زوج بوتو مرشح لتولي رئاسة باكستان.. ويقود ائتلافا هشا في الحكومة

يواجه تحديين كبيرين: إنعاش الاقتصاد والحرب على الإرهاب

TT

يتوقع ان يحقق زوج رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة الراحلة بي نظير بوتو عودة كبيرة عبر توليه رئاسة بلد ينهشه التطرف الاسلامي وأزمة اقتصادية.

وسيواجه آصف علي زرداري مجموعة من المشاكل الاخرى في حال تغلبه على منافسيه الاثنين وتولي رئاسة هذه الدولة النووية التي ادت انفجارات وعمليات انتحارية فيها خلال العام الماضي الى مقتل اكثر من 1200 شخص.

وستتخذ تدابير امنية مشددة للغاية في يوم الانتخابات حسبما افاد مسؤولون لوكالة الصحافة الفرنسية، وقد اضطر زرداري من الآن الى تغيير مقر اقامته خشية وقوع محاولات لاغتياله بعد تسعة اشهر على اغتيال زوجته بي نظير بوتو خلال حملتها للانتخابات التشريعية.

ويعاني الاقتصاد الباكستاني من التدهور بسبب تضخم هائل ووضع سياسي مهتز ادى الى تراجع في الاسواق المالية نسبته 40% منذ يناير (كانون الثاني) في بلد يعتمد في الاساس على المساعدات الخارجية.

ونسبت الاضطرابات التي تشهدها البلاد الى ناشطين غاضبين من دعم الرئيس برويز مشرف حليف الولايات المتحدة الكبير للحرب على الارهارب في افغانستان.

وتعتمد باكستان بشكل كبير على مليارات الدولارات التي بدأت تردها منذ دعم مشرف الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001. بيد ان اهتمامات المواطن الباكستاني تنصب خصوصا على غلاء المعيشة مع اسعار النفط والمواد الغذائية المرتفعة ما يزيد من حدة الغضب في صفوف سكان هذا البلد البالغ عددهم 160 مليونا. وينافس زرداري رئيس السلطة القضائية المتقاعد سعيد الزمان صديقي، المدعوم من رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ومشاهد حسين المقرب من مشرف.

وقال طلعت مسعود، المحلل في الشؤون السياسية والدفاعية، «سيواجه زرداري تحديين كبيرين جدا هما إنعاش الاقتصاد والحرب على الارهاب». واضاف «عليه ان يقنع كل الاحزاب وان يضطلع بدور موحد» اذا اراد معالجة المشاكل. ويتوقع ان يفوز زرداري بانتخابات السبت اذ لديه ما يكفي من الدعم في البرلمان الفدرالي وفي اربعة مجالس اقليمية التي تختار الرئيس في اقتراع سري.

وبصفته رئيسا مشاركا في حزب الشعب الباكستاني يقود زرداري من الان حكومة ائتلافية هشة خسرت، لكنها لا تزال في الحكم، دعم حزب نواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة مرتين.

وبعد إلحاق الهزيمة بمشرف في الانتخابات التشريعية في فبراير (شباط) الماضي اختار زرداري رئيس الوزراء الحالي يوسف رضا جيلاني. ومع ان حزب الشعب الباكستاني اكد ان انتماء رئيس البلاد ورئيس الوزراء الى حزب واحد سيؤدي الى إحلال الاستقرار، يرى آخرون عكس ذلك.

وقال أحد المحللين ان باكستان تتجه الى نظام دكتاتوري مدني ليس مختلفا كثيرا عن الحكم العسكري في عهد مشرف. وتساءل مطهر احمد استاذ العلاقات الدولي في جامعة كراتشي «زرداري هو عمليا رئيس الوزراء والآن سيصبح رئيسا للبلاد، فما الفرق بينه وبين مشرف؟» واضاف «سيكون لهذه الانتخابات تأثير غير جيد على البلاد».