الحكومة العراقية تؤهل سجن أبو غريب لإعادة افتتاحه العام المقبل

وكيل وزارة العدل العراقية لـ«الشرق الأوسط»: سيضم متحفا يعرض شواهد على جرائم النظام

TT

اعلن علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية أمس ان الحكومة ستعيد تأهيل سجن ابو غريب، الذي اغلق عام 2006 اثشر فضائح تعذيب ضد معتقلين عراقيين، والحفاظ على جزء من السجن كمتحف لجرائم النظام السابق.

ونقل بيان حكومي عن الدباغ قوله ان «مجلس الوزراء قرر الموافقة على اقتراح وزارة الدفاع بتشكيل لجنة من وزارات الدفاع والداخلية والعدل لمتابعة عملية التعاقد لاعادة تأهيل سجن ابو غريب». واضاف، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان اللجنة «ستتولى متابعة تامين مستلزمات النزلاء ووحدة حماية السجن الخارجية والداخلية». واكد الناطق ان الحكومة قررت «الحفاظ على قسم من السجن كمتحف لجرائم النظام السابق». وأشار إلى أن «الأفضيلة ستعطى لشركات وزارة الاعمار والاسكان و وزارة التجارة العراقية» لانجاز الاعمال. وأوضح أن مقترح وزارة الدفاع يتضمن اعادة التاهيل على مراحل تبدأ بمقر السجن والسياج الخارجي وابراج المراقبة ثم تاهيل افضل الاقسام حالا وعزله والاستفادة منه.

ويقع السجن على بعد 25 كلم غرب بغداد في منطقة خان ضاري ويشغل مساحة 10 كيلومترات مربعة ويحده من الشمال الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بمدينة الفلوجة ومن الجنوب طريق بغداد عمان. وبني سجن ابو غريب من قبل البريطانيين في القرن الماضي. ويتألف السجن من ست بنايات رئيسية، وتعاني المرافق الحيوية في السجن من اعمال تخريب ولا يمكن استخدامها الا بعد صيانتها وتوفير التجهيزات الضرورية، وفقا للبيان.

وسجن ابو غريب الذي اغلق في سبتمبر (ايلول) 2006، عرف حول العالم بعد نشر صور عام 2004 تظهر تعرض سجناء عراقيين للاهانة وسوء المعاملة على يد سجانيهم الاميركيين، ما اثار فضيحة ادت الى احكام بحق 11 جنديا اميركيا تصل الى السجن عشرة اعوام. واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش في 26 مايو (ايار) 2006، ان هذه الفضيحة هي «اكبر خطأ» ارتكبته الولايات المتحدة في العراق.

الى ذلك، أكد وكيل وزارة العدل العراقية بوشو إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة العدل «شكلت لجنة مشتركة بين العدل والدفاع والداخلية ستأخذ على عاتقها إجراء كشف موقعي على سجن أبو غريب ومعرفة احتياجاته من الجانب الفني والهندسي والمالي، ومن المؤمل ادخاله حيز الخدمة العام المقبل». وعن استحداث متحف داخل أبو غريب بين الوكيل «أن هناك شواخص خلفها النظام القمعي السابق داخل السجون والمعتقلات ومنها سلسلة حديدية طويلة بفقرات لربط عشرات السجناء بنفس هذه السلاسل أثناء نقلهم وغيرها وهناك غرف جهزت للتعذيب باستخدام مختلف الطرق وآلات إعدام وغيرها، جميع هذه القطع يمكن أن تحفظ داخل متحف صغير بسجن أبو غريب لتكون شاهدا على حقبة مر بها العراقيون». وأضاف انه ومنذ العام 2006 «وبعد أن سلمته لنا قوات متعددة الجنسيات بسبب الظروف الأمنية المتردية التي كانت تشهدها منطقة غرب بغداد وبخاصة أبو غريب، قمنا بتسلمه وإخلائه من السجناء لذات السبب، ومن هذا التاريخ وحتى الآن لم يستخدم نهائيا كسجن، ونتمنى العمل به العام القادم خاصة وان الواقع الأمني تحسن بشكل كبير في اغلب مناطق العراق، فضلا عن وجود تنسيق مع كل من وزارتي الدفاع والداخلية لتأمين محيطه إضافة إلى أفراد حماية السجون التابعة لوزارة العدل العراقية التي ستشرف على تأمينه السجن من الداخل».

وكشف بوشو عن وجود مشاريع لبناء سجون جديدة كبيرة من بينها سجن في منطقة جمجمال شمال العراق وهو سجن بإدارة فيدرالية، وسجن مماثل يبنى في البصـــرة بمســـاعدة القـــوات المتعددة الجنسيات وفي مرحلة الثانية والثالثة هنـــاك ســـجن ذي قار المركزي وسجن بابل الخاص بوزارة العــــدل وأيضا سجن النســـاء في بغــداد وسجن في النجف المركزي وهناك سجن سوسة في السليمانية وسجن جمجمال تقع ضمن إقليم كردستان لكنها تدار مركزيا من قبل الحكومة المركزية.