الفصائل الفلسطينية تستغل التهدئة لإجراء التدريبات العسكرية وتخريج المقاتلين

تشمل التدرب على اختطاف جنود وفنون القتال.. وتتوعد إسرائيل بـ«مفاجآت» إذا هاجمت قطاع غزة

TT

فجأة وبعيد حلول الظلام، سد الغبار الكثيف الأفق فوق شارع «السكة» الذي يتاخم من الناحية الغربية حي «بركة الوز»، غرب معسكر «المغازي» للاجئين وسط قطاع غزة، في حين سمع دوي أزيز رصاص كثيف، وما هي إلا لحظات حتى شوهد العشرات من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس وهم ينتظمون في طوابير ويندفعون بسرعة في الشارع وبكامل عتادهم العسكري.

هذا المشهد يتكرر يومياً في هذه المنطقة وهو ما جعل الناس في الحي ينتظرون هذا العرض بشكل يومي. وإلى الشمال من هذا الحي يوجد موقع «الكتيبة 13»، وهو موقع التدريب الرئيسي لكتائب القسام في المنطقة، وكان تابعاً في الماضي للأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وتمت السيطرة عليه أثناء الحسم العسكري الذي انتهى بسيطرة حماس على القطاع.

ومنذ بدء العمل باتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس بات بشكل واضح أن حركات المقاومة الفلسطينية بدون استثناء تستغل الهدوء لإجراء التدريبات العسكرية لعناصرها. وقد أعلنت كتائب القسام عدة مرات عن تخريج دورات من المقاتلين الجدد. وتحظر الكتائب على وسائل الإعلام زيارة وتصوير مواقع التدريب أو إجراء اللقاءات مع قادة المواقع أو العناصر التي تتلقى التدريبات. عدد آخر من الأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية، أقامت مواقع للتدريب على الأراضي التي كانت تقام عليها المستوطنات اليهودية قبل تفكيكها. وتعتبر هذه المنطقة البيئة الأفضل لإجراء التدريبات العسكرية وذلك لخلوها من السكان وانتشار تلال الرمال الكثيفة وقربها الشديد من ساحل البحر. وبالإضافة إلى كتائب القسام، فقد أعلنت كل من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى، إحدى المجموعات العسكرية التابعة لحركة فتح، وألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، عن إجراء دورات عسكرية وتخريج المزيد من المقاتلين. وأعلنت كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤخراً عن فتح باب التسجيل في دورة عسكرية. وقد شجع سريان التهدئة حركات المقاومة على إجراء مناورات عسكرية داخل التجمعات السكانية الفلسطينية، وبالقرب من المناطق الحدودية، لكن من دون الاقتراب من خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي.

وذكر «أبو مجاهد»، الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، أن التدريبات التي تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة تأتي في إطار الاستعدادات التي تقوم بها من أجل مواجهة أي عملية عسكرية واسعة الناطق تقوم بها إسرائيل في قلب قطاع غزة. وأضاف «واضح تماماً أنه في ظل تهديدات باراك (وزير الدفاع الإسرائيلي) ورئيس أركانه غابي إشكنازي باجتياح غزة بعد انتهاء التهدئة، لا خيار أمام فصائل المقاومة إلا أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من أجل مواجهة أي اعتداء. وقال إن التدريبات تشمل التدرب على القيام باختطاف جنود، بالإضافة إلى عدد من الفنون القتالية التي تم استيعابها من قبل القيادات العسكرية من خلال الاحتكاك المباشر مع قوات الاحتلال. وأكد أن فصائل المقاومة «قد استخلصت العبر من سلوكها أثناء العمليات الإسرائيلية في قلب قطاع غزة»، متوعداً إسرائيل بـ«مفاجآت غير سارة في حال هاجمت القطاع».