السنيورة يضع أمن طرابلس في مقدمة 6 مسارات ويعلن تخصيص لواء كامل من الجيش لتطبيقه

قال بعد «يوم طرابلس»: لا يجوز تحويلها ساحة مفتوحة للصراعات المحلية أو الإقليمية

رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، خلال لقائه امس في السرايا الحكومي في بيروت بعدد من نواب طرابلس وفعالياتها لبحث الاحتياجات الامنية والتنموية للمدينة. («الشرق الاوسط»)
TT

في «يوم طرابلس» الذي استمع فيه الى مطالب فاعليات وقيادات المدينة، دعا رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أهالي الشمال الى «تثبيت الهدوء والوحدة»، محذراً من أنه «لا يجوز أن تتحول طرابلس ساحة مفتوحة للصراعات ويصير بعض أبنائها أدوات في خدمة صراع القوى المحلية أو الاقليمية على حساب مصلحة المدينة والوطن». ووضع الملف الامني ضمن «ستة مسارات» يجب معالجتها للنهوض بطرابلس اقتصادياً واجتماعياً، معلناً ان الجيش وضع لواء كاملاً لحفظ الأمن في المدينة.

خصص الرئيس السنيورة يوم أمس للاجتماع بفاعليات طرابلس للاطلاع منها على مطالبها وحاجاتها وملاحظاتها من أجل معالجة الأوضاع الامنية وضبطها والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وسبل تطويرها والمشاريع المخصصة للمدينة. فالتقى صباحاً وفداً من نواب طرابلس تحدث أمامه عن أسباب «اليوم المفتوح»، مشيراً الى أن «كل المؤشرات التي تصلنا من الاحصاءات والدراسات التي تجريها مؤسسات الدولة وتصلنا أيضاً من المنظمات والهيئات الدولية التي تُعنى بالإحصاء، تعتبر مؤشرات مدينة طرابلس والمناطق المحيطة بها مؤشرات مقلقة على المستويات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتنموية والتعليمية. وقد زاد في الطين بلة ان طرابلس تشهد في المدة الاخيرة توترا واستهدافا واحداثا امنية فاقمت وضعها الذي يئن اصلا من الحرمان. وحتمت العمل في المقدمة على ضرورة تثبيت الامن والامان وحفظ ارواح ومصالح المواطنين». واعتبر ان «هذا لا يعني ان الدولة لم تهتم ولم تفكر بمدينة طرابلس وبقية الشمال». لكنه ذكّر بان «الحرمان الذي تعيشه هذه المناطق ليس وليد اليوم. والاهمال هو اهمال تاريخي ومتأصل. وبالتالي فان الاهتمامات التي بذلت وخاصة من قبل حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والحكومات التي تلتها، كما المشاريع التي وضعت باهتمام من قبل حكومتنا السابقة وتضعها حكومتنا الحالية لم تستطع بعد ان تردم الهوة الكبيرة بين حاجات طرابلس والمشاريع المطروحة او المعدة لها، لا في طبيعتها ولا في الفترات الزمنية التي تحتاجها عملية التنفيذ».

وأفاد السنيورة: «لقد سمعت رئيس مجلس النواب نبيه بري بالامس في احتفال النبطية يقول ان طرابلس والشمال بحاجة لاعلان حالة طوارئ تنموية. وهذا كلام صحيح وجيد. والرئيس بري شريك اساسي مع مجلس النواب في حالة الطوارئ التنموية التي تحدث عنها والتي نتبناها عبر تسريع اقرار كل ما يتصل بالمشاريع المتعلقة بطرابلس الموجودة في مجلس النواب او التي ستحال اليه». واضاف: «انا لا اقول اننا سنتمكن من قلب الاوضاع في طرابلس والشمال والمناطق المحرومة بشكل مباشر وسحري من الحرمات الى البحبوحة. لكن نحن نسعى ونعمل لكي نحد من الالام ونخفف منها فنعالج ما يمكن معالجته على المدى القصير ونضع اسس المعالجات للمشاكل البنيوية على المدى المتوسط».

وبعدما اعلن عن تخصيص أيام مماثلة لمنطقة بعلبك ـ الهرمل ومناطق اخرى، قال: «نحن نعتقد ان لتنمية منطقة الشمال ومدينة طرابلس يجب السير عبر ستة مسارات متوازية. اولها في الموضوع الامني: ان امن طرابلس حق للطرابلسيين من دون استئثار. وليس ما يبرر التقاعس في توفيره. وهو اول واجبات الدولة تجاه طرابلس. والحكومة جادة في اقدار اجهزتها الامنية والطلب اليها القيام بدورها في اعادة الاستقرار الى طرابلس وحماية ارواح الطرابلسيين وارزاقهم. ولقد اجمع ممثلو المدينة المنتخبون وقادتها وهيئاتها الدينية والمدنية على تأمين الغطاء الكامل للجيش وسائر الاجهزة الامنية. وثانيها مسار الاغاثة والمساعدات للمتضررين والمنكوبين. وثالثها اصلاح واستحداث البنى التحتية والمشاريع الانشائية. ورابعها التركيز والعمل على مشاريع التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل الجديدة بالتعاون الجدي مع القطاع الخاص. وخامسها بالتوازي مع التنمية الاجتماعية لمعالجة الاوضاع الاجتماعية بما يسهم في معالجة جميع القضايا الصحية والتعليمية والمعيشية ونوعيتها المتدهورة، على ان يتكامل ذلك مع المسار الاقتصادي. وسادسها يتركز على تدعيم التوجه نحو المصالحة السياسية والمدنية والعمل الجاد على اعادة وتحقيق اللحمة في البلاد».

وتابع السنيورة: «على ضوء المشكلات الامنية المتفاقمة التي تعيشها مدينة طرابلس ومنطقة الشمال، وبعد الاجراءات الاخيرة التي بدأ الجيش باتخاذها عبر انتشار وحداته في المدينة، اود ان اشدد امامكم وامام كل الشخصيات والمهتمين بالشأن العام على ضرورة التعاون معاً من اجل المحافظة والعمل لتثبيت الهدوء والوحدة والتآخي بين مختلف الاطراف في طرابلس والشمال... فالتسامح والتوحد والمصالحة بين كل الاطراف أمر ضروري واساسي في مجتمعنا لكي نتمكن من الانتقال من حال التوتر الى حال الاستقرار والتفكير والعمل من اجل الانماء والتطور». وشدد على انه «لا يجوز باي صورة من الصور ان يعلق مشروع الدولة وتتحول طرابلس ساحة مفتوحة للصراعات ويصير بعض ابنائها ادوات في خدمة صراع القوى المحلية او الاقليمية على حساب مصلحة المدينة والوطن».

هذا، وزار الرئيس السابق نجيب ميقاتي أمس الرئيس السنيورة في السرايا الحكومية. وقال: رداً على سؤال عن عمليات تسلح تحصل في طرابلس والشمال، أفاد ميقاتي: «إن القاصي والداني يتحدث عن عمليات توزيع سلاح في طرابلس. والمفروض أن تكون الاجابة عن هذا السؤال لدى الدولة اللبنانية بكل أجهزتها الامنية. واذا كان هذا الامر صحيحا يجب الاعلان عن الاجراءات المتخذة لمنع هذا السلاح»، وأضاف: «شخصيا لم اطلع على أي دليل على وجود هذا السلاح. لكن الأكيد أن الوضع الامني في طرابلس، اذا كان مترديا، فسينعكس ذلك على كل لبنان».