ماكين يدافع عن اختياره بالين مرشحة لنائب الرئيس ويستعد لتكثيف الحملة الانتخابية

الحزب الجمهوري يتبنى «السياسة الأكثر جرأة» ويطالب بتسريع التنقيب عن النفط

ثلاث مشاركات في مؤتمر الحزب الجمهوري يُظهرن تأييدهن للمرشحة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين وعلى ظهرهن علامات تقول «نحن نحب سارة» (أ ف ب)
TT

دافع المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين امس عن خياره لسارة بالين لتكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس. وقال ماكين: «عملية الاختيار كانت متكاملة وأنا ممنون للنتائج». وأثيرت تساؤلات حول اختيار بالين، 44 عاماً، بعد الاعلان عن قضايا مثيرة حولها قد تكلف ماكين اصواتا في الانتخابات. وجاء ذلك في وقت يستعد ماكين وفريقه تكثيف حملته الانتخابية بعد تعطيل فعاليات المؤتمر الجمهوري الذي انطلق أول من امس بسبب اعصار «غوستاف». ومع تراجع حدة الاعصار، يتوقع ان يعود المؤتمر الى برنامجه الحافل قبل تتويج ماكين مساء غد مرشح الحزب للرئاسة، الا ان الحزب لم يعلن حتى وقت متأخر من امس عن تفاصيل برنامج المؤتمر. وأعلنت بايلن مساء اول امس ان ابنتها غير المتزوجة، بريستول، البالغة 17 عاما حامل لكنها ستكمل حملها وستتزوج والد الجنين. وفي اليوم نفسه، ظهر ان بالين كلفت محاميا للدفاع عنها في تحقيق حول احتمال ان تكون أساءت استخدام النفوذ بصفتها حاكمة لولاية ألاسكا، كما وردت معلومات أن زوجها تود أوقف قبل عشرين عاما بعدما تبين انه يقود السيارة تحت تأثير الكحول. وبالاضافة الى ذلك، وردت معلومات تفيد ان بالين كانت عضوا في حزب «استقلال ألاسكا» الداعي لاستقلالها عن الولايات المتحدة. واكد فريق ماكين امس انه كان على علم بهذه المعلومات قبل اختيارها. وقال تاكر باوندز الناطق باسم ماكين لمحطة «سي ان ان» التلفزيونية ان ماكين كان على علم بحمل بريستول بالين خلال عملية التدقيق قبل ان يختار والدتها. وقال باوندز: «لم يعتبر ذلك عائقا لعدم اختيارها».

ولكن التساؤلات حول دقة عمليات التدقيق بشأن ماضي بالين وخلفيتها زادت مع نشر تقارير صحافية عن ان فريقا من 12 محاميا جمهوريا سيتوجه الى الاسكا لاجراء المزيد من عمليات التحقق والتدقيق بشان بالين. وتم التركيز اكثر على ما اطلق عليه فضيحة «تروبر غيت» حيث يشتبه بان بالين مارست ضغوطا على مفوض في الشرطة لطرد شرطي بعدما طلق شقيقتها. ونفت حاكمة الاسكا هذه الادعاءات واصفة اياها بانها «غير صحيحة» و«فظيعة». وعلى الرغم من الاعلان عن حمل ابنة بالين، إلا ان الجمهوريين لم يعلنوا معارضتهم لها. وعندما اعلن اسمها اول من امس في قاعة المؤتمر علا التصفيق الحار وظهرت مؤشرات الى ان القاعدة المحافظة الجديدة التي تشكلت حولها صامدة رغم ما يحصل. وقال توني بيركينز من «فاميلي ريسيرتش كاونسيل» وهو مجموعة محافظة تمتع بنفوذ: «للاسف ان الحمل في سن المراهقة بات منتشرا في مجتمعنا اليوم بغض النظر عن وضع العائلة الاقتصادي والاجتماعي». واضاف: «هذه مشكلة لانزال ملتزمين بالعمل على خفضها عبر تشجيع الشباب على الامتناع عن ممارسة الجنس». وتابع: «لحسن الحظ ان بريستول ستحذو حذو والدتها ووالدها اللذين اختارا الحياة في خضم وضع صعب».

وجاء تصريح بالين حول ابنتها بعدما عجت المدونات الالكترونية الليبرالية بشائعات غير موثقة بان ابنة بالين هي الأم الفعلية لابن حاكمة الاسكا الذي ولد قبل 5 اشهر. ودانت حملة ماكين هذه المعلومات.

وفي وقت متأخر من ليل الاثنين ومع مرور «غوستاف» على نيو اورليانز من دون الحاق اضرار كبيرة، عادت محطات التلفزة الى الاهتمام بقضية بالين مما تسبب بزيادة الضغوط على ماكين وحاكمة الاسكا. وقد دعا المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك اوباما الى «التوقف» عن نشر معلومات حول ابنة بالين. وصرح أوباما اثناء لقاء مع الصحافيين في ميشيغان: «لا يجب أن تكون كيفية تعامل أسرة ما مع القضايا والأبناء المراهقين موضوع سياساتنا».

وجاء الاعلان عن حمل ابنة بالين في وقت قلص الحزب الجمهوري فعاليات المؤتمر العام له في سانت بول (منيسوتا شمال) بسبب اعصار غوستاف. وبعيداً عن الضجة الاعلامية التي اثيرت حول بالين، شهد اليوم الاول من اعمال المؤتمر الجمهوري كلمات من السيدة الاميركية الاولى لورا بوش وزوجة ماكين سيندي، حيث طالبتنا بدعم المتضررين من «غوستاف».

ومن جهة اخرى، تبنى الحزب نصاً يدعو الى «تسريع» اعمال التنقيب عن النفط وتكريره، وسجلوا بذلك اعتماد السياسة «الأكثر جرأة» في تاريخ الحزب في مجال الطاقة. وصوت الجمهوريون بالاجماع لـ«برنامجهم» لعام 2008 ودعوا الى «تسريع» اعمال التنقيب عن النفط في البلاد وتطوير حقول نفطية جديدة للحد من الاعتماد على الخارج في تأمين موارد الطاقة. وجاء في وثيقة من 60 صفحة تم تبنيها لدى بدء المؤتمر الذي سيسمي رسميا الجمهوري جون ماكين مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة: «اننا بحاجة الى استقلالية في مجال الطاقة. علينا ببساطة استخراج كميات اكبر من النفط الاميركي».

ويريد الجمهوريون ايضا تطوير امكانات تكرير النفط مع الاخذ في الاعتبار انه لم يتم بناء اي مصفاة جديدة في البلاد خلال ثلاثة عقود بسبب «الوضع البيئي وعمليات التعطيل المنتظمة» من واشنطن. وذكر بيان صادر عن الحزب انها «السياسة الاكثر جرأة وحداثة في مجال الطاقة في تاريخ الحزب الجمهوري». واضافت الوثيقة ان «نقل الثروة الاميركية الى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ـ حوالي 700 مليار دولار سنويا ـ يساعد العمليات الارهابية ولا يحث الانظمة القمعية على القبول بالديمقراطية إن في الشرق الاوسط وان في اميركا اللاتينية». وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد رفع الحظر على اعمال التنقيب في البحر لكن على الكونغرس الموافقة على هذا القرار لاستئناف هذه العمليات قبالة السواحل الاميركية. ويرفض الديمقراطيون الذين يسيطرون على الكونغرس هذا الاجراء. وعلى خلفية ارتفاع اسعار النفط يدعم ثلثا الاميركيين رفع الحظر على اعمال التنقيب عن النفط فــي البحر المفروض منذ 27 سنة بحسب استطلاعات للرأي.