مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»: مجندة الانتحاريات في ديالى خالة رانيا

الانتحارية الشابة المعتقلة في بعقوبة: كنت ضحية الغفلة وخدعني زوجي وابنة عمته

رانيا العنبكي ووالدتها في مركز شرطة ببعقوبة (إ ب أ)
TT

اكدت مصادر امنية في محافظة ديالى التوصل الى مجندة الانتحاريات الاولى في محافظة ديالى والتي تقوم باستغلال النساء وتدريبهن على عمليات الانتحار بالحزام الناسف. وقال الرائد هاشم خليل مسؤول مكتب تحقيق بعقوبة ان المعلومات الاستخبارية اضافة الى الخيوط الرئيسية التي تم كشفها من خلال المتابعة والتحقيق مع الانتحارية رانيا العنبكي اكدت ان مجندة الانتحاريات الاولى والتي تقوم باستغلال النساء خصوصا الصغيرات السن والقرويات منهن هي وجدان سلمان الخزرجي وهي خالة رانيا.

وأشار خليل في تصريح لـ«الشرق الاوسط» حصول مكتب التحقيقات على صورة لوجدان وتفاصيل عن حياتها رافضا الكشف عن تلك التفاصيل لـ«ضرورات امنية ولان البحث ما زال جاريا لالقاء القبض عليها». وأكد خليل ان والدة رانيا تقوم بنفس العمل لكن وجدان هي المسؤولة الرئيسية عن هذا العمل. ووجدان هي الخالة الصغرى لرانيا وهي تسكن مدينة كركوك حسب معلومات كانت مصادر امنية قد كشفتها في وقت سابق لـ«الشرق الاوسط» وقد تم ترحيل عائلة رانيا من القرية التي سكنوها من قبل المليشيات لتسكن رانيا ووالدتها في بعقوبة بينما سكنت وجدان مدينة كركوك.

الى ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رانيا البالغة من العمر 15 عاما قولها انها كانت ترغب في ان تكون طبيبة لكنها ارغمت على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كيلوغراما وحاولت تفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط سوق بعقوبة شمال بغداد. غير ان الخطة التي دبرها زوجها وبعض نشطاء القاعدة لم تنجح لان رجال الشرطة اعتقلوا رانيا فور الاشتباه فيها في بعقوبة التي كانت معقلا للمتمردين.

وتدعي رانيا انها بريئة، وان زوجها وامرأة خدعاها لارتداء الحزام الناسف، وانها لم تكن تنوي استخدامه عندما اخذوها الى السوق حيث كان عناصر القاعدة سيفجرونه بواسطة جهاز للتحكم عن بعد. وتقول الفتاة «كنت احلم بان اصبح طبيبة عندما اكبر، لانني احب الطبيبات، لكنني اصبت بداء المفاصل، الامر الذي منعني من الاستمرار في الدراسة» وتضيف «زوجي ابلغني ان الشهادة شيء صحيح». وتتابع صاحبة الوجه البريء «اخبرني زوجي ان الجنة بستان جميل فيه ورود ونهران، احدهما مياه والآخر عسل، وفيه حور العين». وابتسمت رانيا التي ترتدي العباءة التقليدية واحمرت وجناتها عندما تذكرت كلمات زوجها القيادي في القاعدة والمتهم بقتل نحو اربعين شخصا، معظمهم ذبحا، بحسب المحقق.

تزوجت رانيا عندما كانت في الرابعة عشرة بسبب اصرار والدتها التي كانت تعاني من مشاكل مادية. اما الوالدة فتحدثت عن زوج ابنتها متهمة اياه بتخديرها والتسبب باعتقالها. وتضيف رانيا «اردت ان اذهب الى منزل امي واترك الحزام معها، او اطلب منها ان تخبر الشرطة».

وتشدد رانيا التي تركت المدرسة عندما كانت في الحادية عشرة على انها كانت ضحية الغفلة والكذب في 25 اغسطس (اب) الماضي. وتقول في هذا الصدد «اخذني زوجي الى منزل ابنة عمته، وهي امرأة التقيتها للمرة الاولى في حياتي، وطلبت مني ارتداء الحزام الناسف».

وتضيف «وضعت الحزام واستقللنا باصا متوجها الى السوق الرئيسية. وكانت اعطتني قبل الخروج عصير الخوخ، فشعرت بالغثيان وبدأت ارى خيالات مزدوجة». وتتابع «عرفت انها كانت قنبلة لانني رأيت اسلاكا، لكنهم اكدوا انها لن تنفجر. وصلنا الى السوق وتركوني هناك، وقالوا انهم سيقومون بشراء بعض الحاجيات قبل ان يعودوا الى المكان».

وعندما عثرت الشرطة على رانيا كانت تحاول العبور وسط السوق، بعد مقتل ثلاثة رجال شرطة في الوقت والمكان نفسه. وتقول الشرطة ان رانيا كانت تتحرك بصورة مثيرة للريبة، فطلبوا منها التوقف، لكنها رفضت الاذعان لهم، فتمكنوا بعد ذلك من امساك يديها ودفعها الى جدار. واظهر شريط فيديو التقطته الشرطة في مكان الحادث ان حركات جسدها تشير الى انها تعرضت لعملية تخدير وانها غير طبيعية.

من جهته، يقول اللواء عبد الكريم خلف الذي تسلم منصب قيادة شرطة ديالى بالوكالة حديثا «كانت الخطة تتضمن قيام بعض عناصر القاعدة الذين نسقوا مع زوجها بقتل عدد من رجال الشرطة وسط السوق، فينتظرون تجمع الشرطة ثم يفجرون رانيا بواسطة جهاز التحكم عن بعد لقتل اكبر عدد من قوات الامن».

بدوره، يؤكد المحقق الذي اخضع رانيا للاستجواب ان لديها «افكارا متطرفة». ويضيف »تمكنا من التنصت عليها بينما كانت تتحدث مع والدتها التي سألتها: لماذا تتعاونين مع المرتدين؟». وتؤكد مصادر امنية ان والد رانيا وشقيقها سبق ان نفذا عمليتين انتحاريتين في قرية ابو صيدا قرب بعقوبة.