حظيت زيارة الوفد الصربي، الذي يقوده الرئيس بوريس طاديتش أمس إلى بروكسل، في إطار المفاوضات الجارية مع مع الجانب الاوروبي، حول ضرورة الاسراع في وتيرة دمج صربيا في الاتحاد الاوروبي، بأهمية بالغة في الدوائر الصربية والأوروبية. وجدد طاديتش ما صرح به قبل مغارته بلغراد من أن «توقيع معاهدة الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي مهمة لمواطنينا وللاستقرار في صربيا».
واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو امس، انه من «الممكن» ان تحصل صربيا على وضع الدولة المرشحة لدخول الاتحاد الاوروبي في 2009 اذا توافرت كل الشروط المطلوبة قبل ذلك الحين. وقال باروزو في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل في ختام لقاء مع الرئيس الصربي: «من الممكن ان تحصل (صربيا) على وضع المرشح العام المقبل» ان توافرت الشروط لذلك. ولكنه اوضح أن الأمر ليس «التزاما» لأن ذلك الاستحقاق يبقى مشروطا. واضاف انه سيتعين على صربيا ان تثبت انها «تتعاون كليا» مع محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة.
وأشارت مصادر اوروبية في بروكسل إلى أن «الاتحاد الاوروبي ينتظر اعتقال كل من قائد ميليشيات صرب البوسنة سابقا رادوفان كراديتش وغوران هاديتش اللذين لا يزالان فارين». ووصفت المصادر الصربية اللقاء الذي جمع كلا من الرئيس الصربي ورئيس الوزراء ميركو سفاتكوفيتش ووزير الخارجية فوك يريميتش ووزير الاندماج بوجيدار ديليتش مع المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ورئيس المفوضية الأوروبية، ومفوض شؤون توسيع الاتحاد الاوروبي أولي ريين ورئيس البرلمان الأوروبي هانز غيرتبيترينغ بـ«الحميمية». وتعد زيارة كبار المسؤولين الصرب إلى بروكسل، الأولى منذ تشكيل الحكومة الجديدة قبل بضعة أسابيع. وقال مكتب سولانا إن «المباحثات تركزت حول العلاقة بين صربيا والاتحاد، وبعض قضايا منطقة غرب البلقان».
وتواجه جهود الحكومة الصربية الانضمام الى اوروبا، معارضة داخلية من المتشددين. وأعلن «الحزب الراديكالي الصربي» أن أعضاءه سيصوتون ضد أي قرار لانضمام بلادهم للاتحاد الاوروبي، وشنوا هجوما عنيفا على طاديتش، متهمينه بالعمالة. ونقلت شبكة «بي 92» الصربية عن نتاشا يوفانوفيتش إحدى أعضاء البرلمان عن «الحزب الراديكالي الصربي» قولها «بوريس طاديتش أكبر عميل، وكل يوم يتأكد ذلك».