غل يمارس دبلوماسية كرة القدم مع أرمينيا في أول زيارة لرئيس تركي لها

أنقره تدعو لوضع جدول زمني للمفاوضات القبرصية.. وأوروبا تحثها على الإصلاحات

TT

وصل الرئيس التركى عبد الله غل الى يريفان فى زيارة تاريخية لارمينيا وصفها المعلقون بانها تستهدف تحسين العلاقات بين البلدين الجارين. وشكل عدة مئات من المتظاهرين في هدوء سلسلة بشرية على مشارف مطار يريفان للاحتجاج على زيارة غل، على ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

ورفع المتظاهرون اعلاما ارمينية وأخرى حمراء تحمل شعار الحزب القومي. وكتب على يافطات رفعها المحتجون باللغات الارمينية والتركية والانجليزية «اعترفوا بالابادة» و«افتحوا الحدود بلا شروط». وسيطر مائة شرطي على ثلاثين من المتظاهرين بلا صدامات وذلك خلف الحاجز الآلي لدخول الجناح المخصص للشخصيات في المطار.

ويلتقي الرئيس التركي خلال زيارته للعاصمة الارمينية يريفان بنظيره سيرج ساركسيان ثم يحضر مباراة في كرة القدم بين منتخبي البلدين في اطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتعد الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس تركي لارمينيا منذ حصول الاخيرة على الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991.

وقال غل قبيل مغادرته مطار اسينبوجا بانقرة «امل ان تزيل اقامة المباراة بين فريقي البلدين اليوم العقبات التي تحول دون تواصل الشعبين وتوثيق الروابط بينهما فضلا عن تعزيز اواصر الصداقة والسلام بين البلدين»، حسب وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ).

وكانت تركيا قد قطعت علاقاتها مع ارمينيا واغلقت حدودها البرية معها عام 1993 فى اعقاب احتلال ارمينيا لاقليم ناجورنو كاراباخ باذربيجان.

وأدت زيارة غل لارمينيا الى احداث صدع في الرأي العام التركي حيث اشارت الصحف الى ان نحو 60% يعارضون الزيارة، وأدانت احزاب المعارضة الزيارة فيما اتخذ نواب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا قرارا جماعيا بعدم حضور اي من اعضاء البرلمان عن الحزب المباراة.

وتهدف الزيارة الى تخفيف حدة التوتر بين البلدين حيث من المتوقع ان يثير غل عددا من القضايا خلال لقائه مع ساركسيان على مدى ساعة واحدة من بينها مبادرة تركية لتشكيل لجنة مشتركة معنية بالتاريخ للنظر في مسألة الإبادة الجماعية ومحاولة تركيا وضع برنامج قوقازي لحل المشاكل الاقليمية فضلا عن مسألة استمرار احتلال ارمينيا لاقليم ناجورنو كاراباخ.

ومن جهة اخرى، دعا وزير الخارجية التركي علي باباجان الى وضع «جدول زمني واقعي» لمفاوضات اعادة توحيد قبرص، معتبرا ان تركها مفتوحة يشكل «مجازفة».

وصرح باباجان في لقاء مع صحافيين امس على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في مدينة افينيون الفرنسية «لدينا ما يدعو الى التفاؤل، لكن الوقت يداهمنا واحيانا تثبط عزيمتي عندما يعلن (الرئيس القبرصي اليوناني ديمتريس) خريستوفياس انه لا ينبغي وضع قيود زمنية مصطنعة». واضاف «حسنا، ربما لا ينبغي وضع حدود زمنية مصطنعة، لكن ينبغي وضع جدول زمني واقعي كي يتم تحقيق تقدم طالما المجال مفتوح. والا ستتواصل العملية الى الابد».

واوضح باباجان «لن يبقى المجال مفتوحا الى الابد، فالوضع قد يتغير في شمال الجزيرة وجنوبها، والوضع قد يتغير في اليونان، وفي تركيا».

وفي معرض الاشارة الى ان زعيم قبرص التركية التي لا تعترف بها الا انقره، محمد علي طلعت اكد امكان التوصل الى حل مع نهاية العام، اعتبر الوزير التركي «ان نهاية العام ربما تكون وشيكة جدا». واضاف «لكن عملية مفتوحة، بلا جدول زمني، ستشكل مجازفة».

واطلق خريستوفياس وطلعت الاربعاء المفاوضات الرسمية لاعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 34 عاما، والتي ستتطرق الى الملفات الشائكة اعتبارا من الاسبوع المقبل، بدءا من موضوع الحكومة وتقاسم السلطة. وعلق باباجان «اعتقد ان مواقف كل منهما ليست متباعدة جدا، لذلك لدينا امل في احراز تقدم».

ومن جهته، حث الاتحاد الأوروبي تركيا على الخروج من دائرة الأزمات السياسية بسن إصلاحات استعدادا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي واشاد بدورها الاقليمي لاحلال السلام.

وحث اولي رين مفوض توسيع الاتحاد الاوروبي وزير الخارجية التركي علي باباكان على استئناف اصلاحات الاتحاد الأوروبي بأقصى سرعة بعد ان نجت الحكومة من محاولة من جانب مدعين علمانيين متشددين اغلاق حزب العدالة والتنمية الحاكم.

واخفقت المحكمة الدستورية بفارق بسيط في الشهر الماضي في التوصل الى الأغلبية المطلوبة لحظر الحزب ذي الأصول الإسلامية بعد اشهر من الغموض التي هزت الاسواق التركية والعملة التركية الليرة.

وقال رين لرويترز بعد ان اجتمع مع باباكان على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فرنسا «قمنا بحث تركيا على اصلاح القانون الخاص بالأحزاب السياسية كمسألة ملحة لتفادي هذا النوع من الأزمات السياسية الحادة في المستقبل».

وقال رين ان «الدبلوماسية التركية النشطة تجاه سورية والشرق الاوسط وارمينيا والقوقاز تثبت أهميتها الكبيرة كشريك لنا في تعزيز الاستقرار الاقليمي في واحدة من اكثر مناطق العالم في عدم الاستقرار».