أوتاوا تتهم واشنطن بالتضليل بشأن ترحيل كندي لسورية

TT

زعم جوليانو زاكارديلي الرئيس السابق للشرطة الملكية الكندية ان السلطات الاميركية ضللته في قضية رجل كندي اعتقل في نيويورك وتم ترحليه الى سورية، حيث سجن وتعرض لتعذيب. وقال زاكارديلي ان واشنطن ضربت بكتاب القواعد عرض الحائط فيما يتصل بمهندس البرمجيات ماهر عرار الذي اعتقل اثناء توقفه في مطار جيه.اف.كيه في سبتمبر (ايلول) من العام 2002. واستقال زاكارديلي من منصبه مفوضا للشرطة الملكية الكندية في ديسمبر (كانون الاول) عام 2006 بعد ان اعترف بانه ضلل المشرعين الكنديين بشأن اسلوب معالجة الشرطة لهذا الامر. وكان تقرير رسمي خلص في وقت سابق من ذلك العام الى أن مسؤولين أميركيين تصرفوا بعد ان ابلغتهم الشرطة الكندية كذبا ان عرار يشتبه بانه متطرف اسلامي. ويقول زاكارديلي ان كندا قيل لها ان عرار سيفرج عنه. وقال لهيئة الاذاعة الكندية في مقابلة أذيعت في وقت متأخر اول من امس: «تم افهامنا انه سيفرج عنه وأنه سيأتي الى كندا. وقال زاكارديلي ان الشرطة الكندية كانت مقتنعة ان عرار سيعاد الى كندا حتى انها شكلت فريقا للمتابعة. وقال: «كنا ننتظر في مونتريال وصول الطائرة ثم خروج السيد عرار منها. ووصلت الطائرة ولكن السيد عرار لم يخرج قط منها. وفي العام الماضي اعتذرت كندا رسميا لعرار ودفعت له 5ر10 مليون دولار كندي 9ر9 مليون دولار اميركي تعويضا. وكان عرار وهو مهندس معلوماتية من اصل سوري اعتقل عام 2002 في مطار نيويورك وسلمته الولايات المتحدة الى سورية، حيث قال انه تعرض للتعذيب لاكثر من سنة. واخذت لجنة تحقيق كندية على الشرطة الفدرالية تصنيفه عمدا «بمتطرف اسلامي». وقضى عرار نحو عام في السجن قبل ان تطلق سورية سراحه. وهو يقول انه تعرض للتعذيب مرارا. وتقول هيئة الاذاعة الكندية ان زاكارديلي قال ان قرار ترحيل عرار من الواضح أن الذين اتخذوه هم مسؤولون كبار في واشنطن لا سلطات انفاذ القانون الاميركية. وقال: «دونما اسهاب في الواقع فان الاميركيين ضربوا بكتاب القواعد عرض الحائط بشان كيفية التعاون والعمل مع حلفائهم واقرب أصدقائهم. وانكر احد كبار المدافعين عن عرار مزاعم زاكارديلي، قائلا انه يريد التستير على الاخطاء التي ارتكبتها الشرطة الكندية. وقال كيري بيثر محامي حقوق الانسان لرويترز من الواضح ان المفوض السابق يحاول جاهدا اعادة كتابة تراثه المخزي.. عن تورط الشرطة الملكية الكندية في التعذيب. وهاجم زاكارديلي الذي يعمل حاليا في فرنسا لحساب الانتربول جهاز استخبارات الامن الكندية قائلا انه حاول منع الشرطة الكندية من الضغط على الولايات المتحدة لمعرفة معلومات عن عرار. ولم يمكن الوصول الى احد في جهاز الاستخبارات لسؤاله التعقيب. وتجري كندا الان تحقيقا بشأن ثلاثة رجال اخرين يقولون انهم اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب في سورية ووجهت اليهم أسئلة تقوم على معلومات لا يمكن أن تأتي الا من السلطات الكندية. وسوف يصدر تقرير نهائي في هذا الموضوع في 20 من اكتوبر (تشرين الاول).