العماد قهوجي يدعو للتعاون مع الـيونيفيل للمؤازرة في تطبيق القرارات الدولية

الوزير لحود يرفض اقتراح لجنة تنسيق بين الجيش وحزب الله

TT

دعا القائد الجديد للجيش، العماد جان قهوجي، العسكريين الى «ابقاء عيونهم شاخصة الى الجنوب لاستعادة الأرض التي لا تزال قيد الاحتلال، وإلى الداخل لترسيخ الامن والاستقرار... بما يحمي مسيرة التوافق والبناء، وبما يحصن إرادة العيش المشترك»، وطالبهم في «أمر اليوم» الذي وجهه اليهم أمس، بعد يوم من تسلمه مهام منصبه، بأن «يتعاونوا بروح الامتنان والمسؤولية» مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، واصفاً جنودها وضباطها بـ«الاصدقاء» الذين أتوا من شتى أنحاء العالم للمؤازرة في تطبيق القرارات الدولية وحماية الجنوب. وحدد قهوجي النهج، الذي سيسير عليه الجيش بقيادته بـ «الولاء المطلق للمؤسسة والوطن، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع، والتزام القوانين ومعايير العمل المؤسساتي والتصدي بكل قوة للعدو الاسرائيلي والإرهاب، والتمسك بروح المقاومة في وجه كل من يحاول التطاول على ارض لبنان وسلامة شعبه».

الى ذلك، اشاد وزير الدولة في الحكومة اللبنانية نسيب لحود بقرار مجلس الوزراء تعيين العماد قهوجي قائدا للجيش، مثنيا على سجله. وقال في تصريح له من لندن نقلته «الوكالة الوطنية للإعلام»: «ان قرار مجلس الوزراء أشاع جواً من الارتياح والاطمئنان حول مستقبل المؤسسة العسكرية، حيث انه تم بعد ساعات معدودة من الاعتداء الخطير الذي طاول إحدى مروحيات الجيش في منطقة سجد وأدى الى استشهاد النقيب الطيار سامر حنا، كما انه وضع حدا للتكهنات الخاطئة والمشككة بقدرة مجلس الوزراء على اتخاذ مثل هذا القرار». وإذ أشار الى «ان المرجعية الأمنية للجيش بإشراف السلطة السياسية يجب ان تسمو فوق مرجعية اي طرف كان أكد رفضه «العودة الى منطق لجان الارتباط والتنسيق الأمنية التي تذكر بتجربة الميليشيات والحرب الاهلية»، مشددا على «ان المنطق الوحيد المقبول هو منطق انخراط طاقات حزب الله في كنف الدولة اللبنانية، التي تجسد وحدها الإرادة الوطنية الجامعة».

من جهة اخرى، ما زال الاعتداء الذي نفذه مسلحون من «حزب الله» على مروحية عسكرية في تلة سجد الخميس الماضي، موضع استنكار في الأوساط السياسية والشعبية. وأمس وُزّع بيان باسم «ابناء منطقة البترون» جاء فيه: «انطلاقا من الجريمة المروعة الغادرة التي استهدفت الجيش اللبناني، واستشهد بنتيجتها النقيب الطيار سامر حنا (ابن تنورين - البترون) وما واكبها وأعقبها من مواقف وتعليقات سعى بعضها الى التنصل من العمل الإجرامي الشائن بداية، وذهاب بعض الموتورين (في ما بعد) الى حد السؤال عن اسباب تحليق مروحية تابعة للجيش الوطني فوق مواقع المسلحين الميليشياويين، يهمنا نحن الشباب البتروني المعنيين بالدفاع عن المؤسسة العسكرية الشرعية أولا، والمعنيين مباشرة بالحدث المؤلم الذي أدى الى استشهاد النقيب البطل في غير المكان الطبيعي للشهادة (حدود الوطن) ان نؤكد ما يلي:

1 ـ استنكارنا الشديد لوضع الخطوط الحمر على المؤسسة العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، وهذه الخطوط ظهرت في بدايات معركة نهر البارد أولا.

2 ـ نستهجن اراقة نقطة دم واحدة من ضباط وجنود الجيش اللبناني في غير مكانها الصحيح ونعتبر ان استهداف المؤسسة العسكرية في الداخل انما يريد منه الفاعلون تهيئة الظروف الموضوعية لاستكمال مخططاتهم الشريرة ضد لبنان واللبنانيين.

3 ـ نعبر عن اشمئزاز المجتمع المدني من نشوء دويلات داخل الدولة، وتحويل هذه الدويلات لسلاحها باتجاه المؤسسة العسكرية الضامنة لسلامة لبنان وامن الشعب اللبناني. ونلفت الى ان التساهل في معالجة هذه الجرائم يعرض الوطن لأخطار وجودية. وسيندم الجميع ساعة لا يعود الندم يجدي نفعا».

وتوجه واضعو البيان الى التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون (من دون ان يسموه) قائلين: «في الختام نسأل البعض الذي يدعو الى الالتزام بالتحقيق وعدم استغلال شهادة النقيب حنا سياسيا عن اسباب استغلالهم كل شاردة وواردة في كل المناطق وعلى كل المستويات السياسية. ونسألهم ايضا عن اسباب انقلاب اهدافهم المعلنة سابقا والتي كانت تنادي باحتكار الجيش اللبناني وحده حمل السلاح، وصولا الى تأييد احتفاظ شريكهم المسلح (حزب الله) بسلاحه ابد الدهر تحت حجج وذرائع واهية لم تعد تقنع احدا على المستوى المسيحي او الوطني العام حتى. ونتعهد بمتابعة هذا الموضوع وصولا الى دعم قيام الحوار الوطني في قصر بعبدا الذي سيبحث ملف السلاح والاستراتيجية الدفاعية وحصر قراري الحرب والسلم بالمؤسسات الدستورية دون منازع او شريك وخصوصا اذا كان هذا الشريك يأخذ ما لقيصر، ويأخذ في دربه أيضا ما لله».