بالين تقود حملة الجمهوريين للبيت الأبيض... بمهاجمة أوباما

المرشح الديمقراطي يرد بانتقاد سياسات ماكين الاقتصادية

المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين يسلم على (بايبر) ابنة المرشحة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين وتقف بالين وزوجها إلى اليمين على مسرح المؤتمر العام للحزب الجمهوري (أ ف ب)
TT

بقبوله ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض سباق الانتخابات الاميركية أمس، يقطع جون ماكين المرحلة الحاسمة للوصول الى البيت الابيض بعد فشل محاولته امام الرئيس الحالي جورج بوش عام 2000. وقام مندوبو الحزب الجمهوري بتعيين جون ماكين، 72 عاماً، رسميا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية بدون اي مفاجأة مساء اول من امس وقد انهوا اعمال مؤتمرهم العام امس. وفي حال تم انتخاب ماكين، سيكون الرئيس الاكبر سناً عند انتخابه مما يجعل منتقديه يتساءلون عن قدرته للقيادة وتوجيه التساؤلات حول من قد يخلفه في حال توفي اثناء الرئاسة. وعلى الرغم من أهمية خطاب ماكين في قبول هذا الترشيح، سرقت مرشحته لتولي منصب نائب الرئيس ساره بالين الاضواء في خطابها امام المؤتمر مساء اول من امس، وشنت هجوما عنيفا على المرشح الديمقراطي باراك اوباما، ما يوحي بشهرين من الحملة الانتخابية الحادة حتى موعد الانتخابات في 4 نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت بالين امام اعضاء الحزب الجمهوري «هذا رجل (اوباما) الف كتابين لكنه لم يقم بصياغة قانون واحد، كما انه لم يقدم اصلاحا واحدا حتى حين كان في برلمان ايلينوي المحلي». واضافت: «هذا رجل يمكنه القاء خطاب كامل حول الحروب التي خاضتها اميركا وعدم استخدام كلمة نصر ولو لمرة... باستثناء حين يتحدث عن حملته» الانتخابية. وتابعت بالين وسط تصفيق المندوبين الجمهوريين «في السياسة، هناك مرشحون يستخدمون التغيير للتقدم في مسيرتهم وهناك اخرون مثل جون ماكين يستخدمون مسيرتهم لإعطاء دفع للتغيير».

وأكدت بالين، في مستهل خطابها الذي استمر ثلاثين دقيقة، انها تقبل ترشيح الحزب الجمهوري لها لمنصب نائبة الرئيس. وقالت بايلن في خطابها انها لا تريد الذهاب الى واشنطن سعيا للحصول على موافقة وسائل الاعلام على ادائها وانما «لخدمة شعب هذا البلد».

وحرصت على ابراز خبرتها كرئيس بلدية وحاكمة، متهمة منتقديها بالسعي الى «الازدراء» بعملها. وقالت: «اعتقد ان يكون احد ما رئيس بلدية مدينة صغيرة يشبه العمل في المجال الاجتماعي (...) باستثناء انه يكون لديه مسؤوليات فعلية»، مستهدفة مرة اخرى اوباما الذي كان مساعدا اجتماعيا في حي محروم في شيكاغو قبل ان ينخرط في العمل السياسي.

وعادت بالين الى تعليقات لاوباما خلال منافسته الاولية مع هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي حين قال ان الناس في البلدات الصغيرة يشعرون بالمرارة فيتشبثون بالسلاح والدين. وقالت بالين: «أود ان أضيف انه في البلدات الصغيرة لا نعرف ماذا نفعل بمرشح يكيل المديح على العمال حين يكونون حاضرين ثم يتحدث عن مرارتهم وكيف يتشبثون بدينهم وسلاحهم حين لا يكونون حاضرين». وأبدى ماكين تأييده لبالين بالتقليل من شأن خبرة اوباما، قائلاً اذا قارنا حصيلة عمل شريكته في البطاقة الانتخابية ساره بالين مع حصيلة باراك اوباما فان حصيلة المرشح الديمقراطي الذي «لا يعرف كيف يعمل العالم» هي «ضعيفة جدا». وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «اي بي سي نيوز»، قال ماكين ان اوباما «مخطئ حول العراق. هو يستخف بايران. لا يملك لا معرفة ولا خبرة ولا حصافة. هو لا يعرف كيف يعمل العالم ولا كيف يعمل الجيش».

وفي المقابل رد معسكر الديمقراطيين بالقول ان بالين القت خطابها جيدا لكنه يحمل بصمات الرئيس الاميركي جورج بوش. وقال بيل بورتون الناطق باسم اوباما انه لم يكن يريد الرد على بالين الا ان «الاكاذيب» التي قيلت في المؤتمر الجمهوري دفعه لاصدار خطاب جاء فيه: «خطاب الحاكمة بالين القي جيدا لكن من كتبه هو معد خطابات جورج بوش». واضاف ان هذا الخطاب يكرر «الهجمات المنحازة نفسها التي سمعت من جانب جورج بوش خلال السنوات الثماني الماضية». وتابع «اذا كانت الحاكمة بالين وجون ماكين يعتبران التغيير انه واقع التصويت مع جورج بوش بنسبة 90 في المائة من الوقت، فذلك خيارهما، لكننا لا نعتقد بان الاميركيين مستعدون لقبول نسبة 10 في المائة فقط من التغيير». وتبنى منافسها الديمقراطي جو بايدن سناتور ديلاوير الاشادة بحديثها وليس برسالتها. وقال بايدن لقناة «ايه بي سي»: «اعجبت بذلك... كما اعجبت بما لم اسمعه. لم اسمع كلمة عن الطبقة المتوسطة أو الرعاية الصحية أو كيف سيملأ الناس سياراتهم بالوقود». ورد اوباما على الانتقادات لسياساته باتهام خصمه الجمهوري بعدم امتلاك سياسة اقتصادية وبانه غير مطلع على الصعوبات التي يواجهها الاميركيون. وكان اوباما يرد بذلك على تصريحات مدير حملة ماكين، ريك ديفيس الذي قال يوم الثلاثاء الماضي في مقال نشرته «واشنطن بوست» ان «هذه الانتخابات لا تدور حول برامج» بل حول شخصيات المرشحين. وعلق اوباما الذي يواصل حملته في نيو فيلاديلفيا (اوهايو- شمال) بقوله ان «ذلك يفسر على الارجح لماذا لم يتطرق اي متحدث في المؤتمر الجمهوري عن الاقتصاد».

ومن جهة اخرى، نشر شريط اول من امس يظهر بالين تقول بان القوات الاميركية في العراق ارسلت «بمهمة من الله» بحسب فيديو نشر الاربعاء. وأدلت بهذه التصريحات في يونيو (حزيران) امام ندوة طلابية نظمت في كنيستها السابقة بمدينة واسيلا في الاسكا. ودعت حاكمة الاسكا، التي يتوجه ابنها الاكبر تراك للانتشار في العراق في نهاية السنة، الى الصلاة من اجل القوات الاميركية في العراق. وقالت: «صلوا من اجل جنودنا النساء والرجال الذين يبذلون جهودا للقيام بما هو صائب...لاداء مهمة مستمدة من الله».