تساؤلات حول قدرة بالين على تربية 5 أولاد وتسلم ثاني أهم مناصب البلاد

المرشحة لنائب الرئيس تبقي أطفالها بجوارها أثناء العمل

TT

إنها صورة شديدة الجاذبية: أم عاملة بارعة، بل ساحرة، تظهر أمام العالم أن في استطاعتها ان تفعل كل شيء، وأن لديها كل شيء: خمسة أبناء، ونجاح مهني، وزوج لا يمانع في أن يقوم بدور الأم. بالإضافة إلى ذلك، أنها ستكون جدة، وطفلها الرضيع من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنها مرشحة لمنصب نائب الرئيس.

إن واقع حياة حاكمة ألاسكا سارة بالين يبدو ساحرا وبصراحة مرهقا. تتراوح أعمار أبنائها ما بين عمري 18 عاما إلى أربعة أشهر. تطوع ابنها الأكبر الذي يدعى تراك في الجيش، وهو متجه الآن إلى العراق. وتدرس ابنتها ويلو (14 عاما) في المدرسة الثانوية، ولديها أيضا الابنة بيبر (7 أعوام). أما الطفل تريغ، فقد ولد في ابريل (نيسان) الماضي مصابا بمرض متلازمة داون. وابنتها بريستول (17 عاما) حامل وستتزوج كما أعلن والداها اول من امس. وزاد هذا الخبر من اشتعال الجدل الدائر بالفعل على المدونات الالكترونية وفي الشارع حول تحقيق التوازن المناسب بين تربية الأبناء والعمل، وما إذا كان في استطاعة بالين تحقيق التوازن بين مطالب كليهما بدون التقصير في أي منهما. وهذه قضية تثير انتباه الكثير من الناخبين في الولايات المتحدة؛ ففي غضون ساعتين من إعلان «واشنطن بوست» لأخبار الحمل على موقعها الإلكتروني، دخل أكثر من ألف شخص ليدلوا بآرائهم حول ما إذا كانت بالين (44 عاما) تضع طموحها السياسي فوق احتياجات أسرتها. وقد صرح كبير مستشاري ماكين، ستيف شميدت: «يجب ألا ينظر إليها بمعايير مختلفة عن المرشح الديمقراطي. لا يسأل أي رجل مرشح هذا السؤال مطلقا... وأظن أن السيدات في أميركا قد يغضبن من هذه المعايير المزدوجة».

ورسمت بالين صورتها بحذر طوال حياتها العملية كشخصية ملتزمة تجاه كل من أسرتها وعملها، وصارمة بما يكفي لتدبر الأمرين معا. لقد تعمدت التخلي عن الطاهي في منزل حاكم الولاية قائلة إنها تريد أن تطهو بنفسها، وإن أبناءها كبار بما يكفي لكي يصنعوا شطائرهم بأنفسهم. ولا يذكر أحد أنها استعانت من قبل بمربية دائمية لأطفالها. وتقول كايلين جونسون التي تكتب سيرة حياة بالين: «عندما تدخل مكتبها، تجد بيبر جالسة هناك، والطفل في مهده.. هكذا تعيش حياتها». وتملك هي وزوجها منزلا للأسرة في مدينة وسيلا، حيث يعيش والداها وثلاثة أخوة لها وأقرب أصدقائها. في معظم العام، يمكنها الذهاب يوميا من وإلي أنكوراج، حيث تعمل، ما عدا أيام انعقاد المجلس التشريعي في جونو. أما تود بالين، فهو الآن في إجازة من عمله في حقل للبترول، مما يجعل من الممكن له أن يتفرغ لرعاية الأبناء، كما يقول صديقان له. وقالت والدة سارة بالين في إن ابنتي بالين الصغيرتين، ويلو وبيبر، التحقتا بمدرسة في جونو في النصف الثاني من العام الماضي، عندما كان المجلس التشريعي في طور الانعقاد، لتكونا بجوار والدتهما. وكان الطفل تريغ أيضا مع بالين.

وحتى في قصة ميلاد تريغ، تصور بالين نفسها بالشجاعة وعدم الخوف. فقد صرحت لوسائل الإعلام المحلية بأنها شعرت ببوادر الولادة قبل إلقائها خطابا في تكساس في إبريل (نيسان) الماضي. وبعد خطابها المهم أمام جمعية الحكام الوطنية، وبعد الحصول على موافقة طبيبها، صعدت بالين على متن الطائرة في رحلة تستغرق 8 ساعات إلى أنكوراج، لكنها لم تخبر شركة الطيران بأنها في حالة ولادة. ثم استقلت هي وزوجها سيارة إلى المركز الطبي في مدينتهما لمدة 45 دقيقة، ووضعت الطفل بعد سبع ساعات. وقال القائمون على حملة ماكين إنه لا يمكنهم تأكيد ما إذا كانت بالين ما زالت ترضع تريغ طبيعيا، ولكن قالت الحاكمة ما يفيد هذا المعنى في حوار مع مجلة «بيبول» الاسبوع الماضي؛ ففي إجابتها على سؤال حول ما إذا كانت من الأشخاص الذين يشعرون بالنشاط في الصباح قالت: «كل ما كان علي فعله... في منتصف الليل، هو أن أترك البلاك بيري جانبا، وأن أضع مضخة الثدي».

وقد أبقت بالين أمر حملها سرا لمدة سبعة أشهر، مما أدهش حتى العاملين معها عند إعلان خبر الحمل. وقالت حينها إنها لن تقصر في العمل. وصرحت في إشارة إلى مولد ابنتها: «لقد وضعت بيبر يوم الاثنين، وعدت إلى العمل يوم الثلاثاء. بل وأحضرتها معي إلى العمل». وفي الحقيقة، بعد مولد تريغ، كانت بالين على مكتبها في غضون أيام، والطفل معها في مهده. وقد كشف بحث حديث صدر عن مركز «بيو للأبحاث» أن 11 في المائة فقط من الأمهات العاملات يعتقدن أنه أمر جيد للأبناء أن تعمل أمهاتهم بدوام كامل. ورفضت كريستي هامريك، الناطقة باسم حملة «القيم وربما يصبح تريغ بالين أكثر طفل رضيع سافر عبر أميركا. فقد صرحت مصادر في الحملة بأن الطفل سيكون مع والدته لفترة جيدة من الوقت، وتجرى ترتيبات لكي تصاحبهما مربية خلال السفر. وتؤكد الجدة سالي هيث: «لا يمكنني أن أتخيل أنها ستتركه».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)