كتائب القسام تتحول إلى جيش كبير مقسم إلى فرق عسكرية

الفصائل الفلسطينية تدرب نساء على القتال.. و«الجهاد» تستبعد تجديد اتفاق التهدئة

TT

تجري كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الحاكمة في قطاع غزة، تدريبات يومية، لصد أي هجوم اسرائيلي محتمل. ويعرف قادة القسام ان التهدئة السارية المفعول في القطاع، مؤقته ومشروطة ومحدودة بزمن، وهو 6 اشهر. ولذلك يحرصون على ضم مقاتلين جدد للكتائب. ويجرون تدريبات مكثفة لهؤلاء الذين في العادة يتخرجون في حفل عسكري، شبيه باحتفالات الجيوش النظامية.

وبرغم الامكانات التسليحية المحدودة للكتائب، قياسا بالجيوش النظامية، الا ان القسام تعتمد نظاما شبيها بنظام الجيوش، واصبح لديها فرق عسكرية، وتقسيمات، لمقاتلين يعتبرون من النخبة، واخرين مختصين في علم التصنيع العسكري، وفي التصدي للدبابات والطائرات، وفي ادارة الحرب النظامية، بالاضافة الى امتلاكها وسائل اتصال متقدمة. وقال ابو عبيدة، الناطق باسم القسام، لـ«الشرق الاوسط»: «القسام اصبحت جيشا كبيرا». واضاف «نحن في كتائب القسام اصبحنا جناحا عسكريا قويا، ونستطيع ان نقول ان كتائب القسام اصبحت شبيهة بالجيوش الكبيرة من حيث النظام والاعداد والدقة والتنظيم واللوائح المعتمدة في بعض الجيوش، لكنا نبقى حركة مقاومة، اي جيش مقاوم، بكل ما يتوفر لنا من سلاح وعتاد وعدة».

وأقر ابو عبيدة انه يتم باستمرار تجنيد مقاتلين جدد للقسام، وقال «ودائما نسعى ونطور قدراتنا وندرب مقاتلينا ونعطيهم خبرات جديدة.. نعم يتم تجنيد مقاتلين جدد».

وبحسب الناطق باسم القسام، فان الآلاف من الشباب في القطاع مازالوا ينتظرون الموافقة على تجنيدهم في القسام، إلا ان الامكانيات تحول دون استيعابهم جميعا. والى جانب كتائب القسام، فان الفصائل الفلسطينية الاخرى، تجري بشكل يومي تدريبات خاصة لصد اي هجوم اسرائيلي. وبعضها يدرب مقاتليه على اختطاف جنود اسرائيليين، كما اكد ذلك لـ«الشرق الاوسط» ناطقون باسم سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد، وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية. وبحسب مصادر في الفصائل، فانه يجري كذلك تدريب النساء على مواجهة الاحتلال، وقالت المصادر «تتلقى النساء تدريبات عسكرية خاصة لمواجهة الاسرائيليين اذا اقتضت الحاجة». ونفى ابو عبيدة ان تكون كتائب القاسم تجري تدريبات خاصة بالنساء هذه الايام، وكانت، نساء حماس، تتلقى مثل هذه التدريبات بين وقت واخر. وقال ابو عبيدة «نحن في كتائب القسام ليس لدينا تدريبات خاصة بالنساء هذه الايام». واضاف «دور النساء في المقاومة محدود، ويتم استدعاؤهن عند الحاجة فقط، وليس لهن دور مستمر في التسليح». واستبعدت حركة الجهاد الاسلامي امس ان توافق الفصائل الفلسطينية على تجديد اتفاق التهدئة. وقال ابراهيم النجار القيادي البارز في الجهاد، «إن حركته أبدت اعتراضها منذ اللحظات الأولى على هذه التهدئة ووصفتها بالهشة»، معتبرا «ان العدو هو المستفيد من التهدئة، بينما مازال الشعب الفلسطيني يعاني الويلات جراء الحصار وإغلاق المعابر والتجارية ومن ضمنها معبر رفح الحدودي».

وكانت التهدئة بين حماس واسرائيل قد دخلت حيز التنفيذ في 19/6/2008، على ان يتم دراسة تجديدها بعد 6 اشهر. وقال ابو عبيدة «معلوم لنا ان التهدئة مؤقته ومشروطة بزمن معين». واضاف «التهدئة ليست هدنة وهناك فرق ونحن نتوقع ان يكون هناك نقض من قبل الاحتلال الذي لا يكتم نواياه بتنفيذ عملية عسكرية ونحن لا نفترض حسن النية تجاه الاحتلال او انه يفترض حسن النية تجاهنا».

وقال النجار في تصريحات مكتوبة، إن إسرائيل مازالت تمنع البضائع الرئيسية مثل الحديد والاسمنت والمواد الخام التي تعتمد عليها المصانع الفلسطينية، مبيناً «أنها تسمح بدخول البضائع والمأكولات التي يستفيد منها التجار الإسرائيليون». وتابع «إن شعبنا لا يحتاج للعصائر والكولا وإن القضية أكبر من ذلك بكثير». إلى ذلك، قال إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال: إن غزة ليست بحاجة لقوات عربية، وان أي قوات تريد أن تأتي فأهلا وسهلا بها لتحرير فلسطين وتحرير القدس واعادة اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد هنية مساء الخميس، خلال حفل أقيم لـ 2500 حافظ لكتاب الله في مدينة غزة «أن غزة تحتاج إلى دور عربي وليس لقوات عربية من أجل دعم صمود الشعب الفلسطيني ولرفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر، ولصد الغطرسة الإسرائيلية والأميركية».

وأضاف «ان غزة اليوم محررة وآمنة ومستقرة ومصممة على استعادة الوحدة الوطنية على أسس صحيحة وسليمة، ومصممة على خوض حوار وطني أصيل بعيداً عن الإملاءات الأميركية والفيتو الأميركي».