صلوخ: المساران السوري واللبناني لا يتوازيان

TT

رأى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، أن من المبكر الآن الحديث عن مفاوضات مباشرة بين سورية واسرائيل، معتبرا ان اي حديث عن مفاوضات مماثلة خلال سنة أو سنتين، هو في غير محله، متسائلا عن امكانية اجراء مثل هذه المفاوضات «في ظل ادارة أميركية راحلة، هي في اسوأ اوضاعها، وفي ظل حكومة اسرائيلية سيرحل رئيسها في 17 الشهر الجاري، وفي ظل وضع فلسطيني يشهد انقسامات كبيرة».

وقال صلوخ لـ«الشرق الأوسط» إن «لا امكانية للكلام عن مفاوضات مباشرة قبل منتصف سنة 2009، حيث تكون الادارة الاميركية الجديدة قد استقرت وتكون الازمة الحكومية الاسرائيلية قد حلت بمجيء حكومة جديدة أو اجراء انتخابات تشريعية مبكرة».

وأكد أن «لا علاقة للبنان بأية مفاوضات مباشرة» مشيرا الى أن ما يهم لبنان الآن هو تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يلخص كل القرارات الدولية السابقة المتعلقة بلبنان، والى أن «المسارين اللبناني والسوري لا يسيران بالتوازي. ولا مصلحة للبنان في اية مفاوضات مباشرة».

وذكر انه «منذ سنتين ونصف سنة والوعود الاسرائيلية، تتوالى حول الانسحاب من بلدة الغجر الحدودية. والآن لا نعرف اذا كان قرار الانسحاب منها جديا أم لا». لكنه اشار، في المقابل، الى انه اذا نجحت المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية غير المباشرة، فإن هذا سينعكس ايجابا وبشكل مباشر وفوري على كامل الوضع في المنطقة.

وفي وقت يسود فيه نوع من «الهدوء السياسي» في لبنان، ظلت ساحة السجالات مفتوحة على بعض المواضيع وأحدثها الزيارة التي بدأها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سورية. وتمنى وزير الدولة وائل أبو فاعور «عدم اعطاء أثمان فعلية في لبنان حول زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سورية». وقال: «طبعاً الرئيس الفرنسي معني بدرجة أولى بالمسار السوري ـ الاسرائيلي الذي يسيل له لعاب الكثير من الدول الغربية باعتبار ان النظام السوري، يفاوض العدو الاسرائيلي، وبالتالي هذا ما يدفع الى فتح علاقات معه». وتمنى «أن يكون هناك تمسك بالمطالب الاستقلالية اللبنانية وعدم اعطاء اثمان مجانية للنظام في دمشق من دون تقديم الاثمان الفعلية في لبنان على مستوى أكثر من قضية محددة، منها قضية ترسيم الحدود في مزارع شبعا وقضية المفقودين في السجون السورية وغيرها من المطالب» مستبعداً «امكانية أي صفقة على حساب لبنان».

من جهته، تطرق عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني إلى زيارة الرئيس ساركوزي الى سورية، مركزا على الشق السياسي الذي تعكسه هذه الزيارة، قائلاً: «الذي شجع الرئيس نيكولا ساركوزي وحسب المصادر الفرنسية، هو الاتفاق الذي حصل بين الرئيس السوري (بشار الأسد) والرئيس ميشال سليمان على إقامة علاقات دبلوماسية» بين لبنان وسورية. وأضاف: «يبقى الموضوع الأساس، وهو موضوع ترسيم الحدود، وخصوصا في مزارع شبعا». وأمل في أن «يصار إلى بحث موضوع المعتقلين اللبنانيين. وأشدد على هذه النقطة لأن هناك توجها لدى فريق 8 آذار لخلق نوع من حالة غموض في كلامهم عن المفقودين اللبنانيين في سورية. نحن لا نتكلم عن المفقودين فقط، بل ان هناك معتقلين سياسيين لبنانيين في السجون السورية. وهؤلاء ما يجب التركيز عليهم».