نجاة رئيس الوزراء الباكستاني من محاولة اغتيال

لم يكن في الموكب الذي تعرض للهجوم بين إسلام أباد والمطار.. وطالبان تعلن مسؤوليتها

TT

نجا رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، أمس من محاولة اغتيال عندما أطلق شخص غير محدد الهوية النار على سيارته مما أصاب نوافذ السيارة.

وصرح مسؤول باكستاني بأن الرصاصتين اللتين أطلقهما رجل مسلح غير محدد الهوية أصابتا سيارة رئيس الوزراء الباكستاني أثناء سفره خارج العاصمة الفيدرالية. وقال مكتب رئيس الوزراء إن عددا من طلقات قناص أطلقت، وأظهرت لقطات تلفزيونية آثار رصاصتين تفصلهما بضع بوصات على الزجاج الواقي من الرصاص الذي أصيب بشروخ. وكان رئيس الوزراء جيلاني مسافرا في سيارة مصفحة ضد الرصاص بين إسلام آباد ومدينة راولبندي المجاورة حيث يقع المطار. وعلى الرغم من إصابة سيارة رئيس الوزراء برصاصتين، إلا أن سيارة أخرى في موكبه أصيبت بالعديد من الطلقات. وصرح مسؤولون بأن رئيس الوزراء جيلاني كان عائدا إلى إسلام آباد من لاهور حيث كان يروج لحملة مرشح حزب الشعب الباكستاني للرئاسة آصف علي زرداري. وقالت وزيرة الإعلام شيري رحمن «لم يصب رئيس الوزراء بسوء، وهو الآن في منزله». ويقول خبراء أمنيون إن الهجوم على موكب رئيس الوزراء يمثل تراجعا أمنيا خطيرا، حيث وقع الهجوم على الموكب في الطريق الرئيس الذي يصل بين إسلام أباد والمطار.

الى ذلك أعلن متحدث باسم حركة طالبان في منطقة وادي سوات المضطربة في باكستان أمس مسؤولية الحركة عن هجوم مسلح استهدف موكب جيلاني على مشارف العاصمة إسلام آباد.

وقال المتحدث مسلم خان في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية من مكان غير معروف «تم القيام بذلك انتقاما من العمليات التي يقوم بها الجيش في وادي سوات ومنطقة القبائل».

وأضاف خان بالقول «سياسات أولئك الذين يحكمون هذا البلد ضد الإسلام والوطن. إن هؤلاء الناس يريدون فقط إرضاء الأميركيين». وحذر المتحدث من أن طالبان ستواصل استهداف كبار المسؤولين في إسلام آباد إذا لم يغير جيلاني وحكومته سياساتهم الحالية الموالية للولايات المتحدة. وقال«نريد أن نقول لهم إنه إذا لم يشعر أطفالنا بالأمن في ديارهم فلن يستطيعوا هم الشعور بالأمن حتى في سياراتهم المصفحة». وفي العادة ينتشر رجال الشرطة على جانبي الطريق الذي كان على رئيس الوزراء المرور عبره. ولكن كانت لدى المسلح الفرصة لإطلاق النار على سيارة رئيس الوزراء على الرغم من هذه الترتيبات الأمنية. ولم تعلن أية جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث. ولكن يعتقد مسؤولون أن العمل وراءه متطرفون ومسلحون دينيون. وكان جيلاني قد وصل في وقت سابق الى المطار قادما من رحلة لمدينة لاهور الشرقية. وجيلاني عضو بارز في حزب رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو التي قتلت في هجوم انتحاري واطلاق نار يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أثناء حملتها الانتخابية.

وقالت الحكومة أن مسلحين على صلة بتنظيم «القاعدة» قتلوها. وفاز حزب بوتو في الانتخابات التي جرت يوم 18 فبراير (شباط) الماضي وأصبح جيلاني رئيسا لوزراء حكومة ائتلافية. وسينصب الاشتباه على طالبان الباكستانية وحلفائها من تنظيم «القاعدة» الذين بدأوا موجة تفجيرات شملت هجمات على قادة سياسيين مثل بوتو في العام الماضي. وفي الأسبوع الماضي انتقل زوج بوتو، آصف علي زرداري الذي يقود الآن حزبها ومن المتوقع أن يفوز في الانتخابات الرئاسة المقررة يوم السبت المقبل، من منزله في إسلام آباد الى منزل رئيس الوزراء المحاط باجراءات أمنية مشددة لاعتبارات أمنية.

وكانت اسواق المال الباكستانية مغلقة اليوم عندما صدرت انباء الهجوم، لكن ذلك من المرجح ان يفرض المزيد من الضغوط على قيمة العملة والاسهم التي تتراجع أسعارها.

يذكر ان هناك اربع محاولات جرت ضد حكام باكستان منذ ان شاركت في الحرب على الإرهاب منذ عام 2001, منها محاولتان ضد الرئيس السابق برويز مشرف، الاولى عام 2003 بتفجير قنبلة تحت كبري كان سيمر من فوقه موكبه، والثانية عام 2004 بمحاولة انتحارية مزدوجة ضد موكب مشرف». ونجا رئيس الوزراء الأسبق شوكت عزيز من محاولة تفجير انتحارية عام 2004، وهناك أربع محاولات انتحارية فاشلة ارتكبت ضد وزير الداخلية الأسبق أفتاب شيرباو، آخرها في صلاة العيد العام الماضي، حيث فجر انتحاري من «القاعدة» نفسه بين المصلين، ونجا شيرباو بأعجوبة، فيما أصيب نجله بجروح بالغة.