محكمة في كربلاء تصدر حكما بالإعدام بحق أحد قياديي التيار الصدري

مسؤول في التيار لـ«الشرق الأوسط»: نحن مع القضاء إذا كان غير مسيس

TT

في الوقت الذي أعلنت فيه محكمة استئناف كربلاء أمس إصدارها حكما بالإعدام بحق واحد ممن سمتهم بـ«قادة المجموعات المسلحة» وأيضا قيادي في التيار الصدري، بعد اتهامه بارتكاب عدد كبير من الجرائم في مدينة كربلاء، وأيضا ضلوعه بإثارة المواجهات الدامية التي شهدتها كربلاء خلال موسم الزيارة الشعبانية العام الماضي، أكد القيادي البارز في التيار الصدري عبد الهادي المحمداوي ردا على حكم المحكمة بالقول «نحن نعترف بأن هناك اعترافات تؤخذ بالقوة ولا نعلم الى أي شيء استندت لإصدار حكمها هذا».

وأعلن القاضي عبد نور الفتلاوي في تصريحات إعلامية امس أن «محكمة استئناف كربلاء أصدرت حكما بالإعدام بحق علي شريعة بعد ثبوت الأدلة عليه واعترافه بتخطيطه الرئيس للمواجهات المسلحة في الزيارة الشعبانية بمدينة كربلاء عام 2007»، مشيرا إلى أن المحكمة أصدرت حكمها بعد أن رأت أن «شريعة مذنب ويستحق مثل هذا الحكم» من جهته، قال المحمداوي «إننا نعلم أن هناك ما يسمى بنزع الاعترافات بالقوة والإكراه، ولا نعلم الى أي شيء استندت المحكمة لإصدار حكمها بحق شريعة الذي كان في يوم من الأيام مساندا لمسؤولي كربلاء ولديه الكثير من الأعمال والمهام المشتركة معهم». وأضاف «نحن مع القضاء العادل إذا كان غير مسيس وإذا كان العكس فنحن ضده ونرفضه رفضا قاطعا»، مشيرا إلى «أن التيار الصدري وجيش المهدي يتعرضان لمختلف أنواع الانتهاكات وأعمال تعذيب داخل المعتقلات وعلى مستوى مسؤولين في محافظتي ميسان وكربلاء منذ أحداث الزيارة الشعبانية، وقسم كبير من مسؤولي كربلاء كانوا يعملون سوية مع القيادي علي شريعة من دون أن يوضح ماهية تلك الأعمال». وأضاف «أن حالات إعدام كثيرة نفذت بحق أبناء جيش المهدي خلال المواجهات وحتى من دون تمريرهم للمحاكم بل ينفذ بهم الإعدام فور إلقاء القبض عليهم وبالشارع، متهما مسؤولين بكربلاء بهذا الأمر». كما طالب المحمداوي الحكومة العراقية بتفعيل مذكرات إلقاء قبض سبق وان صدرت بحق مسؤولين في كربلاء، لكنها لم تنفذ حتى الآن. يذكر أن الاسم الحقيقي لعلي شريعة هو علي عبد الطعان ويسكن منطقة الشريعة شمال شرقي كربلاء، ومنها اكتسب لقبه، وهي منطقة زراعية، وألقي القبض عليه قبل شهرين في مدينة المحمودية وكان رفقة شخص آخر واتهم بجرائم كثيرة منها عشرات جرائم القتل والاختطاف فضلا عن اتهامه بإثارة مواجهات الزيارة الشعبانية. غير أن مصادر أمنية بينت في تصريحات إعلامية سابقة أن شريعة ألقي القبض عليه في يونيو (حزيران) الماضي وبرفقته أربعة من معاونيه. وشهدت كربلاء في الثامن والعشرين من اغسطس (آب) من عام 2007 مواجهات مسلحة بين الأجهزة الأمنية وجماعات مسلحة وصفت بالدامية حينها، تزامنت مع احتفالات الشيعة بمولد الإمام المهدي الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة والتي يطلق عليها زيارة النصف من شعبان، أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين وتسببت بتأجيل الاحتفالات في ذلك العام.

وتلت هذه الأحداث عمليات مسلحة اندلعت في مدن أخرى، حيث بدأت مجموعات بمهاجمة مكاتب المجلس الأعلى الإسلامي وإحراقها فضلا عن اشتباكات مسلحة مع الجيش والشرطة، واتهم التيار الصدري ما سماه بالطرف الآخر بالوقوف وراءها، على حد قول نصار الربيعي عن التيار الصدري.