غرفة تجارة البصرة لـ «الشرق الأوسط»: نستورد بضائع إيرانية بقيمة 45 مليون دولار كل عام

مخاوف من تعاظم دور إيران في المحافظة.. وتسلل أسلحتها وعملائها إليها

TT

أثارت دعوة جبهة الحوار الوطني في محافظة البصرة الى مقاطعة المنتجات الايرانية، التي انطلقت في الاول من الشهر الحالي، قلق شرائح واسعة من اهالي المحافظة على مستقبلهم وخشيتهم من الدور الايراني المتنامي في التدخل بشؤون المدينه، الاقتصادية والسياسيه مما يُعقد الوضع الأمني في العراق، فيما لا يربط اخرون بين ارتفاع نسبة التعامل التجاري مع ايران بالنفوذ الإيراني السياسي طالما لا يتعدى النشاط الاقتصادي. ولا يخلو بيت في البصرة من مبردات الهواء الزرقاء والبيضاء الايرانية التي باتت اكثر شعبية من مثيلاتها فهي مصممة للعمل بقدرة الطاقة الكهربائية لمولدة عادية بعد ان عجزت الدولة على مدار الخمسة اعوام الماضيه في معالجة النقص الهائل في الطاقة الكهربائية لمدينة يسكنها ما يقارب الثلاثة ملايين انسان وفي درجة حرارة عالية تصل الى 50 درجة مئوية في صيف طويل يمتد الى اكثر من سبعة اشهر. يرصف اصحاب المحال التجارية في شارع الكويت وسط البصرة هذه المبردات بعلاماتها المعروفة مثل «سونا» و«جيهان» و«أسان» و«كازار» الى جانب اجهزة ايرانية اخرى لكن الاقبال عليها كبير لكونها تلبي احتياجات الأهالي وبأسعار تراوحت بين 60 و140 دولارا.. ومثلما امتلأت اسواق المدينة بالاجهزة الكهربائية الايرانية، تنوعت منتجات الألبان والدواجن والمواد الغذائية المعلبة وقناني المياه والمشروبات الغازية، ومثلها انواع كثيرة من الفاكهة والخضروات وأنواع السجاد، وآلات البناء ومعداته، حتى السمك والتوابل والمكسرات. كما تميزت اسواق المواد الانشائية في ساحة سعد بتوفر الاسمنت وحديد التسليح والطابوق والسيراميك والمواد الصحية وباسعار مقبوله لقلة تكاليف النقل من ايران الى البصرة، وأخذت سيارات «البيجو» البيضاء التي تنتجها المصانع الإيرانية حيزا كبيرا في معارض السيارات وسط وغرب المدينة. كما تتصدر الكتب من دور نشر إيرانية رفوف المكتبات على امتداد المحافظة وباسعار رخيصة، لإن الحكومة الإيرانية تدعم كلف الطباعة بما لا يقل عن 60 في المائة من كلفتها، هذا ما أكده أحمد العاشور مالك مكتبة صغيرة في ساحة ام البروم بالعشار .. وأكد عصام البسام، عضو غرفة تجارة البصرة، لـ «الشرق الاوسط» أن البصرة «تستورد من السلع والبضائع الإيرانية ما قيمته 45 مليون دولار كل سنة، وكل يوم تدخل من 100 الى 150 شاحنة تجارية قادمة من إيران الى العراق عن طريق معبر الشلامجة شرق البصرة». واضاف «ان الناس البسطاء بالمدينة فرحون باقناء البضائع الايرانية الرخيصة التي وصلت اليهم بعد 2003، وهذا يعني أنّ معظم المال يتّجه في منحى واحد، بعدما اصبح البلد معتمداً على الاستيرادات، لأن الصناعات العراقية قد دمّرت بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة في التسعينات من القرن الماضي، وتُدّمر الآن بأشكال العنف الطائفي. كما تلكأت مشاريع الأمن وإعادة البناء حتى الآن». وقال ضابط كبير في الفرقة 14 التابعة للجيش العراقي المتواجدة في البصرة، طلب عدم ذكر اسمه إن القوات المتعددة الجنسيات تنظر بعناية الى التبادل التجاري مع إيران، لكنها غير قادرة على التأثير لرغبة الحكومة العراقية والقطاع الخاص بتطويره وقال: «نحن منتبهون جدا لهذا الجانب». مستدركا «ان خشية كل الاطراف المشتركة بالعملية الامنية والسياسية في المحافظة تكمن في مرافقة هذا الازدهار التجاري دخول اسلحة ومتفجرات ومسلحين وتوظيف عناصر عراقية للعمل لدى المخابرات الإيرانية، مقابل صفقات تجارية..». واعرب رجال اعمال في البصرة عن مخاوفهم من ان تكون الدعوة الى مقاطعة المنتجات الايرانية هي جزء من العقوبات الاقتصادية التي تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى فرض المزيد منها على ايران بعدما تعقد الملف النووي الايراني، وبذلك يدخل البلد في لعبة غير راغب فيها. فيما وصف عبد السادة البصري (عضو اتحاد الادباء والكتاب بالمحافظة) دعوة جبهة الحوار الوطني بمقاطعة البضائع الايرانية بـ (الزئير المبحوح) وقال «ان المحافظة، بل كل المدن العراقية غارقة بها وان هذه الدعوة وان كانت مخلصة، لا تحمل حلولا قوية للتاثير على ايقاف تدخل دول الجوار في الشأن العراقي».