«فلسطين.. كيف الحال؟» كتاب لمصور فلسطيني غيرت حاله رصاصة طائشة

السلوادي يعمل محاضرا عن فن التصوير ومسؤولا عن أرشيف صور الراحل عرفات

TT

استرجع المصور الصحافي اسامة السلوادي، 35 عاما، ارشيف صوره التي التقطها طوال حياته المهنية قبل ان تقعده رصاصة طائشة عام 2006، واضاف اليها بعض الصور ليخرج بكتاب مصور حمل عنوان «فلسطين كيف الحال؟».

ويتضمن الكتاب عشرات الصور المتنوعة من الحياة الفلسطينية اليومية مثل الزي التقليدي والطعام والوجوه والمرأة والاطفال اضافة الى مناظر الطبيعة والسهول والوديان والرياضة الفلسطينية والابنية وغيرها. وعن سبب اختياره هذا العنوان لكتابه، قال السلوادي لوكالة الصحافة الفرنسية «اي انسان يلتقي بانسان اخر يبادره فورا الى السؤال كيف الحال؟. وانا اخترت هذا العنوان كي يجد متصفح الكتاب الجواب داخله، عن حال فلسطين وجمالها». وتابع «لدينا حياة، جمال الطبيعة والعادات الفلسطينية، وحتى اكلة الحمص والفول والفلافل بالطريقة الفلسطينية لها معنى جميل في حياة كل فلسطيني».

واضاف «لذلك اردت القول في كتابي للسائل عن حالنا الفلسطيني بان فلسطين ما زالت جميلة بناسها وطبيعتها رغم كل ما يجري في الساحة السياسية». وتضمن الكتاب صورا شخصية قريبة لاطفال وشيوخ ونساء. وقال السلوادي «اعتقد بان وجه الفلسطيني له قسمات خاصة ممزوجة بالتعب والامل والحب في هذه الحياة، وأردت ان اظهر هذه التقاسيم عن قرب». وكان السلوادي اصيب برصاصة طائشة اطلقها مسلحون فلسطينيون كانوا يحيون ذكرى زميل لهم، وسط رام الله في أكتوبر (تشرين الاول) من العام 2006 اثناء وقوفه على نافذة مكتبه، ما ادى الى اصابته بشلل. وكان السلوادي قد عمل لوكالة الصحافة الفرنسية، ومن ثم مع وكالة رويترز، قبل ان يعمل لدى وكالة جاما للتصوير. وانشأ موقع صور خاصا به لكنه اصيب قبل تطوير مشروعه الخاص.

وتنقل السلوادي بين مختلف المدن الفلسطينية وراء الخبر، وعمل خصوصا في تغطية اخبار الانتفاضة الفلسطينية واحداث النفق في اواسط التسعينات. واثناء عمله في تغطية الحصار الذي فرضته اسرائيل على الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، نجح السلوادي في التقاط صورة نشرتها كبرى الصحف والمجلات العالمية. فقد التقط السلوادي عند ساعات الفجر الاولى، ومن مكان محظور على الصحافيين الوجود فيه، صور مباني المقاطعة وهي مدمرة وتبرز في خلفيتها خيوط الشمس وهي تشرق في ساعات الفجر الاولى.

وقال السلوادي «طبيعة عملي في التصوير الان مختلفة، فقد تحولت من الجري وراء التصوير الاخباري الى التصوير الابداعي والفني». واعتبر السلوادي ان التصوير الابداعي او الفني هو اكثر صعوبة من التصوير الاخباري رغم المخاطر التي يتعرض لها المصور في النوع الثاني من التصوير. واوضح «في التصوير الاخباري المصور لا يصنع الحدث لان الحدث موجود وما عليه سوى التقاط الصورة، لكن المصور في التصوير الفني يساهم في اخراج الحدث». وامضى السلوادي ستة أشهر في المستشفيات الاسرائيلية عقب اصابته، قبل ان يعود مقعدا على كرسي خاص. وقال في هذا الصدد «اكتشفت بعد الاعاقة بانني اقوى من قبل، واكتشفت بانني استطيع القيام بأمور لم اكن اتصور مسبقا بانني سأقوم بها». ويعمل السلوادي الان محاضرا عن فن التصوير في كلية محلية، وكذلك مسؤولا عن ارشيف صور الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما يقوم بتدريب طواقم تصوير في وكالة الانباء الفلسطينية (وفا). وصدر للسلوادي كتابان سابقان، الاول تضمن واقع حياة المرأة الفلسطينية، والثاني حمل عنوان «ها نحن».