مواقف تستنكر حادث الطوافة وتدعو للتعجيل في اعتماد السياسة الدفاعية

السفير السعودي يؤكد دعم المملكة توافق اللبنانيين و«نبذ الفتنة»

TT

أكد سفيرالمملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور عبد العزيزالخوجة أمام وفدٍ من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة النائب مروان فارس زاره أمس، أن المملكة «تدعم التوافق بين اللبنانيين ونبذ الفتنة بكل أشكالها»، معتبراً «أن التضامن الوطني اللبناني هو أساس لمستقبل لبنان» ومبدياً حرص المملكة على «أطيب العلاقات مع جميع اللبنانيين ومع الحزب القومي صاحب الفكر التوحيدي». بدوره، أكد الوفد القومي «أهمية دور المملكة العربية السعودية في دفع عملية التوافق السياسي اللبناني إلى الأمام وفق بنود اتفاق الدوحة، الأمر الذي يساهم في تعزيز التضامن الوطني وتحقيق الاستقرار الداخلي في لبنان». كما دعا إلى «تنقية العلاقات العربية واستعادة التضامن العربي، تحصينا لكل الدول والمجتمعات العربية من الاخطار التي تتعرض لها».

الى ذلك، فإن حادث الاعتداء على طوافة الجيش اللبناني في الجنوب وقتل قائدها النقيب الطيار سامر حنا بقي لليوم الثالث على التوالي مستأثرا بالمواقف السياسية المنددة والداعية الى تعزيز دور الجيش والمؤسسة العسكرية لحماية لبنان. فأمل وزيرالثقافة تمام سلام أن «يأخذ التحقيق في هذا الحادث المؤلم بعديه العسكري والقضائي ليصب في المصلحة العامة وفي ما يطمئن اللبنانيين إلى ان احداثا كهذا ليست هي القاعدة لأنها لا تخدم اي أمر يساعد على وحدة اللبنانيين، ومن هنا يجب معالجة الحادث بكثير من الجدية والشفافية لتأتي النتائج بما يعزز هذه الوحدة»، مؤكداً «ان ما قرره مجلس الوزراء من تعيين لقائد الجيش يصب في مصلحة تعزيز المؤسسة والوطن». وأسف وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل لاستغلال حادث مروحية الجيش لغايات سياسية ومحلية صغيرة. وقال: «انه لمبكٍ ان نفقد احد خيرة ضباط الجيش اللبناني، وان يسقط ضابط بنيران صديقة». ورأى أنه «من المؤسف اكثر واكثر ان يتم استغلال حادث كهذا لغايات سياسية ومحلية صغيرة امام روع الامر، الا اننا آثرنا قبل التعليق انتظار تقرير وزير الدفاع حول التباسات الحادث، الامر الذي اعطانا بعضا من الراحة والتعزية بسبب جدية التحقيق وتعاون المعنيين معه، ما ادى الى تسليم مطلق النار، واستعدادهم لكل ما يلزم لكشف الحقيقة من كل جوانبها ومعاقبة المخطئين على عملهم. والاهم الاتعاظ مما حصل لعدم تكراره والاستفادة منه لوضع استراتيجية دفاعية وطنية».

من جهته، وصف الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل خلال زيارته رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الواقعة بـ«الخطيرة» وتتجاوز «البعدين الأمني والقضائي». وقال بعد اللقاء: «من الطبيعي ان نتشاور، من وقت الى آخر، مع فخامة الرئيس، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة، لان الاستحقاقات كبيرة والتطورات التي يعيشها الوطن تقتضي منا التشاور الدائم معه. وإني اود التوقف عند الحادثة الاليمة التي حصلت في سجد، لأؤكد انها خطرة للغاية وان تم تسليم الجاني او لم يتم ذلك. هناك مبدأ معترف به هو مبدأ سيادة الدولة، فاذا ما تمت المعالجة الامنية او القضائية لهذه الحادثة، فهذا لا يعني ان المعالجة قد تمت على الصعيد الوطني او في ما يتعلق باحترام سيادة الدولة اللبنانية».

أما الرئيس الأسبق للبرلمان حسين الحسيني فأثنى على قرار مجلس الوزراء «تعيين قائد للجيش، وغيره من التعيينات». وقال: «هذا يعني اننا بدأنا بالسير الى الامام». وإذ قدّم تعازيه بالنقيب الطيار سامر حنا الذي استشهد بحادث الطوافة العسكرية، أكد إيمانه «ببقاء لبنان، الا ان هناك اخطارا كبيرة تعترضه. ولا بد لكل منا ان يتحمل مسؤوليته تجاه وطننا، لكي نتجاوز معا كل الاخطار».

واستنكر عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار «الاعتداء الآثم على طوافة الجيش اللبناني»، معتبرا «ان هذا الاعتداء هو اعتداء على كل لبناني وطني شريف مقاوم ضد العدو الصهيوني». وطالب «بالكشف السريع عن الجناة القتلة ومعاقبتهم مع دافعيهم»، مشددا على «اهمية الاسراع في رفع العراقيل من امام عقد طاولة الحوار التي عليها البحث الجدي في استراتيجية دفاعية تكون الدولة وقواها الامنية الشرعية عمادها الفعلي والوحيد». واعتبر أن «مشروع الدولة وحده الملاذ لكل اللبنانيين».

ودعا عضو كتلة «حزب الله» النائب الحاج حسن إلى «عقلانية الخطاب السياسي وعدم إيقاظ الفتنة لكي نذهب إلى الاستحقاق الانتخابي بروح ديمقراطية». وحدد يوم 25 سبتمبر (أيلول) للتوقيع على التقسيمات وقانون الانتخاب، مشدداً على «عدم المراهنة على أي تغيرات إقليمية أو دولية لأنها أثبتت فشلها».

وأكد عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس أن «مشروع المقاومة أعطى لبنان قوة ومنعة وساهم في تقوية الجيش اللبناني، وأن حادثة المروحية هي في يد القضاء اللبناني، والمقاومة والجيش سيبقيان صنوانا وعنوانا كبيرا للبنان». معتبرا أن «اتفاق الدوحة يجب أن ينفذ بحذافيره وبنوده وخصوصا التقسيمات الادارية للانتخابات».

أما عضو «الكتلة الشعبية» النائب حسن يعقوب فقدم التعزية بالشهيد النقيب سامر حنا، وقال «إن الحادثة الأليمة جرحتنا بالصميم لان هذا الجيش نريده كتفا على كتف مع شعبه ومقاومته ضد العدو الاسرائيلي الذي يطمع بلبنان ويستبيح سماءه وماءه وبحره». ورأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين أنه «ليس لمصلحة أحد في لبنان أن يعيد تكرار خطاب سياسي لم ينتج إلا الخيبات والفشل وأن يوتر الجو السياسي الداخلي تحت عناوين مذهبية أو طائفية أو لمصلحة انتخابية، لأن ما كان يراهن عليه على المستوى السياسي قد انتهى مع اتفاق الدوحة».

وعن التهديدات الإسرائيلية للبنان أكد أن «المقاومة تجاوزت مرحلة التهديد العسكري لأن وضعها المعنوي اليوم هو أفضل بعشرات المرات مما كانت عليه في السنوات الماضية» .

بدوره، حذر نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان من أن «المؤامرة من إسرائيل والمخابرات العالمية على لبنان كبيرة جدا»، مشددا على «وجوب الوقوف بالمرصاد لكل ظلم واعتداء». وأكد أن «المقاومة فخر لكل الشرفاء الأحرار في العالم». ودعا اللبنانيين إلى «التجرد للتواصل وتجنيد الأنفس والتعاون ومسح الماضي وعدم السماح لأحد في بذر الفتنة والتعصب والاساءة» .

وقال عضو المكتب السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» النائب السابق أسعد هرموش «كنا نتمنى أن نتقدم من العماد جان قهوجي بالتهنئة بقيادته للجيش اللبناني، في ظروف مختلفة، وبعيدا عن حادثة الطوافة المروعة والتي أودت بحياة الضابط الطيار في ظروف ملتبسة». ولفت الى «ان استنزاف الجيش اللبناني في الداخل، يساهم في تعطيل دوره كضامن حقيقي لأمن واستقرار الدولة والشعب والمؤسسات»، وطالب «بتسليم المسؤولين عن هذه الحادثة الأليمة للقضاء، قطعا لدابر الفتنة، وصونا لوحدة الموقف، واحقاقا للحق».