حملة ماكين تعلن: لن نرد بعد الآن على استفسارات حول اختيار بالين لمنصب نائب الرئيس

المرشح الجمهوري ينهي مؤتمر الحزب بخطاب عن «الوطن أولا»

TT

أعلنت حملة المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين امس انها ترفض الاجابة عن المزيد من الاستفسارات الصحافية حول اختياره سارة بالين نائبة للرئيس. وأثيرت ضجة حول اختيار ماكين لبالين، خصوصاً بعدما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» امس ان كبير مستشاري ماكين لدراسة المرشحين لمنصب نائب الرئيس لم يلتق ببالين الا قبل يوم من اعلان ترشيحها، كما انها لم تعلن عن حمل ابنتها المراهقة غير المتزوجة لفريق ماكين إلا في ذلك الاجتماع الذي تم 24 ساعة قبل اعلانها مرشحة ماكين. وأعلن مستشار رفيع في حملة ماكين، ستفين شميدت في بيان امس: «هذا الهراء انتهى»، قائلاً: «حملة ماكين لن تعلق في ما بعد عن عمليتنا الطويلة والدقيقة» لاختيار نائب الرئيس. وهيمنت بالين على المؤتمر العام للحزب طوال ايام دون الحاجة الى ظهورها علنا. وسرقت بالين الاضواء بالقاء أول خطاب لها أمام المؤتمر المنعقد في سانت بول لتعرف الناخبين الاميركيين بنفسها. ومنذ ان أعلن ماكين عن ترشيح بالين غير المعروفة نسبيا لمنصب نائبة الرئيس وجدت حاكمة الاسكا نفسها وسط عاصفة اعلامية فجرها الكشف عن حمل ابنتها المراهقة (17 عاما) العازبة ودورها في فصل مسؤول في الاسكا والتشكيك في خبرتها السياسية. وأشعلت بالين المناهضة لحق الاجهاض والمؤيدة لحق حمل السلاح، حماس المحافظين ونشيطي الحزب الجمهوري، لكن ظهورها امس كان أول فرصة مباشرة لها لتقول للاميركيين قصة حياتها وتشرح فلسفتها.

وابتعدت بالين التي اصبحت ثاني مرشحة لمنصب نائبة الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة عن الاضواء لمدة يومين في مينيسوتا في الوقت الذي تكشفت فيه الانباء عن اسرتها وخبرتها السياسية. وهي تعد خطابها الذي تلقيه اليوم مع مات سكالي المتخصص في كتابة الخطب والذي أعد لها خطابها في أوهايو. ومع توالي الاحداث في المؤتمر العام للحزب الجمهوري اول من امس شارك أكثر من ألف متظاهر في مسيرة لصالح الفقراء. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل وقنابل الدخان لمكافحة بضع مئات من المحتجين واعتقلت 130 شخصا وطاردت الشرطة على ظهور الخيل والدراجات النارية والهوائية مجموعة من المحتجين رماة الحجارة والزجاجات انسلخت من مسيرة الاحتجاج السلمية. ونظم المحتجون مسيرة من مقر برلمان ولاية مينيسوتا الى «اكسيل سنتر» الذي يحيط به كثير من الحواجز ويقبل فيه ماكين ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة اليوم.

وقلص الجمهوريون مظاهر الاحتفال في مؤتمرهم في البداية واضعين في الاعتبار انهم قد يتعرضون لانتقادات اذا احتفلوا بينما الاعصار «غوستاف» يجتاح ساحل لويزيانا. ولكن غياب الرئيس الجمهوري جورج بوش الذي تدنت نسبة التأييد الذي يحظى بها في انحاء الولايات المتحدة الى 30 في المائة والغاء كلمته المقررة في اليوم الاول من المؤتمر لم تعرقل المحتجين. وتحدث بوش للمؤتمر عن طريق الاقمار الصناعية وامتدح ماكين وقال عنه: «أنه لا يخشى ان يخالفك في الرأي صدقوني انا اعرف ذلك». وكان بوش أبرز المتحدثين مساء اول من امس وكان من بينهم أيضا فريد طومسون الذي خسر السباق التمهيدي للرئاسة لصالح ماكين. كما تحدث أيضا حليف ماكين المقرب جو ليبرمان، وهو سناتور ديمقراطي من ولاية كونيتيكت أصبح مستقلا.

وتوقع ريك ديفيز، مدير حملة ماكين، ان كلمة بالين «ستكون أهم كلمة يدلي بها مرشح خلال الانتخابات» بسبب الجمهور الكبير لمشاهدي التلفزيون الذين ينتظرون التعرف على المرشحة الجديدة. ومن المؤشرات التي تظهر ان بالين ساعدت حملة ماكين، رغم الضجة الاعلامية حولها انها استطاعت ان تدعمه مالياً. وجمع ماكين أكثر من 47 مليون دولار لحملته في اغسطس (اب) وأرجع ذلك جزئيا الى زيادة التبرعات بعد اختياره بالين لمنصب نائبة الرئيس لتخوض معه سباق البيت الابيض. واقترب ماكين بذلك من النجاحات التي حققها باراك أوباما منافسه الديمقراطي في جمع التبرعات لحملته.

وقال برايان روجرز الناطق باسم حملة الجمهوريين ان هناك عشرة ملايين دولار من هذا المبلغ تدفقت على الحملة بعد ان اعلن ماكين عن اختيار حاكمة الاسكا لمنصب النائبة في البطاقة الجمهورية وهي محافظة ومعارضة بشدة لحق الاجهاض. وجمع ماكين 27 مليون دولار فقط في يوليو (تموز) مقارنة بأوباما الذي جمع نحو 51 مليون دولار. ولم تعلن حملة اوباما عن حجم التبرعات التي جمعتها في اغسطس. وسيحصل ماكين الذي قرر الاعتماد على الاموال العامة على 84 مليون دولار من صندوق حكومي لانتخابات الرئاسة بعد انتهاء المؤتمر العام للحزب الجمهوري اليوم. ولن يسمح للحملة بعد ذلك بجمع الاموال.

وينهي المؤتمر الجمهوري اعماله مساء اليوم بخطاب من ماكين يقبل ترشيح الحزب الجمهوري له. ومن المتوقع ان يركز في خطابه على "خدمة البلاد اولاً" وهو شعار حملته. واعلن الحزب الجمهوري ان ماكين ونائبته قررا العمل معا على الارض في ولايات رئيسية عدة بعد انتهاء المؤتمر. وستكون بالين في ميشيغن مساء غد وفي كولورادو يوم السبت وفي البوكرك (نيو مكسيكو، جنوب غرب) الاحد.