أوباما: يجب أن نجعل الخيار واضحا للناخبين وأن نستشرف المستقبل

ما يطرد النوم من عيني ليلا ليس احتمال التعرض للهزيمة إنما التأكد من الالتزام بالوعود

المرشح الديمقراطي أوباما يطلب فطورا في مطعم اثناء توقفه في بوردمان بولاية أوهايو أمس ضمن حملته الانتخابية (رويترز)
TT

قال السيناتور الديمقراطي باراك أوباما «إن الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن أن نفعله الآن هو جعل الخيار خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) واضحا للناخبين، أعتقد أننا على مفترق طرق تاريخي». واضاف في حوار صحافي «ان الوضع الاقتصادي الحالي لا يخدم المواطن الأميركي العادي، ولا يقف الأمر على الأخبار السيئة التي نسمعها بصورة مستمرة والخاصة بمعدلات البطالة والتضخم الأكثر ارتفاعا. أعتقد أن المواطن يعلم إلى حد ما بسبب أسعار البنزين المرتفعة، أننا لدينا مشاكل هيكلية وأنه يجب التعامل معها. دخول المواطنين وأجورهم ثابتة، بينما ترتفع الأسعار بصورة مضطردة. والعقد الاجتماعي والذي بموجبه يتم تقديم الرعاية الصحية والمعاشات عن طريق الوظائف يحيد عن الطريق، ولذا فإن المواطنين في قلق ما لم نتعامل مع تلك القضايا الآن، حيث إن مستوى المعيشة سوف يستمر كما هو، إن لم يتراجع. ولذا فإن ما نريده هو الوضوح الشديد»، واضاف: لا تختلف سياسيات جون ماكين بصورة كبيرة عن سياسات جورج بوش ولذا لا يجب أن نتوقع محصلة مختلفة... وإذا كنا نبغي محصلة مختلفة فعلينا دعم التغيير الحقيقي واقتصاديات الطاقة النظيفة ونظام رعاية صحية لكل الأميركيين ورسوم جامعات يمكن أن يتحملها المواطن بصورة أكبر واستثمارات في العلوم والتقنية ومشروعات البنية التحتية. كل تلك الأشياء يمكن أن تمثل الأساس لاقتصاد أكثر تماسكا وأكثر رخاء وأكثر اتزانا. هذا هو الهدف الأكثر أهمية الذي نريد في الوقت الحالي».

واوضح أوباما: في النهاية نريد أن نتأكد من أن المواطن الأميركي لديه إحساس واضح المعالم بكينونته. ليس لأن هذه الانتخابات تتعلق بي، ولكن لأنني لا أريد طريقة الجمهوريين في الهجوم على شخصي أو طريقتهم في تقديم سيرتي بصورة خاطئة للتأثير على مقدرة المواطنين في اتخاذ قرار واضح حيال تلك القضايا. ودار الحوار مع المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية والذي اجري عشية انعقاد مؤتمر الحزب كالتالي:

* هناك رأي يقول إنك تخسر أرضية لصالح السيناتور ماكين، ومن الممكن أن يقلق ذلك الديمقراطيين، ولماذا اكتسبت نبرة أكثر عدائية بعد اجازتك؟

ـ كما تعلم، أنا لست الشخص الذي تنتابه الهواجس بشأن الانتخابات طوال الوقت. أقصد، لوقت كنت كذلك، وكان من الممكن أن أكون خارج السباق في نفس الوقت من العام الماضي. دائما ما كنا نتوقع أن هذا السباق سيكون حرجا نسبيا. ظل جون ماكين لثلاثة أو أربعة أشهر دون أية اعتراضات على آرائه، ولذا لا أعتقد أنه من المفاجئ أن ترتفع حدة السباق. أعتقد أنه على الرغم من أن الشعب الأميركي يعرف أننا نحتاج إلى التغيير، فإن جون ماكين يشارك في الحياة العامة منذ 25 عاما، ولديه تاريخ معروف، بينما أنا جديد نسبيا وسيأخذ الموطنون وقتهم كي يفكروا في الأمر ويأخذوا قرارهم حيال السباق الحالي.

* هل من الممكن أن تطلع الأميركيين على أحد الاختبارات التي واجهتك خلال حياتك والتي يمكن أن تعطي ضمانات للأميركيين بقوة شخصيتك وشجاعتك في مواجهة الأزمات بذات الطريقة التي أبداها جون ماكين في تحمله التعذيب في السجن خلال حرب فيتنام؟

ـ حسنًا، كما تعلم، دون شك إن تحمل التعذيب داخل السجن تجربة فريدة لم يمر بها رئيس ـ أو عدد قليل جداً من الرؤساء الذين مروا بتلك التجربة، لكن ما أود أن أشير إليه هنا هو الرحلة التي قطعتها طوال حياتي، فكما تعلم إنني لم أصل إلى هنا بطريق مفروش بالورود، فقد ربتني أمي بمفردها وكان على أن أشق طريقي وأعتقد أنني قمت بذلك بصورة جيدة وبشق الأنفس.

* وصفت الوطنية بأنها «الولاء للمثل الأميركية» وقلت إنها «يجب.. أن تتضمن الاستعداد للتضحية» فما هو الشيء الذي يمثل تضحيتك من أجل المثل الأميركية وما الذي يمكن أن تشير إليه إلى أنه طراز من الوطنية؟

ـ حسناً، كما تعلم، أعتقد أن الخيار الذي قمت به للعمل في فترة مراهقتي في مجال التنظيم الاجتماعي بدلاً من الحصول على وظيفة مغرية والعمل كمحام مدافع عن الحقوق المدنية بدلاً من العمل في الشركات القانونية الثرية، كل تلك القرارات كانت متوافقة مع إيماني بأن حياة الخدمة الاجتماعية هي صورة للتعبير عن وطنية الفرد، وأعتقد أن الخدمة العسكرية هي أيضاً صورة من التعبير عن وطنية الفرد، وأنها إحدى الوسائل لتقديم خدمات للبلاد وأنها تستحق أفضل تقدير.

* هل تتخيل الرئاسة على أنها قائد العالم الحر أو قائد أميركا؟

ـ في البداية أود أن أعبر عن اعتقادي أن قائد أميركا وتعزيز المصالح الأميركية هو توصيف لعمل يحفظ أميركا آمنة وسالمة ومزدهرة اقتصاديا. لكنني أعتقد، الآن أكثر من ذي قبل أن مصير الاقتصاد الأميركي وأمننا على المدى الطويل يعتمد على قدرتنا على تشكيل حلفاء وشراكات مع الدول الأخرى، ومن المؤكد أن الترابط بين السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية أصبح أمراً غير واضح عندما جعلت التكنولوجيا والتجارة العالم قرية صغيرة وجعلت البضائع والخدمات تنتقل عبر الحدود بسرعة البرق وقضايا مثل الإرهاب انتقالية. إذا فمهمتي كرئيس هي الاهتمام بالشعب الأميركي وأمنه وسلامته، لكن جزءاً من تلك المهمة تتضمن استشراف المستقبل.

* صرح جون إدواردز مؤخراً بأن الترشح للرئاسة أثر فيه كثيراً. ما تأثير هذه العملية على شعوركم بالأنا؟

ـ في الواقع، لقد ولدت هذه التجربة بداخلي شعورا كبيرا بالتواضع، فكلما خضت في هذا الأمر، زاد إدراكي لحجم المشكلات التي تراكمت على امتداد السنوات الثماني الأخيرة، والعدد الكبير للقرارات الصعبة التي سيتعين علينا اتخاذها للخروج من المأزق الذي نعاني منه الآن. كما أدركنا إلى أي مدى يتميز الشعب الأميركي بالكرم ورفعة الأخلاق... وهم بحاجة إلى قيادة في الوقت الحاضر، لذا أعتقد أنه من المثير للشعور بالتواضع أن أكون في هذا الموقف الذي أنا عليه الآن، وأدرك أني بشر وأني سأسقط حتماً في أخطاء عرضية. إن ما يطرد النوم من عيني ليلاً ليس احتمال التعرض للهزيمة في الانتخابات، وإنما كيفية التأكد من الالتزام بالوعود التي أطلقناها خلال هذه الحملة الانتخابية، والوعد الأكبر بأميركا الذي لايزال الناس يؤمنون به.

* كيف تقيم نفسك كمرشح؟ هل لاتزالون تحرزون تقدماً؟ ـ نعم. لا شك في ذلك. على مدار فترة تبلغ 19 شهراً، لا بد أنك تواجه أسابيع جيدة وأخرى سيئة، وتلقي خطابات تترك التأثير المرجو، وأخرى يكون من المؤلم الاستماع إليها أو إلقاؤها... بالنسبة لي، لا يتسم التحدي القائم بطابع فني، بمعنى كيف أدلي بخطاب، أو هل تجري إدارة حملتنا بصورة جيدة. وإنما يرتبط التحدي الرئيس بصورة أكبر بكثير بشيء دفين بداخلك... بمعنى هل تشعر بأنك تطرق باب الحقيقة التي يعايشها الناس الآن؟ هل تنجح في توصيل الشعور بالسبب وراء الأهمية البالغة لهذه الانتخابات؟ هل لديك القدرة على نقل صورة المصاعب التي تخوضها إحدى الأمهات أو الآباء ممن يضطلعون وحدهم بإعالة أسرة وقد تم تسريحهم من العمل؟ هل يمكنك منح صوت لأمثال هؤلاء بصورة تترك صدى واسعا؟ في الواقع، لا يتواجد المرء دوماً بجانب هؤلاء، لكن أعتقد أنني أحاول القيام بذلك، إن الأمر أشبه بكرة السلة... فلا يمكنك قط إحراز 1.000 رمية صائبة. لكن ما ترجوه هو تحقيق تأثير إيجابي والاتصال بالناس، على أمل تحسين مستوى معدل الأهداف التي تحرزها بمرور الوقت.

* خدمة (غلوبل فيو بوينت) خاص بـ «الشرق الأوسط»