عن مصادر دبلوماسية في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» أنها «لم تُستشر أو تبد رأيا حول دعوة الرئيس الإيراني لحضور القمة الخليجية المقرر عقدها في سلطنة عمان، كما لم يصلها أي طلب أو رغبة باحتمال دعوة الرئيس الإيراني لحضور القمة الخليجية المقبلة». كما استبعدت الكويت وقتها احتمال المشاركة الإيرانية في القمة الخليجية، على اعتبار أن حضور إيران للقمة الأخيرة التي عقدت بالدوحة، «سبب الكثير من الحرج، خاصة للجانب الإماراتي، بالإضافة إلى حدة التصريحات بين المسؤولين الخليجيين والإيرانيين في الآونة الأخيرة حول إغلاق مضيق هرمز، وفتح مكاتب إيرانية في الجزر الإماراتية المحتلة». وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاويانه قد قال إنه على الأرجح سيحضر الرئيس الإيراني قمة دولة مجلس التعاون الخليجي في مسقط، بعد دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للرئيس الإيراني للحضور، موضحا أن الزيارة التي قام بها أمير قطر الى طهران الاسبوع الماضي: هدفت الى توصيل طلب من دول مجلس التعاون الخليجي لطهران حول زيادة التعاون بين الطرفين، واجراء مزيد من المشاورات مع طهران بشأن سبل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وتابع قشقاويانه «حضور أحمدي نجاد المثمر لآخر قمة لدول مجلس التعاون الخليجي، شجع جيراننا في الخليج على تعزيز العلاقات مع إيران».

وكان أحمدي نجاد قد حضر القمة الـ18 لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، ووضع خطة تعاون من 12 نقطة لـ«تعزيز الروابط الأخوية والتعاون» بين إيران ودول الخليج.