جمال مبارك: ثلث فقراء مصر يتركزون في ألف قرية معظمها بالصعيد وحل مشاكلهم لن يتم بين يوم وليلة

الإخوان قالوا إن زيارته لمحافظة الشرقية لا علاقة لها بحملة الاعتقالات ضد عناصرها

TT

متناولاً طعام الإفطار مع عشرات الفقراء في واحدة من أكثر محافظات مصر التي تعتبر معقلا لجماعة الإخوان المسلمين، التيار الرئيسي المعارض في مصر، وهي محافظة الشرقية بالدلتا، أكد جمال مبارك، نجل الرئيس المصري حسني مبارك، والأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، أمين السياسات، على استمرار برنامج «الاستهداف الجغرافي للفقر» الذي يطمح من ورائه للقضاء على تدني مستوى المعيشة وغياب الخدمات في ألف قرية مصرية.

وفيما ربطت وسائل إعلام مصرية محلية بين الزيارة وحملة اعتقالات طالت جماعة الإخوان، قال النائب الإخواني فريد إسماعيل عن محافظة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا علاقة بين زيارة جمال مبارك للمحافظة وحملة الاعتقالات ضد عناصر الجماعة». وفي لقاء بقرية «العصايد» بمركز «ديرب نجم» في محافظة الشرقية، حضره الليلة قبل الماضية مواطنون بالقرية ونواب عن الأغلبية البرلمانية بالمحافظة، إضافة لوزراء بالحكومة، شدد جمال مبارك على أنه لا تردد في تنفيذ الحزب الحاكم لبرامج الإصلاح الاقتصادي ومواصلة التركيز على السياسات التي يسير عليها ويتبناها الحزب، وبخاصة البرامج التي وردت في برنامج الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة عام 2005، من تطوير للتعليم والخدمات الصحية والطرق ومياه الشرب والصرف الصحي وغيرها. وأكد مبارك الابن على سعي الحزب الحاكم لتحقيق العدالة الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية، من خلال التوجه إلى مناطق جغرافية بعينها تعد أشد احتياجا وفقرا وفى إطار تطبيقه وتنفيذ مشروع تطوير الألف قرية الأولى بالرعاية، مشيراً إلى أن الإحصائيات تؤكد أن ثلث عدد الفقراء على مستوى الجمهورية يتركز في الألف قرية التي تم تحديدها ويقع أغلبها في محافظات الوجه القبلي (الصعيد)، خاصة في محافظات المنيا وأسيوط وسوهاج، قائلاً إن نسبة الفقر بهذه القرى يتراوح ما بين35 و80 في المائة.

وبعد استماعه لمطالب مواطنين من قرية «العصايد» والتي تركزت أغلبها حول الدعم والخدمات والإقراض والإسكان، أشار جمال مبارك إلى أن المواطنين لا يطلبون إلا حقوقا لهم، وأنه من واجب الحزب الوطني والحكومة العمل على تلبية هذه الحقوق، والوفاء بها، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن إيجاد حل لكافة المشاكل في يوم وليلة، لكن أضاف «أصبح هناك ثقة في الإنجاز الذي يتم يوما بعد يوم على أرض الواقع بمصر».

وينظر منتقدون مصريون لزيارات مبارك الابن لعدة محافظات أخيراً باعتبارها خطوات تعزز ما يتردد عن سعيه لخلافة والده في الحكم، رغم أن الرئيس مبارك ونجله نفيا في أوقات سابقة عدة مرات نيتهما لهذا الأمر، كما أعلن الحزب الحاكم مرات عدة أن الدستور هو من يحدد انتقال السلطة عبر انتخابات بين متنافسين في انتخابات عامة. وتنتهي فترة ولاية الرئيس مبارك في عام 2011، ويحق له الترشح مرات أخرى لموقع الرئيس، وفقاً للدستور. وبحسب نواب معارضين بمحافظة الشرقية، فإن أياً منهم لم يُدع للقاء جمال مبارك، وقال النائب عن المحافظة في البرلمان المصري، الدكتور فريد إسماعيل، من الكتلة النيابية لجماعة الإخوان المسلمين:«لا تتم دعوة نواب الإخوان والمعارضة لهذه اللقاءات»، مستبعداً وجود أي علاقة، بين زيارة مبارك الابن وحملة اعتقالات طالت أعضاء وكوادر بالجماعة، كما تردد في بعض وسائل محلية. وقال إسماعيل إن «الاعتقالات (بحق الإخوان) مستمرة سواء قبل الزيارة أو بعدها، وليست مرتبطة بحدث بعينه.. التضييق الأمني مستمر بشكل عام بسبب الثقل الإخواني بالمحافظة».

وبحسب مصادر جماعة الإخوان المسلمين فقد تم اعتقال أربعة من إخوان مركز «فاقوس» بمحافظة الشرقية فجر يوم أول من أمس الخميس. وقالت مصادر أمنية إن السبب يرجع لمحاولة أولئك المواطنين (الإخوان) فتح مصلى للسيدات عنوة في مسجد النور هناك، وإن الأربعة هم السيد منصور (طبيب أطفال) وأشرف سمير (صاحب معمل تحاليل)، ومحمد منصور وعبد الناصر عبد الحميد (يعملان بالتعليم).