بوتين يقول إن الأزمة الجورجية نزاع إثني أثارته واشنطن لأغراض سياسية داخلية

جورجيا تتشدد في منح تأشيرات الدخول للروس.. ومنظمة الأمن الأوروبية تتهمها بالوقوف وراء الأزمة

جندي روسي يجلس على مدفع مضاد للطائرات تحت لوحة إعلانات كتب عليها «مرحبا» في اوسيتيا الجنوبية(رويترز)
TT

قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان الولايات المتحدة سلحت جورجيا احد اطراف النزاع الاثني، واتهم بوتين واشنطن مجددا بانها اثارت ازمة لاغراض سياسية داخلية.

واضاف في المقابلة التي اجرتها معه شبكة «آي آر دي» الالمانية ونشرت على موقع الحكومة الروسية «نعلم انه كان هناك (في جورجيا) مستشارون اميركيون عدة. ان تسليح طرف في النزاع الاثني امر سيء تم الدفع به الى تسوية مشكلة اثنية بالقوة».

وقال بوتين ان «مدربين» اميركيين كانوا «في ساحة المعركة» بدلا من البقاء في القواعد العسكرية الجورجية عندما شنت جورجيا الهجوم مطلع اغسطس (آب) على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية لاستعادة السيطرة عليها. واضاف بوتين «هذا الامر يدفع الى الاعتقاد بان الادارة الاميركية كانت على علم بما كان يخطط له وعلى الارجح شاركت في هذا المخطط»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واتهم واشنطن مجددا باثارة النزاع الروسي ـ الجورجي لمساعدة احد المرشحين إلى البيت الابيض في تلميح واضح الى المرشح الجمهوري جون ماكين.

وخلص الى القول «انني اشك في ان يكون تم افتعال النزاع لشن حرب صغيرة يحقق فيها نصر. وفي حال فشل هذا المخطط جعل روسيا عدوا لتوحيد الناخبين حول مرشح الرئاسة. بالتأكيد انه مرشح الحزب الحاكم لان الحزب الحاكم وحده يملك مثل هذه الامكانات».

ومن جهتها أعلنت الحكومة الجورجية امس تشديد اجراءات استخراج تأشيرات دخول المواطنين الروس في أعقاب قرار الكرملين الاعتراف باستقلال اقليمين انفصاليين في جورجيا، حسب رويترز.

وكان الروس يحصلون على تأشيرات دخول جورجيا المجاورة في السابق عند الحدود.

وأعلنت وزارة الخارجية الجورجية في بيان أنه اعتبارا من الثامن من سبتمبر (أيلول) لن يحصل الروس على تأشيرات دخول جورجيا سوى من القنصليات والمكاتب الدبلوماسية الجورجية.

وستلزم جورجيا المتقدمين بطلب الحصول على تأشيرة بتقديم خطاب دعوة ومن الممكن استخراج تأشيرات للزيارات العائلية والانسانية ورحلات العمل. وتأتي هذه الخطوة بعد قرار تفليس أمس الجمعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو بسبب دعمها لاستقلال اقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين.

وقالت الخارجية الجورجية انها ستبلغ السفير الروسي كتابة بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أن تستدعي دبلوماسييها من موسكو. وأعلنت روسيا أنها ستغلق سفارتها في تفليس.

ومن جهة ثانية اتهم مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا جورجيا بالوقوف وراء اندلاع الازمة في القوقاز، نقلا عن «تقارير» وصلت الى الحكومة الالمانية بصورة «غير رسمية».

وكشفت در شبيغل نقلا عن تقارير مراقبين عسكريين في بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا في القوقاز ان جورجيا اعدت بدقة حملتها العسكرية على اوسيتيا الجنوبية ونفذت هجومها قبل دخول الدبابات الروسية الى نفق روكي الذي يربط روسيا وجورجيا.

كما تذكر الوثائق احتمال ارتكاب جورجيا جرائم حرب حيث يمكن ان تكون قواتها هاجمت مدنيين في اوسيتيا الجنوبية في اثناء نومهم، بحسب المصدر نفسه.

وقرر المجلس الدائم في المنظمة ارسال 20 مراقبا عسكريا على الفور الى جورجيا بعد اتفاق موسكو وتبيليسي. وكان يفترض ان يكونوا جميعهم في الجمهورية القوقازية «قبل الاثنين» بحسب الرئيس الكسندر ستاب. وقد تنشر المنظمة عددا من المراقبين قد يصل الى مائة من العسكريين غير المسلحين بحسب الاتفاق الذي وافقت عليه روسيا وجورجيا.

واعتبر الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان ان على الاتحاد الاوروبي الذي سيجتمع الاثنين في جلسة طارئة لمناقشة الازمة الروسية الجورجية، ان يحترم التزامه الدفاع عن حقوق الانسان، خصوصا عبر تعليق تعزيز علاقاته مع موسكو.

وقال الاتحاد في بيان ان «الاتحاد الاوروبي، الذي جعل احترام حقوق الانسان عنصرا مركزيا في علاقاته مع الدول الاخرى، يجب ان يتحرك بازاء تداعيات الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان والحق الانساني الدولي التي ارتكبت ولا تزال في هذه الازمة».