ماكين يدعو الأميركيين إلى الوقوف إلى جانبه لإحداث التغيير في واشنطن

في خطاب قبول ترشيحه أمام نحو 20 ألفا من أنصاره الذي استمر أكثر من 50 دقيقة

المرشح الجمهوري جون ماكين وخلفه زوجته أثناء القائه خطابه للمؤتمر العام للحزب في سانت بول أمس (أ.ب)
TT

استخدم جون ماكين خدمته العسكرية وسجله كإصلاحي، وسعى لاستعادة عباءة التغيير من منافسه الديمقراطي باراك أوباما، خلال خطاب قبول ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض انتخابات الرئاسة، ألقاه مساء أول من أمس. وتعهد ماكين، 72 عاما، بالكفاح من اجل الولايات المتحدة، واعدا باحداث تغيير سياسي واسع ووضع حد «للحقد الفئوي».

وكانت الكلمة الاساسية في خطاب ماكين، الذي استمر اكثر من 50 دقيقة امام نحو 20 الفا من انصاره في «اكسل سنتر» في سانت بول (مينيسوتا شمال) في اطار المؤتمر العام للحزب الجمهوري، «الكفاح»، التي كررها مرات عدة.

وقال ماكين في خطاب اعتمد فيه لهجة حماسية، «عندما سأصبح رئيسا سأكافح يوميا من اجل قضيتي. سأكافح من اجل التأكد من ان كل الاميركيين سيشكرون الرب، كما افعل، لانهم ولدوا اميركيين ومواطنين فخورين في اعظم دولة في العالم.. كافحوا الى جانبي».

واضاف ماكين الطيار السابق في سلاح البحرية الاميركية، «كافحوا في سبيل ما هو جيد لبلادكم، كافحوا من اجل المثل وقوة عزيمة شعب حر، كافحوا من اجل مستقبل اطفالنا، ومن اجل العدالة والفرص المتساوية للجميع، وانهضوا من اجل الدفاع عن بلدنا في وجه الاعداء، انهضوا وكافحوا. ما من شيء لا يمكن تغييره نحن اميركيون، ولا نستسلم ابدا ولا نهرب من وجه التاريخ اننا نصنع التاريخ». وكان انصاره يردوون «يو اس ايه يو اس ايه». ووعد ماكين باحلال «التغيير» في واشنطن، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وانتقد ماكين حزبه بشدة بسبب «فقدان ثقة الشعب الأميركي» على مدار السنوات الثماني الماضية في البيت الأبيض، بسبب فضائح الفساد والسياسات الحزبية. وقال المرشح الجمهوري: «دعوني اوجه تحذيرا مسبقا الى الاشخاص في واشنطن، الذين لا يقومون بشيء ويبذرون الاموال والذين يفكرون بانفسهم اولا ومن ثم ببلادهم: التغيير آت».

واكد انه سيعمل متجاوزا الحدود الحزبية موضحا، «لطالما عملت مع اعضاء من الحزبين لتسوية مشاكل كانت بحاجة الى حل. وهكذا سأفعل عندما اصبح رئيسا». لكن عندما أتى على ذكر اوباما علا الصفير في صفوف مندوبي الحزب.

وقال سناتور اريزونا: «سأمد يدي الى اي شخص يساعدني لدفع هذا البلد مجددا الى الامام».

واشار ماكين كذلك الى السنوات الست تقريبا التي امضاها في الاسر في احد السجون في فيتنام الشمالية. وقال «لقد عشقت بلادي عندما أسرت في بلد اخر. لم أعد الشخص ذاته بعد ذلك، لم أعد الرجل ذاته. اصبحت جزءا من بلادي». وقد اسقطت طائرة ماكين فوق هانوي في 1967.

وشكر ماكين الرئيس الاميركي جورج بوش، من دون ان يذكر اسمه، قائلا «انا ممتن للرئيس لانه قادنا في مرحلة حالكة، تلت افظع هجوم على الارض الاميركية في تاريخنا، ولانه حمانا من هجوم اخر ظن كثيرون ألا مفر منه».

ولم يأت بوش الى مؤتمر الحزب الجمهوري كما كان مقررا، بسبب مرور الاعصار غوستاف في لويزيانا (جنوب)، واكتفى بكلمة مقتضبة مساء الثلاثاء عبر اتصال بالاقمار الصناعية من البيت الابيض.

وكان ماكين وبوش قد تواجها بشراسة من اجل الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات 2000.

وصاحب ماكين زوجته سيندي في الليلة الأخيرة من أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري في سانت بول بولاية مينيسوتا. وامتدحت سيندي زوجها ووصفته بأنه بطل عسكري وأب متفان ومصلح ومفكر مستقل.

وقالت: «إذا كان الأميركيون يريدون حديثا مستقيما وحقيقة واضحة فإن عليهم النظر عن قرب إلى جون ماكين». وتحدث ماكين عن «إعجاب» بأوباما، كما كان خطابه قليلا إلى حد ما في ما يتعلق بالهجوم على سيناتور إلينوي.

وكان المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما قد انتقد خصميه الجمهوريين، ماكين وساره بالين، بسبب سلسلة من الهجمات التي شناها خلال مؤتمر الحزب وتركيزهما على القصة الشخصية لماكين، كأحد قدامى حرب فيتنام، فيما لم يتحدثا إلا قليلا عن القضايا الاقتصادية، حسب تقرير لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ).

وقال أوباما خلال تجمع انتخابي في يورك بولاية بنسلفانيا: «لقد كان أمامهما مجال واسع للحديث عني، إلا أنهما لم يكن لديهما شيء يقولانه عنكم (الشعب)». وأضاف: «لم تسمعوا كلمة حول الأسلوب الذي سنتعامل به مع أي مجال من الاقتصاد، الذي يؤثر عليكم وعلى دخلكم اليومي».

ويأتي خطاب ماكين بعد خطاب بالين، المرشحة لتولي منصب نائب الرئيس من قبل حزبه، التي ألقت خطابا ناريا مساء الأربعاء الماضي، كشفت فيه عن خلافات حادة مع أوباما وتحدثت عن افتقاره للخبرة.

وقال أوباما معلقا على خطاب سارة بالين، التي حصلت على لقب سارة باراكودا عبر قيادتها لفريق مدرستها الثانوية لبطولة الولاية: «وصفوني بأني لا أجيد اللعب في ملعب كرة السلة وهذا ليس بالأمر الخطير».

وقالت حملة أوباما إن الخطاب الذي ألقته حاكمة آلاسكا ساره بالين يقوض جهود الجمهوريين الرامية إلى الظهور في صورة «مرشحي التغيير».

وذكر بيل بورتون المتحدث باسم حملة أوباما جو بايدن الانتخابية أن الخطاب الذي ألقته حاكمة (آلاسكا) بالين كان جيدا، لكن الذي كتبه هو كاتب خطابات جورج بوش، ويتضمن نفس الهجمات الانقسامية والحزبية التي سمعناها من جورج بوش خلال الأعوام الثمانية الأخيرة».

وذكر مركز نيلسون للأبحاث الإعلامية أن أكثر من 37 مليون شخص تابعوا على شاشات التلفزيون الأميركي خطاب بالين، وهو أقل بمليون شخص فقط عن أولئك الذين تابعوا خطاب أوباما الأسبوع الماضي.

وتجرى الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني). وتظهر استطلاعات الرأي منافسة محتدمة بين المرشحين. واظهر استطلاع للرأي بثت نتائجه محطة «سي بي اس» مساء الخميس تساوي المرشحين (42%).