فقد إعصار غوستاف الذي ضرب جنوب شرقي اميركا قوته تدريجياً مما ادى الى تقليل المخاوف من ان تتكرر مأساة أعصار كاترينا الذي ضرب المنطقة نفسها قبل اربع سنوات، بيد ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيبقى في ولاية تكساس المجاورة لولاية لويزيانا لمتابعة عمليات اسعاف المنكوبين، وهو الامر الذي اضطره الليلة الماضية الى مخاطبة مؤتمر الحزب الجمهوري المنعقد في ولاية مينسوتا عبر الاقمار الصناعية.
وكان الاعصار أدى الى تهجير حوالي مليوني شخص خاصة من ولاية لويزيانا الى ولايات اخرى، وبعد ان تراجعت مخاطر الاعصار بات سكان مدينة نيواورليانز في لويزيانا متلهفون للعودة ادراجهم الى مدينتهم، لكن عمدة المدينة راي ناغين قال إن عليهم البقاء في الاماكن التي نزحوا اليها بضعة أيام أخرى. ونسب اليه قوله «من المبكر جداً القول إن بامكان السكان العودة اليوم (امس) الى نيواورليانز بيد ان عودتهم ستتم في غضون ايام وليس اسابيع». واشار الى ان حافلات ستنقل سكان المدينة في رحلة العودة، وستحملهم الى حيث توجد منازلهم.
وقالت شبكات التلفزيون الاميركية إن نيواورليانز نجت من اسوأ العواصف، وكانت المدينة نفسها تعرضت للتدمير الكامل قبل اربع سنوات بسبب أعصار كاترينا. وحمل الإعصار معه أمطارا غزيرة وعواصف، وضرب غوستاف الذي خلف مقتل 94 شخصا خلال مروره بمنطقة الكاريبي الأسبوع الماضي بلدة لافاييت في ولاية لويزيانا، وأدى الى مقتل ثمانية اشخاص.
وقال البيت الابيض إن الرئيس جورج بوش سيبقى في ولاية تكساس المجاورة لولاية لويزيانا، للاشراف على عمليات الاسعاف لكنه لم يحدد، وناشد بوش الاميركيين التطوع مع الصليب الاحمر الذي يعمل على الحد من مخاطر الاعصار وقال بوش «لايوجد أحد سعيد بما حدث، وانني على يقين انه بعد مرور العاصفة ستكون هناك احتياجات انسانية وستتم الاستجابة لها بفضل سخاء الاميركيين». واضاف يقول «إن العاصفة لم تنته بعد ولكن الاحتياطات المتخذة أفضل بكثير مما كانت عليه قبيل إعصار كاترينا». وذكر ان التيار الكهربائي ما يزال مقطوعاً في نيواورليانز عن حوالي 80 الف منزل. كما ان شبكة المجاري قد دمرت تماماً، وتعمل المستشفيات عن طريق فرق احتياطية.
وافادت تقارير المراسلين من نيو أورلينز إن دفاعات المدينة لا تزال متماسكة رغم إن مستوى مياه البحر ارتفع أكثر، وقد أعرب الجنرال دون رايلي من سلاح الهندسة الأمريكي عن اعتقاده بأن دفاعات المدينة قادرة على حمايتها من الفيضانات. وهجر جل سكان نيوأورلينز المنكوبة بإعصار كاترينا مدينتهم حيث لم يبق سوى 10 آلاف من أصل 200 ألف.