إلقاء كلمة أمام المؤتمر الجمهوري المهمة الأسهل لبالين

عليها جذب الجماهير بعيداً عن الأوسط المؤيدة لها

TT

ما كان يمكن لحاكمة ولاية آلاسكا، سارة بالين، مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، أن تطلب مكانا أفضل لظهورها الوحيد على الساحة الوطنية. فقد كان هناك جمهور مفتون باختيارها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة السيناتور جون ماكين حتى قبل أن تظهر على خشبة المسرح وتعلو الهتافات المؤيدة لها، بعد ثلاثة أيام قضتها مع عدد من المستشارين السياسيين الأكثر مهارة في الولايات المتحدة لصياغة خطابها. حظيت بالين بتصفيق حاد وهي تصف حياتها في ولاية آلاسكا وقدمت عائلتها، كما علت هتافات التشجيع وهي تتعهد بتنفيذ سياسة طاقة تتضمن المزيد من عمليات التنقيب. ومع ذلك، فإن خطابها خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، حتى لو كانت قد ألقته بثقة وبعث النشوة في كافة أرجاء القاعة، كان يمثل الجانب الأسهل. فمن الآن، تدخل بالين حملة على نطاق وطني، وعليها أن تحظى بقبول الجماهير الذين لن يؤيدوها تلقائياً. وسيكون عليها الذهاب إلى تجمعات أقل انضباطا وسيمثل ذلك اختبارا لمهاراتها السياسية وخبرتها في مجال السياستين الداخلية والخارجية. عليها أن تعرّف المواطنين بأنها جاهزة لمنصب نائب الرئيس في وقت توسع معنى هذه الوظيفة ليشمل شريكاً في الحكم. ويقول جون دانفورث، وهو سيناتور جمهوري سابق من ميسوري: «المواطنون الذين كانوا في القاعة كانوا مقتنعين اساساً» واضاف: «السؤال في الوقت الحالي المطروح أمامها، وأمام ماكين، وأمام كل من كان داخل القاعة هو كيف يمكنهم توضيح رسالتهم للشعب الأميركي».

ولكن ما هي تلك الرسالة؟ بعد الكلمة التي ألقتها بالين ليست هناك شكوك في أنها ستلعب الدور التقليدي للمرشح لمنصب نائب الرئيس: مهاجمة المرشح الرئاسي للفريق الآخر، الأمر الذي قامت به مرارا وتكرارا. قالت بالين: «أعتقد أن عمدة مدينة صغيرة يشبه المسؤول عن تنظيم الجاليات، سوى أنه تكون أمامه مسؤوليات حقيقية»، وهي بذلك تشير إلى عمل السيناتور باراك أوباما في برامج مكافحة الفقر في شيكاغو. والسؤال هو «هل يمكن لشخصية غير معروفة ولديها سيرة ذاتية هزيلة، وهذا وصف الجمهوريين أنفسهم، إضفاء المصداقية على هذا الهجوم»؟ أضف إلى ذلك أنه لم يتضح ما إذا كانت هجماتها الحادة والتي تتسم في الأغلب بنبرة ساخرة، علاوة على تجنبها للقضايا المهمة مثل الاقتصاد، ستفضي إلى حالة من الاستياء بين الأصوات المتأرجحة في كافة أرجاء الولايات المتحدة. ويقول وارن رودمان، السيناتور الجمهوري السابق عن نيو هامبشير: «سيكون أكثر صعوبة مع شخصية لديها مثل خلفيتها أن تستمر في الهجوم مقارنة بجوزيف بايدن. عليها أن تعرّف نفسها قبل أن تهاجم شخصا ما».

ويقول غاري هارت، السيناتور الديمقراطي السابق وصديق لماكين: «عمل كل من آل غور (نائب الرئيس بيل كلينتو) وتشيني (نائب الرئيس جورج بوش) على تغيير طبيعة هذه المهنة، وما فعله ماكين أنه حاول الرجوع إلى النموذج الذي كان عليه الحال في القرن الـ19». ففي طليعة القرن العشرين كان نموذج نائب الرئيس لا يعني شيئا، وهو ما يعني أنه لم تكن له أي مهمة جديرة بالذكر في دائرة السلطة.

إن الدور الذي ستلعبه بالين ـ والذي كان يلعبه تشيني ـ هو مساعدة وتحفيز اليمينيين في حزبها. وقد ألقى التصفيق الصاخب الذي عقب خطابها بالقليل من ظلال الشك بأنها قد بدأت بالفعل في التحرك بسهولة نحو هذا المنصب، وهي دفعة قوية لماكين الذي واجه صعوبة بالغة في إقناع المحافظين الاجتماعيين بالوثوق به.

* خدمة «نيويورك تايمز»