زرداري: مواجهة الإرهاب العالمي في باكستان على قمة الأولويات

TT

في خضم الحنق البالغ من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة عبر الحدود الباكستانية على معاقل الإرهاب، كتب المرشح الرئاسي الباكستاني الأوفر حظاً في عمود صحافي نُشر امس، أن باكستان تساند الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن الغارة التي شنتها الولايات المتحدة على جنوب منطقة وزيرستان القبلية تعد الهجوم الأجنبي الأول من نوعه على الأراضي الباكستانية منذ أن كانت تلك المنطقة ملاذاً لجماعة طالبان. واستدعت الحكومة الباكستانية بدورها السفير الأميركي وأبلغته احتجاجها على ذلك الاجتياح، الذي صرح المسؤولون أنه تسبب في مصرع 15 فرداً على الأقل، بينهم مدنيون. وأكد أحد المسؤولين الأميركيين ـ الذي لم يفصح عن اسمه نظراً لحساسية العمليات التي تُجرى عبر الحدود ـ لوكالة أسوشييتد برس، أن القوات الأميركية باشرت تلك الغارة اول من امس على مسافة ميل من الحدود الأفغانية.

وأدت جرأة هذا الاجتياح إلى زيادة التكهنات حول الهدف المقصود فعلياً من هذه العملية، إلا أنه ليس من الواضح فيما إذا كان زعيم المتطرفين قد قُتل أو أُسر في هذه العملية، التي تمت في أحد معاقل المسلحين الواقعة على المنطقة الحدودية والتي من المحتمل أن يكون زعيم القاعدة أسامة بن لادن، والرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري مختبأين فيها. ومن جانبه، أدان شاه محمود قريشي وزير الخارجية الباكستاني الهجوم في خطاب مثير للمشاعر أدلى به أمام المشرعين يوم الخميس، حيث وصفه بأنه «انتهك سيادة باكستان». وتابع قائلاً: إنه لم يُسفر عن مقتل «إرهابي خطر، أو هدف بالغ الأهمية».

وأضاف قريشي: «إن موطنين أبرياء، منهم نساء وأطفال كانوا من بين المستهدفين». هذا، بينما أشار محمد صادق ـ الناطق باسم الخارجية ـ إلى أنه ليس لدى المسؤولين دلالات على أن القوات الأميركية، أسرت أي شخص خلال الغارة. وقال يوم الخميس أن الحكومة ليس لديها أي معلومات تشير إلى وجود زعماء للقاعدة بهذه المنطقة في ذلك الوقت، وأكد أنه إذا كانت لدينا هذه المعلومات فقد كنا سنشرع في القيام بتصرف فوري حيال هذا الأمر، مضيفا أن الحكومة ليس لديها دلالات على أن القوات الأميركية قد أسرت أي شخص خلال الغارة. وفي نفس السياق، حذر الناطق باسم الجيش الباكستاني أن التصعيد الواضح من قبل الهجمات الصاروخية الأميركية المشتبه فيها على الأهداف العسكرية المتاخمة للحدود الأفغانية ستزيد من غضب الباكستانيين، كما ستفضي إلى قطع التعاون في الحرب على الجماعات الإرهابية. تأتي هذه العملية قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المتسمة بالضعف، كما أنها تنذر بتعقيد العلاقة التي تواجه بالفعل صعوبات بين كلا الدولتين. فمنذ شهور من الآن، والقادة العسكريون الأميركيون يمارسون الكثير من الضغوط على باكستان لتضييق الخناق على الجماعات المسلحة التي تشير أصابع الاتهام إليها بشأن تفاقم العنف في أفغانستان، وهذا ما أثار التكهنات بأن القوات الأميركية قد جاءت عبر المنطقة الحدودية بالرغم من إدراكها لخطورة أن يؤدي هذا الهجوم إلى إثارة حفيظة الباكستانيين. هذا، وقد أسفرت بعض الصواريخ المشتبه في كونها أميركية في مقتل اثنين من قادة القاعدة بنفس المنطقة العام الجاري، الأمر الذي أشعل الاحتجاجات بأن سيادة الأراضي الباكستانية تتعرض لهجوم، فيما لم تقر الحكومة الأميركية بضلوعها في تلك الهجمات.