رايس تبدأ جولتها المغاربية اليوم بمحادثات «شاملة» مع القذافي

الوزيرة الأميركية ستزور 4 بلدان.. ومباحثاتها تشمل حقوق الإنسان والإرهاب والصحراء

TT

تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم جولة مغاربية تقودها إلى ليبيا ثم تونس والجزائر والمغرب، وتدوم حتى الأحد المقبل. واعتبرت واشنطن ان زيارة رايس الى ليبيا ستكون «مهمة وتاريخية» وستتطرق خلالها الى مواضيع الارهاب وحقوق الانسان اضافة الى الوضع في تشاد والسودان. وأضافت أن مسألة مكافحة الارهاب ستشكل موضوعا محوريا في المباحثات التي ستجريها رايس في الجزائر، في حين ان مسألة الصحراء الغربية سيتم بحثها «بالتأكيد» في الرباط.

وقال ديفيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، إن رايس ستبحث خلال زيارتها «التاريخية» إلى ليبيا أوضاع حقوق الإنسان و«التطبيق الكامل» لاتفاقية التعويضات التي وقعت اخيراً بين البلدين، مؤكداً انها ستلتقي العقيد معمر القذافي. وأضاف أن رايس ستبحث مع القذافي «تطوير العلاقات الثنائية وقضايا اقليمية في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط وكذلك تبادل وجهات النظر حول قضايا دولية». وتعد زيارة رايس الأولى لوزير خارجية اميركي لهذا البلد منذ 55 عاما.

وقال وولش الذي كان يتحدث في لقاء مع المراسلين في مقر وزارة الخارجية بواشنطن إن السفارة الاميركية في طرابلس تجري اتصالات مستمرة مع الليبيين حول حقوق الانسان. وأوضح قائلاً: «بالطبع ستطرح وزيرة الخارجية هذه الامور بالاسلوب الذي تراه». وعبر وولش عن أمله بالافراج عن فتحي الجهمي، وهو رجل أعمال ليبي يدعو لإدخال إصلاحات على النظام وظل معتقلاً منذ فترة، قبل زيارة رايس، مشيراً إلى أن دبلوماسيين أميركيين أجروا عدة محادثات حول هذا الأمر مع الحكومة الليبية. وقال وولش: «ليس هذا هو الموضوع الوحيد في علاقاتنا الثنائية إذ أن هناك أموراً أخرى عديدة».

وأوضح المسؤول الأميركي أن علاقات الولايات المتحدة تحسنت منذ فترة مع ليبيا، لكنها تحسنت كثيراً مع الادارة الحالية، مشيراً الى ان الأمور تغيرت منذ أن أدركت ليبيا أنها تعيش في عزلة بسبب تورطها في أنشطة ارهابية، وشرعت في إعادة النظر في سياستها الخارجية، وشمل ذلك قرارها التخلي عن أسلحة الدمار الشامل. وقال إن الليبيين يتعاونون في مجلس الأمن الدولي مع الأميركيين، وأشار في هذا الصدد الى تصويت ليبيا الايجابي مع قرار المجلس رقم 1803 ضد ايران. وقال إن رايس ستحرص على الاستماع الى الليبيين حول مختلف القضايا.

وكشف وولش أن الليبيين قدموا مساعدات للدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة التشادية إنجمينا عندما وقع قتال هناك قبل عدة أشهر (أثناء محاولة انقلابية قامت بها مجموعات معارضة ضد الرئيس ادريس دبي)، وقال إن الليبيين ساعدوا السفارة الأميركية عندما حوصرت، كما قدموا تسهيلات لوصول طائرات لإجلاء أميركيين من المنطقة. كما كشف النقاب كذلك عن اتصالات جرت قبل سنوات مع الليبيين من أجل اقامة ممر من بنغازي على ساحل المتوسط الى دارفور لتقديم مساعدات غذائية، وقال إنه يجري اليوم نقاش سياسي واسع مع الليبيين حول مشكلة دارفور، مؤكداً ان العقيد معمر القذافي له تأثير كبير على أطراف النزاع.

وشدد وولش على تمسك واشنطن بالتطبيق الكامل للاتفاقية التي وقعت بين البلدين في 14 اغسطس (آب) الماضي، مشيراً الى ان الليبيين شرعوا في توفير الاموال اللازمة لصندوق التعويضات.