حقوقي إسرائيلي نافذ: موفاز مشتبه بارتكاب جرائم حرب.. طلب قتل 70 فلسطينيا كل يوم

بعث برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة طالب فيها بالتحقيق مع الجنرال الإسرائيلي

TT

الجنرال شاؤول موفاز، أحد المتنافسين على رئاسة حزب «كديما» الحاكم في اسرائيل وعلى رئاسة الحكومة خلفا لرئيسها الحالي، ايهود أولمرت، قد يصبح مشبوها وربما متهما بارتكاب جرائم حرب. وخوفا من أن تتكرر مأساة اسرائيل في أن يمثل رئيس وزرائها أمام القضاء والتحقيقات وتسود الخيبة والفوضى، أقترح عليك فحص الموضوع حالا وإذا وجدت أساسا للتحقيق معه، أخبرنا وامنعه من الاستمرار في التنافس.

بهذه الدعوة توجه البروفسور دافيد كريتسمر، أحد أبرز المدافعين عن طهارة الحكم في الأكاديميا الاسرائيلية، الى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز. فوعده هذا بفحص المعلومات بشكل معمق واتخاذ الاجراءات اللازمة بشأنها.

وجاءت هذه الرسالة في ضوء ما كان كشف قبل سبع سنوات عن موفاز، عندما كان رئيسا لأركان الجيش. ففي حينه، وتحديدا في السادس من مايو (أيار) سنة 2001، اجتمع موفاز مع ضباط المنطقة الوسطى، المسؤولين عن التعامل مع الضفة الغربية وأعرب عن غضبه من نجاح الفلسطينيين في اصابة جنود اسرائيليين، فقال انه يريد من كل واحد منهم أن ينجز قتل مجموعة محددة من الفلسطينيين يوميا وأضاف: «أريد 70 جثة في اليوم». وقد قبض الضباط هذا الطلب وتعاملوا معه بكل جدية، حيث ان أحدهم، المقدم يهودا الباك، قتل بالفعل ضابطا في الأمن الفلسطيني وعند التحقيق معه قال انه أطلق الرصاص بموجب التعليمات التي تلقاها من رئيس الأركان موفاز. ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة، بل أطلق الجنود الاسرائيليون الرصاص على سكان قرية السموع.

وقال كريتسمر، ان اسرائيل لم تعد تحتمل وجود رئيس حكومة في قفص الاتهام أو في غرف التحقيق، ولذلك فطالما ان موفاز وضع نفسه في هذا الموضع، ويريد أن يصبح رئيسا للحكومة، عليه أن يتحمل اجراء فحص معمق حول هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بالقانون وتطبيقه. وحذر بشكل خاص من خطر أن يعتقل موفاز في احدى الدول الأوروبية التي تجيز محاكمة مجرمي الحرب.

الجدير ذكره أن موفاز يعتبر ثاني أقوى المرشحين لرئاسة حزب «كديما»، وهو لم يتخل عن تطرفه من قبل سبع سنوات. ومع انه يسيطر على مجموعات كبيرة من أعضاء الحزب «كديما» بواسطة مقاولي الأصوات، فإن وزيرة الخارجية تسيبي لفني تتغلب عليه حتى الآن بفارق 9 – 13% من الأصوات. لكن موفاز لا يستسلم لهذه النسب ويقول ان هناك 40% من أعضاء الحزب لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم وقسم منهم قالوا انهم يميلون الى موفاز. وقد أكد المقربون من لفني انها بدأت الآن تجابه ادعاءات موفاز المستهترة بها والتي يحاول من خلالها التشكيك بقدراتها ويتهمها بأنها تتعاون مع الوفد الفلسطيني المفاوض وتحداها إن كانت مستعدة للإفصاح عن موقفها الحقيقي من قضية تقسيم القدس. وباشرت لفني الالتقاء بالجمهور الواسع في مختلف أنجاء البلاد حتى تتمكن من تسجيل المكاسب الانتخابية في صفوفهم.