رفضت الامارات أمس، الاتهامات التي ساقتها السلطات الايرانية لها بسوء معاملة مسؤوليين إيرانيين في المطارات الاماراتية، واعتقال عدد منهم، والتمييز بين المسافرين الايرانيين وغيرهم، مطالبة نظيرتها الايرانية بتحديد الحالات التي تم فيها اعتقال مسؤولين إيرانيين، أو أي معاملة سيئة تعرض لها المسافرون الايرانيون.
وكانت وزارة الخارجية الايرانية قد استدعت، أول أيام شهر رمضان الحالي، القائم بالاعمال الإماراتي في طهران، احتجاجا على ما أسمته «سوء معاملة مسؤولين في المطارات الإماراتية لايرانيين واعتقال عدد منهم بشكل غير قانوني». واستدعي القائم بالأعمال الإماراتي في طهران من قبل مدير شؤون الايرانيين المقيمين في الخارج بوزارة الخارجية سيد محمد جواد رسول، بسبب عدم وجود السفير الاماراتي في طهران.
وبحسب تقديرات إيرانية رسمية، يبلغ عدد الجالية الايرانية في الامارات نحو نصف مليون نسمة. وغالبية هذه الجالية تعيش وتعمل في دبي، التي توافدت عليها في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979.
وأبلغ رسولي القائم بالاعمال الإماراتي احتجاج حكومته «الشديد على التعامل المسيء المتسم بالتمييز من قبل مسؤولين في مطارات هذا البلد (الامارات) حيال المواطنين الايرانيين، ووضع عراقيل غير متعارفة للايرانيين واعتقال عدد منهم بشكل غير قانوني».
الا ان مصدرا مسؤولا بوزارة الخارجية الاماراتي، قال ان الاجراءات التي تتخذها سلطات الامارات في مطارات الدولة تستخدم أحدث التقنيات العالمية في عمليات تفتيش جميع المسافرين من دون أي تمييز بينهم.
وقال المصدر «إن مطارات الدولة تستخدم أحدث الانظمة الخاصة بالتفتيش وأكثرها تطوراً وتتم وفق أحدث المعايير، بما فيها بصمة العين، وتطبق على جميع المسافرين من دون استثناء ولا تستهدف جنسية دون أخرى».
واستغرب المصدر الاماراتي إقدام السلطات الإيرانية «على ترديد هذه الملاحظات بالتعميم، ومن دون تحديد الحالات المقصودة»، مؤكداً استعداد السلطات المختصة بالنظر في أية شكاوى أو ملاحظات محددة من أي مسافر «انطلاقاً من الحرص على ضمان راحة المسافرين وتوفير أقصى درجات السلامة لهم في سفرهم». وأضاف المصدر ان سلطات المطارات في الامارات تواصل تنظيم برامج تدريب متطورة للموظفين الذين يتولون متابعة أجهزة التفتيش بحيث تتم عمليات التفتيش بشكل سليم.
وفيما تحفظت السفارة الايرانية في أبوظبي عن الرد على سؤال لـ«الشرق الاوسط» عن المسؤولين الايرانين الذين اعتقلتهم سلطات مطارات الامارات، علقت مصادر إماراتية مطلعة على الاحتجاج الايراني، بأن السلطات الايرانية لم تبلغ نظيرتها الاماراتية بأي ملاحظة تتعلق باعتقال مسؤولين، كما قالت الاتهامات الايرانية، بالإضافة إلى أن التعامل مع المسافرين الايرانيين لم يتغير عما كان عليه سابقا، وأن التعامل معهم يتم كما يتم مع مئات الآلاف من المسافرين من أكثر من 200 جنسية تزور الامارات، من دون أي شكاوى او تمييز، كما تقول السلطات الايرانية.