صراع بين رجال الدين اليهود حول امتلاك الخضار والفواكه الفلسطينية

البعض تخوف من سنوات عجاف وازياد تكلفة الاستيراد.. وآخرون من استخدامها كسلاح

TT

تشهد الساحة الدينية اليهودية، نقاشات حادة بين الحاخامات هذه الأيام، حول التصرف في السنوات العجاف، حيث يسود الجفاف في الحقول بسبب النقص في مياه الأمطار. فبسبب قلة الأمطار في السنوات الأخيرة، يصف المتدينون اليهود هذه سنوات بالسنوات العجاف. ويفتشون عن مصادر لسد حاجاتهم من الخضار والفواكه. وبما ان استيراد هذه المنتوجات من أوروبا ثمنه مكلف بشكل كبير، وفي بعض الأحيان يزيد سعرها عدة أضعاف، اقترح بعض رجال الدين اليهود أن يستندوا إلى الزراعة الفلسطينية البعلية، وغيرها وتقديم دعم للزراعة الفلسطينية حتى تصبح أكثر انتاجا، وبالتالي تبيع انتاجها في اسرائيل. فيربح الطرفان. الفلسطينيون يزيدون الانتاج والدخل، والاسرائيليون يدفعون ثمنا معقولا للمنتوجات الزراعية. وتوجه رجال الدين المؤيدون لهذه الفكرة الى وزارة الزراعة الاسرائيلية طالبين زيادة تعاونها مع المزارعين الفلسطينيين ووزارة الزراعة في السلطة الفلسطينية. وصعق رجال الدين اليهود من اليمين لسماعهم هذا الاقتراح، وراحوا يجندون المفتين اليهود وكبار رجال الدين ليفتوا ضد هذا الاقتراح ويحرموا مساعدة الفلسطينيين.

ووقف على رأس هذه الحملة الراباي زلمان باروخ ملاميد، وهو رئيس كنيس بيت ايل، المستوطنة اليهودية قرب رام الله، ويعتبر أحد كبار المفتين في المستوطنات. ويقول الراباي المذكور ان اللجوء الى الفلسطينيين مخالف للدين، والامتناع عن شراء الفواكه والخضار بتاتا أو استيرادها من الخارج بسعر أعلى، يظل أفضل وأرحم للمؤمن اليهودي. وقال ان هناك عدة أسباب سياسية واجتماعية ودينية تمنع شراء الخضار والفواكه من الفلسطينيين، فأولا هم أعداء اليهود ويعملون كل ما في وسعهم من أجل ترحيل اليهود من الأرض المقدسة، وثانيا، انهم كأعداء يستطيعون تسميم هذه المنتوجات ولا يجوز اعطاؤهم الأمان، وثالثا، الأموال التي يربحونها من وراء بيع هذه المنتوجات لليهود، من شأنها أن تذهب لتمويل الارهاب ورابعا، الله جاء بالسنوات العجاف من أجل أن يصحو اليهود الى دينهم، لا أن يعموا أبصارهم عن رؤية حقيقة الأعداء الفلسطينيين. وهدد الحاخام ملاميد بالرد على شراء الخضار والفواكه من الضفة الغربية، بخطوات لم تعرف من قبل في نضالات المستوطنين.