شهدت تونس في أول يوم من رمضان، إطلاق أول محطة تلفزيونية دينية، وذلك في إطار خطط الحكومة لنشر الفكر الإسلامي المتسامح وقطع الطريق أمام الفكر المتطرف والفتاوى المثيرة للجدل.
وقال المشرفون على قناة «حنبعل الفردوس» في بيان، إن المولود الجديد جاء في إطار الحرص على «إشاعة قيم التسامح والرحمة والقيم النبيلة». وأضاف البيان أن «القناة ستجمع بين سلاسة الكلمة وصدق المعنى وستبث قيم الإسلام الذي يحث على التسامح والتواضع والخلق الحسن ويجافي الغلظة». وستبث القناة الدينية الجديدة أحاديث نبوية ودروسا دينية للكبار والصغار، وهي بذاك تسعى لإماطة «اللثام عما تعسر فهمه من القرآن الكريم إضافة إلى الإذكار والأدعية». ونقلت القناة منذ اليوم الأول في رمضان صلاة التراويح مباشرة من مكة المكرمة وذلك عن طريق ربط مع التلفزيون السعودي. وحسب مصادر بالقناة فان حنبعل الفردوس، لن تستهدف الربح التجاري وستكون «مختلفة عن عديد القنوات الدينية الأخرى من حيث التوجه والمضمون. وستشهد القناة بعد أشهر «برامج دينية حوارية وفقهية خاصة بها، بهدف لتأكيد وسطية واعتدال الدين الإسلامي، وابتعاده عن مختلف أشكال التعصب والتزمّت». وتلقى القنوات الدينية التي انتشرت بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية، اهتماما كبيراً لدى الجمهور التونسي وخاصة الفئات الشابة. وقد تزايد اهتمام السلطات الرسمية التونسية خلال السنوات الأخيرة بالإعلام الديني. ففي سبتمبر (ايلول) 2007 أطلق محمد صخر الماطري رجل الأعمال وصهر الرئيس زين العابدين بن علي تونسي إذاعة «الزيتونة» وهي أول إذاعة دينية تعمل على مدار الساعة، وسرعان ما شدت إليها انتباه الجهور التونسي لتنافس في العاصمة بقية الإذاعات. وخلال الأسبوع الماضي وصف أبو بكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية التونسي ما يُعرض في بعض الفضائيات الدينية «بالسفاسف والفتاوى المُحَملة بالتخلف والرداءة» وهو ما مكن الخواص من الحصول على تراخيص لبعث القنوات الدينية.