النائب الجسر: طرابلس أجهضت محاولات تصويرها بؤرة للإرهاب والفكر التكفيري

قيادات المدينة دعت إلى الإسراع في تطبيق توصيات اليوم الطرابلسي

TT

أكدت فاعليات سياسية في طرابلس عاصمة شمال لبنان أن الاولوية هي لتثبيت الهدوء الامني في المدينة التي أجهضت محاولات تصويرها بؤرة للتوتر والارهاب التكفيري، على حد قول عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر الذي اعتبر ان «هشاشة الوضع السياسي في لبنان هي من تداعيات ما عرف بغزوة بيروت (احداث 7 أيار). وما حصل في طرابلس هو أيضا من تداعياتها. بيد أنه منذ دخول الجيش وانتشاره توقفت كل الصدامات والنزاع العسكري الذي كان سائدا في طرابلس». وأكد أنه «على رغم من كل المحاولات التي يقوم بها مشبوهون معروفون لدى القيادات العسكرية والأمنية، فإن الناس لم تستدرج الى الفتنة، لأنهم ينشدون السلام في طرابلس. والدليل على ذلك ما حدث في اليوم الطرابلسي في السرايا الحكومية، حيث أن كل القيادات الطرابلسية السياسية والبلدية والنقابية والمجتمع المدني ومن كل الأطراف، سواء من جبل محسن أو من بقية المناطق، أجمعت على عنوانين أساسيين هما: الأمن والمصالحة. وبذلك تكون طرابلس بأكملها قد أجهضت هذه المحاولات التي تحاول أن تصورها بؤرة للتوتر والإنفجار والإرهاب والفكر التفكيري». وشدد على أن «لا وجود للتكفيريين في طرابلس، بل توجد تيارات دينية. ولكن هناك محاولة متعمدة لإظهار أن هناك حالة متطرفة تقبض على الوضعين السياسي والأمني في طرابلس. وهذا غير صحيح». وامل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في «الاسراع بتنفيذ المقررات والتوصيات التي خلص اليها اليوم الطرابلسي الذي عقد في السرايا الحكومية لتحريك العجلة الانمائية والاقتصادية في المدينة». وشدد على «ان العبرة في النتائج التي تتحقق من خلال متابعة تنفيذ المقررات لكي يشعر المواطن ان هذا اليوم الطرابلسي كان منتجا». ورأى «ان الاولوية يجب ان تكون لتثبيت الهدوء الامني في المدينة ومنع اية محاولات للاخلال بالامن» داعيا الدولة الى «ان تحزم امرها وان تحاكم كل من يخرج على القانون». وقال: «ان مدينة طرابلس لا يمكن ان تكون صورتها ملاصقة للارهاب والاقتتال، لانها مدينة اعتدال وتسامح ومحبة. ومعظم اهل طرابلس هم ضد الاقتتال»، ودعا الى «اجراء مصالحة يشارك فيها الجميع».

من جهته، اكد النائب مصباح الاحدب ان اهل طرابلس «يصرون على ان تكون مدينة للتنوع والعيش المشترك. ومحاولة القول انها معقل للحركات المتطرفة الارهابية بدأت عندما بدأت تعمل الاجهزة المخابراتية في الساحة الطرابلسية».

وقال في مؤتمر صحافي عقده امس: «يجب ان نقول الامور كما هي. هناك موضوعان للسيطرة على طرابلس. الاول سمي التطرف، وهو ناتج عن تدخل مخابراتي وعمل مخابراتي للبيع في الخارج. والثاني ما يسمى بالمواجهة السنية ـ العلوية في طرابلس. وهنا اتساءل: عندما كان الجيش السوري والمخابرات السورية في طرابلس، لماذا لم يجريا مصالحة في طرابلس مع الطائفة العلوية؟ ولماذا ابقي الجرح مفتوحا؟ ولماذا حاول البعض ان يقول للسنة في طرابلس ان العلويين هم من قاموا بمجزرة عام 1986 في المدينة، في حين كلنا يعلم أن من قام بالمجزرة رجال مخابرات علويون وسنة». واضاف: «نحن نشهد اليوم عودة جديدة لسياسة قديمة هي سياسة الاطفائي المهووس الذي يشعل النار ليقول لاحقا انه الوحيد القادر على اخمادها (في اشارة الى سورية). ونحن نقول ان من يريد ان يخمد النار ومن يمتلك القدرة على اخمادها هو الجيش اللبناني، رغم كل المحاولات التي نشهدها منذ فترة والتي تريد اظهار الجيش بانه غير قادر على اخمادها».

وفي الاطار نفسه، اكد رئيس «جبهة العمل الاسلامي» فتحي يكن ان طرابلس «لن تكون سلعة للاستهلاك السياسي والبازار الانتخابي. وان سواد شعبها واهلها مع نهج الوسطية والاعتدال وليس التطرف والغلو. وليس لاحد ان يزايد على وطنيتها ودورها الجهادي المقاوم للعدو الصهيوني». وقال، في تصريح ادلى به امس: «اللغة الطائفية والمذهبية غريبة على طرابلس التي تحتضن كل الانتماءات والتعدديات الطائفية والمذهبية. ومن يريد ان يجعل المدينة حمام دم لن يكون ابنا بارا بها وهي بريئة منه كائنا من كان». ورأى ان «هناك مؤامرة اكيدة على الفيحاء نناشد كل افرقاء الساحة الاسلامية ان لا ينزلقوا فيها».

أما النائب محمد كبارة فرد على الاتهامات التي تساق ضد طرابلس وأهلها بقوله: «ما كان خفيا من ايار (مايو) اصبح جليا الآن، طرابلس مستهدفة. هذا الأمر كنا نعرفه ولكن الآن هناك من يعلنه. ولكن لماذا طرابلس مستهدفة؟ ماذا فعلت طرابلس كي تكون مستهدفة؟ وما هو عنوان الاستهداف؟ طرابلس مستهدفة، وببساطة أيها الإخوة، لأنها عاصمة السنة في لبنان (...) من هنا، وعلى هذه الخلفية بالتحديد، نفهم أن الهجمة على طرابلس هي هجمة على الطائفة اللبنانية السنية لإطاحة دورها، وإخضاعها للقوى الإقليمية التي تسعى إلى إخضاع كل العرب».

واضاف: «من هنا نحذر ونقول لكل المتآمرين: طرابلس ليست بيروت الغربية الجريحة. طرابلس ليست محاطة بمربعات أمنية تعاديها. طرابلس محاطة بأهلها، ببيئتها التي تتفاعل معها. طرابلس في عين العاصفة، صحيح، لكن ذلك لا يعني أنها لقمة سائغة، وذلك لا يعني أن أي قوة من داخل الحدود أو من خارجها، تستطيع ابتلاعها مجددا او إخضاعها».