القضاء الأميركي يوجه الاتهام لباكستانية متهمة بالارتباط بـ«القاعدة»

المتخصصة بالجهاز العصبي عاشت في الولايات المتحدة لمدة 12 عاما

عافية صديقي لدى تخرجها (أ ب)
TT

اتهمت هيئة محلفين كبرى فيدرالية أمس عالمة السلوك الباكستانية، التي تدربت في الولايات المتحدة، بتهمة محاولة قتل أفراد أميركيين في أفغانستان، خلال شهر يوليو (تموز)، حيث قامت الهيئة بالترتيب لتوجيه التهم إليها، على اعتبار أنها مشتبهة في الإرهاب. وعافية صديقي مواطنة باكستانية عاشت في الولايات المتحدة لمدة 12 عاما، وتواجه إمكانية الحكم عليها بالسجن مدى الحياة، لاتهامها بالإمساك ببندقية ضابط في الجيش الأميركي من طراز ام 4 أثناء اعتقالها، وإطلاق النار على ضابط آخر وتهديد كل فريق التحقيق البالغ عددهم 7 أعضاء من الجيش ومكتب التحقيقات الفيدرالي، قبل أن يتم إطلاق النار عليها وشل حركتها. ومن المقرر أن تقف أمام المحكمة الفيدرالية في نيويورك لمواجهة التهم الموجهة إليها، ومن بينها محاولة القتل والاعتداء.

وقد أفاد محامو الدفاع بأن صديقي التي تبلغ من العمر 36 عاما، كانت قد اختفت وتم حبسها لمدة غير معلومة قبل حادث إطلاق النار، كما تم توقيفها من قبل السلطات. وتقول المحامية إليزابيت فينك من فريق الدفاع: «إن هذه الاتهامات مثيرة للسخرية. فالسيدة استقلت سيارة أجرة، ولم تتم رؤيتها مرة أخرى، وبعد خمس سنوات تظهر في أفغانستان وتأخذ بندقية من الجيش الأميركي. لا شك أن ذلك أمر لا يصدق».

وقد أفاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية أمس، بأن الوكالة لم تكن لديها معرفة بأماكن وجود صديقي قبل إلقاء القبض عليها في مقاطعة غزني بأفغانستان، خلال شهر يوليو، ولم تكن قيد الاعتقال الأميركي قبل ذلك. وقد كانت صديقي تعيش لفترة طويلة في بوسطن ودرست في معهد ماسوشيستس للتقنية، لكنها اختفت مع أطفالها الثلاثة خارج منزل والديها في كاراتشي بباكستان في مارس (آذار) 2003. وفي هذا الوقت، كان المسؤولون الأميركيون يبحثون عنها للاشتباه في أن لها صلات بخالد شيخ محمد، العقل المدبر في تنظيم القاعدة.

وقد أدى اختفاؤها إلى تناقل الأخبار من قبل الناشطين في أفغانستان الذين يقولون إن الحكومة الباكستانية ألقت القبض عليها بأوامر من الولايات المتحدة.

ويتأسس الاتهام الموجه لصديقي على أحداث يقول المسؤولون الأميركيون إنها وقعت بعد يوم من تجول صديقي وأحد أبنائها الذي يبلغ من العمر 11 عاما في أفغانستان، حيث تم إلقاء القبض عليها من قبل الشرطة المحلية. وحسب الاتهام فإنه ألقي القبض على صديقي في 17 يوليو، وكانت تحمل أوراقا مكتوبا عليها بخط اليد، تشير إلى «هجوم يوقع أعدادا كبيرة من الضحايا»، وكانت تحتوي على مواقع أميركية، بما في ذلك مبنى إمباير استيت وتمثال الحرية وبروكلين بريدج. وقال المسؤولون إنه كانت بحوزتها أوراق تصف تكوين القنابل والمتفجرات والأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

ولا تسعى السلطات الفيدرالية إلى محاكمة صديقي بالتهم الموجهة إليها منذ سنوات. ومع ذلك فإن الاتهام بمحاولة القتل وإطلاق النار يمكن أن يودي بها إلى السجن مدى الحياة. وفي عام 2004، أفادت وزارة العدل بأن صديقي كانت منسق القاعدة الذي يساعد المتهمين بالإرهاب في الحصول على أوراق وخرائط السفر. وكانت صديقي محل اهتمام من جانب الولايات المتحدة، لأنه كان يعتقد أنها تزوجت ابن أخت محمد، وهو عمار البلوشي بعد طلاقها من زوجها الأول. وقد جاء في وصف موجز للمشتبهين في الإرهاب، من قبل مكتب مدير الأمن القومي عن صديقي، بأنها جزء من سلسلة «ناشطي ومنسقي القاعدة»، كما جاء أنها ساعدت مشتبها آخر هو ماجد خان عن طريق منحه وثائق سفر. وخان موجود حاليا رهن الاعتقال في معتقل غوانتانامو العسكري في كوبا. *خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»