معبر رفح: ندى وأشقاؤها ضاع عليهم العام الدراسي.. والطبيب عوني ترك أولاده في غزة

مئات العالقين يعبرون بعد فتح السلطات المصرية للمعبر يومين

فلسطينيون ينتظرون العبور الى مصر خلال معبر رفح أمس (إ.ب.أ)
TT

بين طلاب لم يتمكنوا من أداء امتحاناتهم هذا العام وطبيب ترك زوجته وأولاده بقطاع غزة لعدم تمكنه من الحصول على موافقة لسفرهم معه، وموظف سابق بالسلطة الوطنية لم ير أسرته بالقاهرة منذ عام ونصف العام.. كانت تلك معاناة الفلسطينيين العالقين بقطاع غزة والذين كشفوا عنها، وهم يتهيأون لاستقبال شهر رمضان، أثناء عبورهم معبر رفح الحدودي قادمين من غزة في اتجاه الأراضي المصرية، بعد أن فتحت مصر صباح أمس (السبت) معبر رفح على حدودها مع القطاع، ليعبر مئات العالقين من الجانبين.

وقالت ندى مصطفى رمضان، وهي طالبة بالصف الثاني الثانوي ومقيمة بمصر منذ سنوات، وكانت عائدة من قطاع غزة برفقة والدتها وأخوتها، إنها لم تتمكن هي وأشقاؤها الأربعة من دخول امتحان نهاية العام بمصر بسبب عدم تمكنها من الخروج من القطاع منذ سبعة أشهر، بعد دخولها إليه عند فتح الفلسطينيين المعبر عنوة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأنهم لم يتمكنوا طوال الفترة الماضية من العودة بسبب استمرار إغلاق المعبر. وأضاف الطبيب الفلسطيني عوني أبوسمعان (45 عاما) أنه عالق داخل غزة منذ نحو عام ونصف العام على الرغم من أنه يحمل إقامة دائمة بجنوب أفريقيا حيث يعمل هناك، وأنه كان دائم الحركة بين جنوب أفريقيا ومصر وقطاع غزة، وقال: «تركت زوجتي وأطفالي الثلاثة داخل غزة.. لم أتمكن من الحصول على موافقات لخروجهم من القطاع. سأجري تنسيقا عبر سفارة جنوب أفريقيا لخروجهم عن طريق معبر إيريز لأن الخروج عن طريق رفح صعب للغاية»، مشيراً إلى أنه حضر إلى المعبر في التاسعة من مساء أمس الأول الجمعة ودخل المعبر في التاسعة من صباح أمس السبت.

وأوضح يوسف عبد الله (40 عاما) من سكان مخيم البريك بغزة، وهو موظف سابق بالسلطة الفلسطينية، إنه يحاول، منذ نحو 15 شهرا، السفر إلى القاهرة لرؤية أسرته التي تعيش هناك، حيث أنه كان دائم التردد عليها قبل أن تسيطر حماس على القطاع ويتم إغلاق المعبر، قائلاً إنه سيقوم خلال زيارته لمصر أيضا بالخضوع للعلاج من آلام في المعدة داخل مستشفى عين شمس التخصصي.

وقالت الدكتورة صباح العليمي وهي من مدينة غزة، إنها من أصحاب الإقامات، وإنها دائمة التنقل بين مصر وغزة وعمان لزيارة أولادها هناك، وإنها عالقة منذ شهر أغسطس (آب) من العام الماضي داخل القطاع بعد دخوله من معبر العوجة على الحدود بين مصر وإسرائيل. وأضاف نبيل حسن، وهو من سكان مدينة رفح الفلسطينية، وطالب دراسات عليا في معهد الدراسات العربية بالقاهرة، إن حظه كان أفضل من آلاف الفلسطينيين حيث تمكن من دخول غزة عبر معبر رفح قبل شهرين وتمكن من العودة إلى القاهرة لاستكمال دراسته مرة أخرى، ويضيف أن هناك تنظيما في عمليات عبور الفلسطينيين عبر المعبر هذه المرة. وسمحت مصر أمس بعبور الفلسطينيين العالقين بأراضيها في اتجاه غزة فيما سمحت للفلسطينيين من أصحاب الإقامات العاملين في عدة دول عربية وأجنبية والطلاب وأصحاب الحالات الإنسانية، بدخول الأراضي المصرية، في طريق عودتهم لأعمالهم أو دراستهم أو استكمال علاجهم.

وقال مسؤول بمعبر رفح إن مصر ستواصل فتح المعبر اليوم الأحد أيضا أمام عبور المرضى الفلسطينيين والذين لن يقل عددهم عن 400 مريض فلسطيني.