ماكين ينتظر «وثبة» في استطلاعات الرأي بعد انتهاء مؤتمر حزبه

مشابهة لتلك التي حظي بها المرشح الديمقراطي أوباما

TT

يتوقع جون ماكين الذي انهى الخميس الماضي مسارا طويلا وصعبا لتسميته رسميا مرشح الحزب الجمهوري الى البيت الابيض، ان يحقق «وثبة» في استطلاعات الرأي مشابهة لتلك التي حظي بها المرشح الديمقراطي باراك اوباما الاسبوع الماضي.

فبعد كل مؤتمر حزبي تبثه محطات التلفزة مباشرة ويتابعه الاميركيون، تلاحظ ظاهرة «الوثبة» عادة في استطلاعات الرأي لصالح المرشح الذي يحصل لتوه على دعم حزبه. واوضحت كاثلين هال جايمسون مديرة مركز «اننبيرغ بابليك بوليسي» في فيلادلفيا لوكالة الصحافة الفرنسية «ان المؤتمرات التي تجري بشكل جيد تؤدي الى وثبة في استطلاعات الرأي مع تسجيل تقدم احيانا برقمين. كما انها تعزز الاجراءات الحزبية وتنحو بالنتيجة الى اقناع اولئك الذين يميلون لحزب ما بالتصويت لهذا الحزب».

ولم ينطلق المؤتمر الجمهوري بشكل جيد في الواقع وخسر يوما كاملا من التغطية الاعلامية بسبب وصول الاعصار غوستاف الذي ضرب الاثنين الماضي نيواورلينز.

لكن جايمسون قالت في هذا الخصوص «لا اعتقد بالنهاية ان خسارة ذلك اليوم سيطرح مشكلة»، معتبرة ان اختيار ساره بايلن مرشحة لمنصب نائب الرئيس «من شأنه ان يرفع نسبة الجمهوريين الذين يصوتون للسناتور ماكين».

ورأي دان شنور الخبير في الشؤون السياسية في جامعة كارولاينا الجنوبية، ان ماكين سيستفيد من وثبة تحديدا بفضل الاعصار غوستاف. وكتب في تعليق بث الجمعة على موقع الجامعة «ان غوستاف ضيق على المؤتمر وانجذب الانتباه بشكل مباشر اكثر الى خطابي ماكين وساره بايلن».

وافاد استطلاع لـ«ايه بي سي نيوز» نشر امس ان الاميركيين ما زالوا متحفظين تجاه حاكمة الاسكا بعد خطابها الاول المهم الاربعاء في المؤتمر. حتى وان اعتبر 60% منهم ان هذه الام لخمسة اولاد اتخذت الخيار الجيد بقبولها الانضمام الى لائحة المرشح الجمهوري (كمرشحة لمنصب نائب الرئيس)، فان 42% فقط من الاشخاص المستطلعين يعتبرون انها تملك ما يكفي من الخبرة. وعلى سبيل المقارنة، فان المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس يعتبر صاحب خبرة كافية في رأي 66% من الناخبين الذين استطلعتهم محطة ايه بي سي.

لكن مايكل ديموك المدير المشارك لمركز بيو للابحاث، يرى من جهته ان التأثير الحقيقي للمؤتمر «صعب توقعه قبل اسبوع او اسبوعين على الاقل للسماح للناخبين ليس بالتعبير عن رد فعل على خطاب المرشح بل وايضا لرؤية ما اذا كان فريق الحملة يتولى المتابعة لرؤية كيفية تصرف المرشح».

وكان باراك اوباما سجل قفزة كبيرة الاسبوع الماضي في استطلاعات الرأي بعد انتهاء مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر بولاية كولورادو (غرب) والقاء خطابه الخميس في 28 اغسطس (آب) امام 84 الف شخص. واشار استطلاع لـ«يو اس ايه توداي» على سبيل المثال الى تقدم اوباما بست نقاط الاثنين الماضي، اي 50% له مقابل 43% لماكين. فيما اشار استطلاع لـ«سي بي اس» في اليوم نفسه الى فارق بثماني نقاط بين اوباما (48%) ومنافسه الجمهوري (40%). ولم تشر الاستطلاعات التي اجريت قبل انعقاد المؤتمر الديمقراطي الى فارق لافت الى هذا الحد بين المرشحين.

ويسعى ماكين الى طرح نفسه كلاعب «صلب» على الساحة الدولية سواء بالنسبة لروسيا او ايران في محاولة لطمأنة الاميركيين حيال اي «مخاطر» حقيقية او وهمية تحدق بالولايات المتحدة.

وعلى خلاف خصمه الديمقراطي باراك اوباما الذي يدعو الى اعتماد الدبلوماسية لمصالحة اميركا مع باقي العالم وقد ندد باستمرار باجتياح العراق، فقد القى جون ماكين خطابا مفعما بالوطنية حرص فيه على توجيه تحية الى الجنود المنتشرين خارج حدود البلاد.