دعا رئيس وزراء لبنان الاسبق عمر كرامي دول المنطقة الى التعاون معا والاتفاق على أوجه الاشتراك من اجل انقاذ لبنان من الفتنة الطائفية. وقال كرامي بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في مؤتمر صحافي مشترك في طهران امس ردا على سؤال حول دور ايران في احلال الاستقرار والامن في لبنان: ان بامكان ايران ان تضطلع بدور كبير في هذا المجال. وأضاف: أننا ندعو دول المنطقة الى التعاون معا، والاتفاق حول أوجه الاشتراك من اجل انقاذ لبنان من شر الفتنة الطائفية والمذهبية، مشيرا الى محاولات بذلت من اجل اشعال نار هذه الفتنة وتقوم بعض وسائل الاعلام باذكائها.
وأكد كرامي في تصريحات نقلتها وكالة أنباء (أرنا) الرسمية: اننا اتخذنا خطوات باتجاه تهدئة الوضع وبلورة حل وتحركنا باتجاه احلال الاستقرار في لبنان. وقال ان اجتماع الدوحة الذي حظي بدعم ايراني استطاع تسوية جانب من المشاكل واسفر عن انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان. اما وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي فقال في المؤتمر الصحافي، ان عمر كرامي سيلتقي خلال زيارته لطهران كبار المسؤولين الايرانيين، ومن بينهم رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد.
وأوضح أنه تم خلال اللقاء الذي عقده مع كرامي بحث آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، وضرورة وضع الاتفاقات التي توصلت اليها الأطراف اللبنانية موضع التنفيذ بهدف اعاده الامن والاستقرار بالكامل الى لبنان كسبيل لتقدم هذا البلد في المنطقة .وأضاف أنه تم خلال اللقاء ايضا تبادل وجهات النظر بخصوص قضايا فلسطين والعراق وافغانستان وكذلك التطورات الاخيره في منطقة القوقاز. وكانت (أرنا) قد ذكرت ان كرامي يأتي الى إيران قادما من بيروت يرافقه نجله فيصل ومستشاره الخاص خلدون الشريف. وأوضح كرامي في تصريحات ادلى بها في مطار بيروت الدولي قبل مغادرته مساء الاثنين ان زيارته لإيران تأتي تلبية لدعوة رسمية من مسؤولين ايرانيين. وقال كرامي للصحافيين في المطار ان ما نقل على لسانه خلال زيارته الاخيرة الي القاهره عن سعي مصري لجمع القيادات اللبنانية في العاصمه المصرية «كلام لم يقله». وأوضح أنه فهم من المسؤولين المصريين أن دعوات سوف توجه الى بعض القيادات اللبنانية للتشاور، وليس لعقد حوار، وأن الدعوات هي لبعض القيادات وليس لها جميعا، مفضلا عدم الخوض في مزيد من التفاصيل. وكانت وسائل الاعلام المصرية والعربية قد نقلت عن كرامي بعد لقائه الرئيس المصري محمد حسني مبارك في مصر يوم 26 اغسطس (آب) الماضي قوله ان مبارك اكد له خلال اجتماعهما استعداد مصر للقيام بكل المساعي التي تؤدي الى تنقية الاجواء واعادة الوضع الى طبيعته لكي يلعب لبنان الدور المعهود في المنطقة والعالم.
وذكر التلفزيون المصري ان كرامي وصف في تصريحات صحافية عقب الاجتماع، لقاءه بالرئيس مبارك بانه كان مثمرا وايجابيا، حيث تم بحث الوضع اللبنانى المتأزم والوضع العربي بشكل عام، قائلا «ان الرئيس مبارك تحدث كعادته خلال اللقاء بكل صدق وصراحة».
ونفى كرامي ساعتها ان يكون قد جاء الى مصر لطلب الوساطة، مبينا انه جاء من اجل شرح الوضع في لبنان، مؤكدا ان مصر بريادتها وثقلها تعمل من اجل المصلحة العربية وتنقية الاجواء واستقرار لبنان.
وأضاف ان الطائفة السنية فى لبنان لعبت دورا في تاريخ لبنان ولها مدرسة وبصمات تاريخية تستند الى ثوابت وطنية، مشددا على أن الشعب اللبناني شعب واحد وينبذ الطائفية ويدعو الى الوحدة.
فيما قال وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط خلال زيارته الأخيرة الى بيروت يوم 28 اغسطس الماضي ان مصر يمكن أن تساعد لبنان في موضوع الأمن في طرابلس تحديدا، موضحا: «نحن على استعداد لبناء قدرات الجيش اللبناني لكي يتحمل مسؤولياته، بناء القدرات اللبنانية في المجالات الأمنية كافة. ومصر لديها إمكانات كبيرة في هذا الصدد وبشكل يؤدي إلى تقوية هذا الجيش لتحمل مسؤولياته. هذا بعد، أما البعد الآخر، فإن لمصر اتصالاتها مع الأطراف الإقليمية والدولية كافة. ونأمل في أن نساهم في تحقيق هذا الاسترخاء ونؤدي رسالة مفادها أن عليكم الحذر حتى لا ينفجر الوضع في طرابلس. على الجميع أن يتحرك ويحسب حساباته بشكل لا يقود إلى صدامات بين الاخوة من أبناء الشعب الواحد».