بوتين يحذر من رد روسي «هادئ» على تعزيزات حلف الأطلسي في البحر الأسود

موسكو ستزود أوزبكستان بأسلحة متطورة.. وتأسف للقرار الأوروبي بتأجيل مفاوضات الشراكة

TT

حذر رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أمس من أن روسيا سترد على تعزيز قوات البحرية التابعة لحلف الأطلسي في البحر الأسود، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية.

وصرح بوتين للصحافيين خلال زيارة الى أوزبكستان بأن «رد الفعل سيكون هادئا وبدون أية هستيريا. ولكن سيكون هناك بالطبع رد فعل». وفي نفس الوقت أعلن بوتين إثر مفاوضات مع الرئيس الأوزبكستاني، إسلام كريموف، أن روسيا ستزود حليفتها في آسيا الوسطى بأسلحة «فائقة التطور»، حسب ما نقلته الوكالات الروسية. ونقلت الوكالات الروسية تصريح بوتين من طشقند «اتفقنا على توسيع علاقاتنا العسكرية التقنية». وأضاف أن «توسيع التعاون سيتم عبر (تزويد) أنظمة تسلح فائقة التطور وتنمية التعاون في هذا القطاع وغيره من قطاعات التكنولوجيا المتطورة».

وأصبح إسلام كريموف، الذي يحكم أوزبكستان بيد من حديد منذ 18 عاما، حليفا لروسيا بعد قمع تمرد في مدينة أنديجان (شرق) في مايو (أيار) 2005 أدى الى مقتل ما بين 500 و1000 شخص بحسب المنظمات غير الحكومية، و187 شخصا بحسب السلطات.

وردا على انتقادات الغرب، لا سيما واشنطن، طلبت أوزبكستان في يوليو (تموز) 2005 إخلاء قاعدة كراتشي خان آباد (جنوب البلاد) وتقربت من روسيا ووقعت معها في نوفمبر (تشرين الثاني) اتفاقا دفاعيا مشتركا.

وفي بكين دعت الصين روسيا وجورجيا إلى التحاور لحل نزاعهما ورفضت الانحياز الى أي منهما. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية جيانغ يو «نأمل أن تحل الأطراف المعنية هذه القضايا عبر الحوار والمشاورات». ورفضت الصين توجيه اللوم الى أي من الأطراف والإفصاح عما إذا كانت تؤيد اعتراف روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. ويضع النزاع في جورجيا الصين في موقع محرج، بسبب حرصها على سيادة الدول وقلقها من التصادم مع حليفها الروسي.

وفي موسكو، أعربت روسيا عن «أسفها» لقرار الاتحاد الأوروبي تأجيل المفاوضات بشأن شراكة استراتيجية مع روسيا، معتبرة أن العلاقات الروسية ـ الأوروبية يجب ألا تكون «رهينة» الخلافات داخل الاتحاد الاوروبي. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان «في ما يتعلق بنتائج قمة الاتحاد الاوروبي، فان نية تعليق المفاوضات حول اتفاق شراكة جديد يدعو الى الأسف، بالرغم من اعتياد موسكو في السنتين الأخيرتين على عراقيل مصطنعة» في تلك المفاوضات. وأضافت الوزارة «ينبغي ألا تكون شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي رهينة لخلافات الرأي حول مسألة أو أخرى». ولكن روسيا رحبت بنتائج قمة الاتحاد الاوروبي لتبنيه «أسلوبا يتسم بالمسؤولية»، حسب وكالة «رويترز». لكن زعماء الاتحاد الاوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل لم يصلوا الى حد فرض عقوبات فورية على روسيا باستثناء تجميد العمل على اتفاق شراكة جديد. وسيطير الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الى موسكو وتبليسي الأسبوع المقبل لتفقد ما تم إحرازه من تقدم. وقال بيان الخارجية الروسية «إن روسيا التزمت بالكامل بالمطلوب منها وقدمت مقترحات جديدة تعطي دورا أكبر في المنطقة لمراقبين دوليين وقوات شرطة».

وأكد ممثل روسيا لدى الاتحاد الاوروبي أن مئات العسكريين الروس الذين لا يزالون في جورجيا في منطقة «عازلة» ويطالب الاتحاد الاوروبي برحيلهم، سينسحبون بسرعة نسبية من دون ان يحدد موعدا لذلك.

وقال فلاديمير شيجوف للصحافيين بشأن 500 جندي روسي منتشرين في الأراضي الجورجية ولا سيما على مشارف بوتي على البحر الأسود وهي مرفأ حيوي بالنسبة لجورجيا «بطبيعة الحال لن يبقوا هناك الى الأبد. سيكون وجودهم محددا زمنيا». لكن شيجوف قال انه «عاجز» عن إعطاء موعد محدد لرحيلهم، موضحا «هذا رهن بعاملين: إنشاء آلية دولية» واردة في النقطة الخامسة من اتفاق وقف إطلاق النار، و«وصول مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا».