مصدر سوري: وثيقة المبادئ لتفادي «ثغرات» الماضي والحصول على أجوبة واضحة لا لبس فيها

حددت تفاصيل العملية وركزت على الانسحاب من الأراضي

TT

قال مصدر سوري مقرب من المفاوضات، إن الهدف من وراء تقديم وثيقة سورية الى الجانب الاسرائيلي حول عملية التفاوض، وهو ما اعلن عنه الرئيس السوري بشار الاسد في اطار القمة الرباعية التي عقدت امس في دمشق، هو عدم الوقوع في «الثغرات» التي شهدتها عملية السلام السابقة بين الطرفين، على ان لا يسمح الامر للجانب الاسرائيلي بتقديم «إجابات غامضة» على المطالب السورية.

وقال المصدر في اتصال هاتفي من لندن ان الوثيقة تهدف الى توخي الدقة في تفاصيل التعامل مع مسار العملية التفاوضية، مشددا على ان النقطة الأبرز في هذه الوثيقة المكتوبة التي تم تسليمها الى الجانب التركي تتمثل بـ «الانسحاب الكامل من الاراضي السورية» وآلياته.

وبحسب المصدر المقرب من المفاوضات، فإن النقاط التي تحدث عنها الرئيس السوري والمتضمنة في الوثيقة تشدد بشكل رئيسي على «الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي السورية» شارحا ان القصد من هذه الوثيقة «ان لا يكون هنالك مجال لاجابات اسرائيلية غامضة وان تأتي الاجابات بشكل واضح لا لبس فيها وليس كما جرى في مراحل سابقة»، في اشارة الى عملية السلام السابقة بين الطرفين والتي تعثرت عام 2000 بسبب نزاع بشأن حجم الانسحاب الاسرائيلي من مرتفعات الجولان.

وقال المصدر «السوريون دقيقون في تحديد ما هو مطلوب وفي تحديد المواصفات ومطالبة الطرف الاخر بالوضوح الكامل في ما يتعلق بالانسحاب من الاراضي السورية المحتلة».

الا انه لفت الى ان النقطة الابرز التي تثير قلق السوريين الان تتمثل بـ «ضعف القدرة على اتخاذ القرار لدى الجانب الاسرائيلي وضعف الادارة الاسرائيلية وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات ذات طبيعة استراتيجية، الضعف الان اكثر خطورة من قضية ماذا يمكن ان يقولوا او لا يقولوا (ردا على الوثيقة السورية) المشكلة في غياب جهة مستقرة فالوضع في اسرائيل سائل الى حد بعيد».

وشدد على أن النقاط الاساسية او البنود الاساسية التي تضمنتها الوثيقة السورية تشير الى قضية الالتزام بمبدأ الارض مقابل السلام والعودة والانسحاب، مضيفا ان «قضية السيادة على الجولان ليست للتفاوض، اذا كنا سنتفاوض وسندخل في أي تفاوض فالهدف النهائي هو حصول سورية على الاراضي». وردا على سؤال حول ما اذا كانت دمشق باتت تعتمد استراتيجية جديدة او آلية جديدة للتعامل مع اسرائيل بعد فشل محادثات السلام السابقة، اعتبر المصدر ان «الذي طرأ هو الوضع الاقليمي الذي يضع اسرائيل امام خيارات جدية استنفدت امكانية استعمال اسلوب القوة»، في إشارة الى حرب تموز السابقة في لبنان بين اسرائيل وحزب الله . واضاف المصدر «هنالك حذر وشكوك وتدقيق للتفاصيل بحيث لا يتاح للاسرائيليين الاستفادة من ثغرات». وردا على سؤال حول الثغرات التي تم تفاديها في الآلية المعتمدة مقارنة مع تجربة السابق، قال المصدر «انها ليست ثغرة بمعنى الثغرة، الوسيط الاميركي بمرحلة معينة (سابقا) اوحى ان الاسرائيليين جاهزون للانسحاب وقبول متطلبات السلام وتبين بعد ذلك ان (ايهود) باراك لم يكن عمليا يتجرأ على مجابهة الرأي العام الاسرائيلي ولم يكن يتجرأ أن يثبت قيادته لإسرائيل»، مشيرا الى المثل الشائع «من لا يريد ان يزوج ابنته يغلي مهرها». وتابع قائلا «لدينا مصلحة كبيرة في ان يتم الالتزام وبكل وضوح بمدى القدرة على الانسحاب الكامل» من جانب القيادة الاسرائيلية، مشيرا الى «المبادئ التي تعمل عليها سورية والشروط التفصيلية وطريقة الصياغة» ومشددا على «اننا مهتمون ان لا يكون غموض» حول المسار التفاوضي. وردا على سؤال حول اللغط في ما يتعلق بالموعد المقبل للمفاوضات، بعد الاعلان التركي عن جولة مقبلة في منتصف الشهر الجاري ومن ثم تصريح الرئيس السوري حول ارجاء الجلسة، قال المصدر «اعتقد ان عدم الوضوح ليس من طرف سورية ولكنه يتعلق بمدى قدرة الاسرائيليين على الاجابة على متطلبات السلام التي على اساسها ندخل في عملية السلام، انه امر يتعلق بهم وبقدرتهم على الاستجابة بالشكل المناسب». وتابع «الحب لا يأتي من طرف واحد، العملية لا تتم من طرف سورية وحدها، المهم مدى قدرة الاسرائيليين على تحويل أقوالهم الى افعال من اجل الخروج من الصيغ الغامضة». وقال «التضارب ليس بالموقف من المفاوضات، سورية تنتظر وضوحا في الموقف الاسرائيلي والتزام الاسرائيليين بالتفاوض».