قمة رؤساء بلدان معاهدة الأمن الجماعي تعلن تأييدها لسياسات روسيا في القوقاز

بوش قد يلغي اتفاقا نوويا مع موسكو

TT

نجحت موسكو في استضافة قمة رؤساء بلدان معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم إلى جانب بلدان آسيا الوسطى، كلا من روسيا وبيلاروس وأرمينيا، التي كان مقررا ان تعقد في قيرغيزستان.

وفي نفس الوقت، قال مسؤول أميركي انه من المحتمل ان تلغي الولايات المتحدة اتفاقا نوويا مدنيا مع روسيا قريبا، عقابا لها على الحرب بينها وبين جورجيا الشهر الماضي. وأعلنت الحكومة الاميركية عن خطط لمنح جورجيا حليفة الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار مساعدات لجهود الإعمار، لكنها لم تفرض بعد أي عقوبات ملموسة على موسكو على غزوها العسكري للأراضي الجورجية الشهر الماضي.

وفي كييف، أعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، في ختام محادثات مع الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشينكو، ان اوكرانيا يجب أن تعيش بمنأى عن اجواء الخشية من «التدخل العسكري أو الترهيب»، في تلميح ضمني للعملية العسكرية الروسية في جورجيا.

وكانت بيلاروس اول من بادر بالدعوة الى ضرورة عقد قمة رؤساء بلدان معاهدة الأمن الجماعي، ردا على طلب موسكو الذي توجهت به إلى حلفائها حول الاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. ورغم عدم إعلان الكسندر وكاشينكو رئيس بيلاروس عن اعترافه بالجمهوريتين القوقازيتين، فانه أكد في معرض دعوته التي توجه بها إلى الرئيس دميتري ميدفيديف في 29 اغسطس (آب) الماضي إلى عقد هذه القمة، تأييده لروسيا، مشيرا إلى أن بلاده ستظل حليفا وفيا لها. وقد أعلن أندريه نستيرينكو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، في اعقاب ذلك، ان موضوع الاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية سيتصدر اعمال القمة المرتقبة. غير ان اللقاءات الثنائية التي عقدها ميدفيديف لاحقا مع نظرائه من قزقستان وتاجيكستان وارمينيا، كشفت عن صعوبة إعلان بلدان الكومنولث عن الاعتراف بهاتين الجمهوريتين، وهو ما تأكد اول من امس في لقاء وزراء خارجية بلدان معاهدة الأمن الجماعي، التي كشفت عن نفس التوجه. وتفسيرا لموقف ارمينيا من عدم الرغبة في إعلان الاعتراف، قال سيرج سرجيسيان رئيس ارمينيا في اجتماعه مع سفرائه في البلدان الاجنبية، ان ارمينيا لا تستطيع الاعتراف باستقلال جمهوريتين في وضع مماثل لناغورني قره باغ، وهو الاقليم المتنازع عليه بين اذربيجان وارمينيا منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، واستطاعت ارمينيا انتزاعه بعيدا عن السيادة الاذربيجانية في اعقاب حرب طالت لعدة سنوات، اسفرت ايضا عن احتلال ارمينيا لاجزاء كبيرة من الأراضي الأذربيجانية. وقال الرئيس الارميني ان هذا السبب يحول ايضا دون اعتراف بلاده باستقلال كوسوفو. وقالت المصادر ان لكل دولة أسبابها التي تعزو إليها موقفها من الاعتراف، مثل قزقستان التي تخشى التأثير على استثماراتها الكبيرة في جورجيا، ومنها ما يتعلق بتطوير ميناء باتومي عبر البحر الاسود، وبيلاروس التي يبدو انها أرجأت مسألة الاعتراف إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 28 سبتمبر (ايلول) الحالي. ومن جهة اخرى، اعرب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في كييف عن تأييده لطموحات اوكرانيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي. وتابع «لا يحق لاي دولة غير عضو في الحلف ان تستخدم الفيتو»، في اشارة الى روسيا التي تعارض بشدة انضمام كييف الى الحلف الاطلسي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفي نفس الوقت تستعد حكومة الرئيس جورج بوش لالغاء الاتفاق النووي المدني، الذي كان يهدف الى رفع قيود الحرب الباردة عن التجارة وفتح السوق النووية الاميركية وحقول اليورانيوم الروسية امام الشركات من الدولتين.

وفي موسكو استبعدت وزارة الخارجية الروسية القيام برد فعل عسكري على الوجود العسكري المتزايد للولايات المتحدة في البحر الأسود، حيث من المنتظر وصول سفينة حربية أميركية إلى جورجيا.