الجلبي: الانتحاري فجر نفسه في سيارة كان يفترض أن تقلني

رئيس المؤتمر الوطني لـ «الشرق الأوسط»: العملية خطط لها بدقة وتمت بعد حضوري مأتماً ومأدبة أفطار

عامل ينظف ما خلفه انفجار سيارة ملغومة استهدفت موكب الجلبي ببغداد مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

أكد الدكتور احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، بانه لم يكن ضمن الموكب الذي استهدفه انتحاري في عملية استهدفت اغتياله مساء اول من امس، مشيرا الى ان «محاولة الاغتيال كان مخططا لها بدقة وبمشاركة عدة اشخاص».

وقال الجلبي في حديث خص به «الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، متحدثا عن تفاصيل العملية، امس «انا لم اكن موجودا ضمن الموكب الذي تم استهدافه من قبل انتحاري كان في انتظاري باحد الشوارع الفرعية القريبة من بيتي في المنصور، حيث كنت قد حضرت مجلس عزاء اقيم بمناسبة وفاة توفيق علاوي عم الدكتور اياد علاوي (رئيس الوزراء العراقي الاسبق)، ثم حضرت دعوة افطار اقامها الدكتور ابراهيم الجعفري (رئيس الوزراء العراقي السابق) لاعضاء حكومته المؤقتة، بعدها خرجنا من المنطقة الخضراء وكان من المفروض ان نتجه الى البيت في المنصور لكنني ذهبت للاجتماع ببعض الفعاليات السياسية ضمن برنامجي لتحقيق المصالحة الوطنية»، مشيرا الى ان «بقية سيارات الموكب اتجهت بالفعل الى البيت ليس من باب التمويه ولكنني لم اكن بحاجة اليها، وهناك خرجت السيارة التي كان يقودها انتحاري من احد الشوارع الفرعية التي امر بها عدة مرات يوميا وهاجم السيارة التي كان يفترض انها تقلني وفجر نفسه فيها».

ووصف الجلبي العملية بـ«المنظمة بدقة وبعناية»، وان «الذين استهدفوني خططوا للعملية بدقة ومنذ وقت ليس بالقصير حيث درسوا بعناية الشوارع التي ادخل منها الى بيتي واخرج منها، وخارطة تحركاتي ونشاطاتي»، منوها الى ان «هناك عدة اشخاص شاركوا في العملية، حيث ان هناك اشخاصا ابلغوا الجماعة المشرفة على التنفيذ بوصول الموكب، واخرون ابلغوا الانتحاري عن وصول الموكب بالقرب من الشارع الفرعي الذي كان منتظرا فيه مروري، لهذا جاءت العملية دقيقة في تنفيذها حيث ذهبت وشاهدت بقايا الانفجار».

ووصف رئيس المؤتمر الوطني العراقي العملية الانتحارية التي استهدفت حياته بـ«الارهابية»، وان «الهدف منها هو اغتيال شخصية وطنية تعمل على اتمام العملية السياسية من جهة، وتهديد الوضع الامني الذي بدء يستقر في بغداد وفي عموم المحافظات واعطاء رسالة بان الاوضاع الامنية ما زالت غير مستقرة وقلقة من جهة اخرى»، منوها الى ان «هذه العملية هي ليست الاولى وانما هناك عدة محاولات اغتيال استهدفتني، بعضها تم الكشف عنها اعلاميا والبعض الاخر ما يزال قيد الكتمان».

ورفض الجلبي «التكهن» بالجهة التي قامت بمحاولة اغتياله، وقال «من الصعب جدا التكهن في مثل هذه المسألة ونحن في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق»، مشيرا الى ان «الجهة التي حاولت اغتياله هي عبارة عن مأجورين يستهدفون العملية السياسية والاستقرار وتخريب البلد وهؤلاء ازعجهم تغيير النظام في العراق، كما انه لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الحادث».

وعن سبب استهدافه هو بالذات، اوضح الجلبي قائلا «نحن نشتغل ومنذ فترة ليست بالقصيرة على خطاب سياسي عراقي من اجل الحفاظ على سيادة العراق، وبناء عراق قوي، ونقل عائدات ثروات البلد الطبيعية من الحكومة الى المواطن مباشرة»، مؤكدا انه «ليس لي اعداء بل على العكس تماما نحن نعتبر كل فئات الشعب العراقي معنا وانا معهم حيث اعمل من اجل جميع العراقيين، لهذا وصلتني بعد الحادث مباشرة المئات من الاتصالات الهاتفية من ناس بسطاء وشيوخ عشائر وقادة سياسيين يطمئنون على حالتي وما زالت مكاتبنا تستقبل هذه الاتصالات والرسائل عبر البريد الالكتروني وانا اشكر هذا الموقف المشرف والذي اكد مدى قربنا من جميع العراقيين بعيدا عن التصنيفات الطائفية او القومية».

وعن نشاطاته السياسية التي يقوم بها حاليا، قال رئيس المؤتمر الوطني «ننشغل الان بتنفيذ برنامج سياسي من شأنه ان يحقق المصالحة الوطنية، ولهذا نتصل بالفعاليات الشعبية وفي جميع انحاء العراق»، مؤكدا على ان «المؤتمر الوطني موجود وينشط سياسيا ونحن نتحاور حاليا مع جهات سياسية واجتماعية لتشكيل جبهة وطنية توحد العراقيين»، مؤكدا على ان «المؤتمر الوطني العراقي يعمل على تشكيل جبهة وطنية واسعة تضم عدة تشكيلات سياسية واجتماعية».

وكشف الجلبي عن عزم المؤتمر الوطني العراقي على المشاركة في انتخابات المحافظات المقبلة ومن ثم الترشيح للانتخابات النيابية، وقال «ليس الهدف هو المشاركة في الانتخابات بل نريد وضع اسس لتوجه سياسي كامل يحفظ المصالحة وتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم فئات واسعة من قطعات الشعب العراقي لهذا نخوض اليوم حوارات مع الجميع وفي كل انحاء العراق من اجل ذلك».