«القاعدة»: حزب الله يستخدم القضية الفلسطينية مطية لاختراق حماس والجهاد

في كتاب أعده الليبي عبد الرحمن «فقيه التنظيم» وخبير المتفجرات

عطية عبد الرحمن قيادي «القاعدة» المطلوب أميركيا («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مواقع اصولية مقربة من «القاعدة» عن كتاب جديد من اعداد مؤسسة «سحاب»، التي تبث احاديث واشرطة ايمن الظواهري، يحمل عنوان «رؤية كاشفة.. حزب الله اللبناني والقضية الفلسطينية»، عرض خلاله أحد أبرز مفكري التنظيم المعروف باسم عطية الله، الموقف من حزب الله وارتباطه بإيران، وحاول تقديم شرح لأهدافه.

وقال اسلاميون في اوروبا، ان مؤلف الكتاب هو الليبي عطية عبد الرحمن، الفقيه الشرعي وخبير المتفجرات، الذي تلقى العلوم الشرعية في موريتانيا من قدامى المجاهدين في افغانستان. وعطية عبد الرحمن من المطلوبين اميركيا، وضع اسمه على موقع «مكافأة من اجل العدالة» بداية العام الماضي، ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يرشد عنه. وتميّز الكتاب باستخدام كاتبه لأسلوب فريد وتعابير غير معتادة في بيانات تنظيم «القاعدة» وخروجه باستنتاجات جديدة. فايران بالنسبة للكاتب دولة قومية، وليست مجرد «دولة مجوس»، وعداؤها مع إسرائيل وأميركا حقيقي، لكنه يدور حول السيطرة على المسلمين، وما حزب الله في هذا الإطار سوى تنظيم يتخذ القضية الفلسطينية مطية لنشر التشيّع بين المسلمين، مخترقاً حركات، مثل الجهاد الإسلامي وحماس. وحمل الكتاب توقيع أبو عبدالرحمن عطية الله، وعليه شعار «مؤسسة السحاب» المسؤولة عن نشر بيانات تنظيم «القاعدة» وذراعها الإعلامية. ونجد في بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على خط تنظيم «القاعدة» الفكري رسائل تعرّف بالكاتب عطية عبد الرحمن، أو أبو عبدالرحمن عطية الله، حيث يوصف بأنه «قيادي في القاعدة تلقى دراسته الدينية في موريتانيا قبل أن ينتقل إلى أفغانستان، حيث التقى كبار قادة القاعدة». وبرز اسم عطية عبد الرحمن كثيراً خلال الفترة التي كان فيها أبو مصعب الزرقاوي يتولى قيادة تنظيم «القاعدة» في العراق، قبل مقتله عام 2006. ويقال إن الزرقاوي قدّمه ووطد موقعه لحاجته إلى معرفته بالعلوم الدينية، ويعتقد البعض أن الكاتب هو نفسه لويس عطية الله، الذي يدافع عن وجهة نظر تنظيم «القاعدة» بمشاركات في المواقع الاسلامية. ولا يعرف حتى الآن أي مكان له، لكن القيادة الأميركية أعلنت عن رسالة تم التحفظ عليها كتبها عطية الله، وذكر أنها يكتبها في مقرات «القاعدة» في وزيرستان. ومن ابرز كتابات عطية الله: «قدرة القاعدة على امتصاص الضربات»، قال فيه: «إنها حرب.. وفي الحرب لا بد من وجود قتلى وأسرى وخونة، ثم انتصارات». ومن عطية الله إلى المتكلمين في «القاعدة» ورجالها في مقال تحت عنوان «الصعاليك الجدد»، ورسالة الى الزرقاوي نشرتها «واشنطن بوست» كشفت عن وجود قيادات «القاعدة» في الشريط الحدودي في باكستان، ويعود تاريخ الرسالة الى ديسمبر (كانون الاول) 2005، وقد اكتشفت مراسلات عديدة بين الزرقاوي وتنظيم «القاعدة» في سلسلة من الاوكار الآمنة في العراق، في نفس الوقت الذي قتل فيه الزرقاوي نتيجة غارة جوية اميركية. والرسالة تحمل توقيع عطية، الذي يقول في الرسالة: «انا معهم، ولديهم ملاحظات حول اوضاعك». وحذر كاتب الرسالة الزرقاوي من انه قد ينحى عن منصبه كزعيم لتنظيم «القاعدة» في العراق، اذا واصل انتهاج سياسة تهميش الزعماء السنة في العراق والجماعات المسلحة الاخرى في البلاد. ولعطية الله أسلوب في عرض الأفكار، يختلف عن سائر منظري التنظيم، وقد جر عليه ذلك غضب المتشددين، بعدما انتقد بيانات «القاعدة» التي تبالغ في نتائج العمليات وتستخدم تعابير مفخّمة، الأمر الذي دعا الزرقاوي نفسه إلى الدفاع عنه ببيان خاص، حمل عنوان «دعوا عطية الله فهو أعلم بما يقول»، قال فيه إن الأخير هو «أخ كبير»، و«هو الشيخ وليس أنا، فما أنا إلا رجل من رجالات المسلمين». ويبدأ عطية الله بشرح سبب تدوينه، بالقول إنه أعده ليكون مقالاً في مجلة «طلائع خرسان»، غير أن حجمه الكبير دفعه إلى وضعه في كتاب خاص. ويشير في المقدمة إلى صعوبة الكتابة عن تنظيم حزب الله، ويعيد ذلك إلى أن للحزب «حظا وافرا من الباطنية، فهناك ظاهرٌ وباطن، وهناك قدر كبير من الغموض والتمويه». ومن هذا المنطلق، سار منظر «القاعدة» بداية في الأسلوب المعتاد بتناول نظرة تنظيم «القاعدة» الفقهية للشيعة.

ويشير عطية الله في المقدمة إلى صعوبة الكتابة عن تنظيم حزب الله، ويعيد ذلك إلى أن للحزب «حظا وافرا من الباطنية، فهناك ظاهرٌ وباطن، وهناك قدر كبير من الغموض والتمويه»، ويؤكد أن دراسة الحزب لا بد من أن يسبقها الحديث عن الطائفة الشيعية وإيران وثورة الخميني. وإن كان عطية الله لم يخرج فيما سبق عن الأسلوب المعتاد لتناول قضايا المذهب الشيعي عند «القاعدة»، إلا أن ملاحظاته تعدت ذلك للإطلالة على الشق السياسي لما يراه أنه «باطنية»، فاتهمهم بأنهم «يرفعون شعارات الإسلام. وتجاوز عطية الله ما كان الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، قد اشار إليه عن تعاون إيران مع أميركا في العراق وأفغانستان، فاستعرض التصريحات الإيرانية التي تشير لذلك، وسأل عن سر عدم خروج المراجع الدينية بطهران لتشجّيع «الجهاد» في هذين البلدين أسوة بما يدعون إليه بلبنان والأراضي الفلسطينية. وخلص منظر «القاعدة» في هذا الإطار إلى أن الهدف النهائي لإيران هو السيطرة على «أهل السنة والإمساك بقيادة الأمة الإسلامية»، وقد أسسوا في سبيل ذلك الأحزاب الشيعية في عدة دول عربية، تحمل كلها اسم حزب الله، وما التنظيم الموجود في لبنان «إلا أحدها، ولكنه أكبرها وأهمّها بسبب الظروف». ويعتبر منظر القاعدة أن التدخّل الإيراني كان «حسيّاً وظاهراً في نشوء الحزب وتأسيسه، من خلال وجود أفراد من الحرس الثوري الإيراني في مجلس الشورى، إلى أن تغيّرت فكرة القوم ورأوا إبعاد اليد الإيرانية الظاهرة، بسبب ضغوط الرأي العام اللبناني والعربي والحرج الذي يلاقونه حين يُنعتون بعدم الوطنية». ويقول منظر «القاعدة» أن العداء بين الشيعة من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى «عداء حقيقي»، منتقداً هنا «نظرية المؤامرة عند المثقفين»، التي تفترض عكس ذلك، غير أنه أعاد سبب النزاع بين الطرفين إلى مشروع ايران لقيادة «الأمة»، الذي سيلزم عليها «الاصطدام باليهود والنصارى». ووفقاً لعطية الله، فإن تأسيس حزب الله حظي بتأييد سوري نظراً لحاجة دمشق لإنهاء خطر «وجود نظام موالٍ لإسرائيل والغرب في لبنان».