فوز زرداري برئاسة باكستان بأغلبية كاسحة

قال إن انتخابه «انتصار للديمقراطية» ووعد بالامتثال للبرلمان

TT

فاز رئيس حزب الشعب الباكستاني آصف علي زرداري بالانتخابات الرئاسية بأغلبية كاسحة امس ليصبح رئيسا لباكستان لفترة الخمس سنوات المقبلة. حصل آصف علي زرداري على مجموع 479 صوتا من 702 صوت في مجلسي البرلمان وأربعة مجالس محلية. ولم يقترب منه في عدد الأصوات أي من منافسيه. وحصل مرشح الرابطة الإسلامية (حزب نواز شريف) القاضي سعيد الزمان صديق على 153 صوتا بينما حصل مشاهد حسين، مرشح الرابطة الإسلامية الموالية لمشرف، على 43 صوتا فقط.

وقالت وزيرة الإعلام شيري رحمن خارج مبنى البرلمان، وسط ترديد شعارات نشطاء حزب الشعب الباكستاني باسم بي نظير بوتو: «إن هذا نصرا لشعب باكستان، والآن على حكومة حزب الشعب أن تسير بالبلاد في اتجاه التقدم والتنمية».

كانت ابنتا الراحلة بوتو، آصفة وبختيار حاضرتين في البرلمان عندما أعلن رئيس اللجنة الانتخابية قاضي فاروق فوز آصف علي زرداري. وكانتا تحملان صور والدتهما وكانتا ترفعان شعارات الحزب التقليدية.

واعتبر زرداري في كلمة تلفزيونية مقتضبة القاها بعد انتخابه امس رئيسا لباكستان، ان انتخابه «انتصار للديمقراطية»، واعدا بالامتثال للبرلمان. وقال بعدما وجه انتقادات الى الرؤساء السابقين «بالبدلة العسكرية»، ان "هذا الرئيس سيكون خاضعا للبرلمان. الديمقراطية تتكلم الجميع يصغي». واستولى اربعة جنرالات انقلابيين على السلطة واعلنوا انفسهم رؤساء في باكستان خلال اكثر من نصف فترة وجود هذا البلد. وانفجر العديد من أعضاء حزب الشعب في البرلمان في البكاء عندما أعلنت نتيجة فوز زرداري. قالت فارزانا راجا عضو حزب الشعب بالبرلمان: «هذا هو الوقت الذي نتذكر فيه زعيمتنا العظيمة بوتو». أخبرت وزيرة الإعلام شيري رحمن رجال الإعلام أن آصف علي زرداري سيلقي اليمين الدستورية الرئاسية يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل: «الآن لن يكون هناك صراع سياسي في باكستان، سيصبح هناك تآلف في البلاد». وبعد تأدية اليمين يعقد قادة القوات المسلحة وهم قائد الجيش، وقائد القوات البحرية، وقائد القوات الجوية اجتماعا مفصلا مع الرئيس الباكستاني المنتخب. بموجب القانون الباكستاني، يشغل الرئيس منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على الرغم من أنه لا يتمتع بأية قيادة فعلية للقوات المسلحة. وصرح العديد من المحللين السياسيين الحاضرين في مقر البرلمان أن الرئاسة تمثل تحديا كبيرا لزرداري. وقال الفريق طلعت مسعود المحلل السياسي والأمني: «أعتقد أن على (زرداري) أن يتعامل مع قضايا الجماعات المسلحة والتطرف والأوضاع الاقتصادية المتردية على نحو فوري». ووفقا للنتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات، أحزر زرداري فوزا ساحقا في ثلاثة من بين أربعة مجالس محلية، وفصل فارق كبير جدا بينه وبين منافسيه في الانتخابات في مجلسي البرلمان.

في إقليم سينده، فاز زرداري بجميع الأصوات التي بلغ مجموعها 65 صوتا. وحسبما قال مسؤول رفيع المستوى في لجنة الانتخابات الباكستانية، حصل على 56 من 65 صوتا في إقليم الحدود الشمالية الغربية، وعلى 59 من 65 صوتا في إقليم بلوشستان.

قال رئيس لجنة الانتخابات قاضي فاروق، أثناء إعلان النتائج في البرلمان، إن آصف علي زرداري حصل على 281 صوتا من 426 وهو مجموع الأصوات الصحيحة في البرلمان.

المكان الوحيد الذي لم يحقق فيه زرداري النجاح هو مجلس بنجاب حيث فاز فيه مرشح الرابطة الإسلامية (نواز)، القاضي سعيد الزمان صديق، حيث تسيطر الرابطة الإسلامية (نواز) على مجلس إقليم بنجاب. وقد خسرت الرابطة الإسلامية المؤيدة لمشرف في الانتخابات الرئاسية، حيث فشل المرشح في الحصول على أصوات أعضائها في المجالس المحلية ومجلسي البرلمان. في البرلمان الذي يمثل فيه الرابطة المؤيدة لمشرف 94 عضوا، حصل مرشح الرابطة على 36 صوتا فقط.

وقال المحللون إن زرداري حصل على 100 صوت على الأقل أكثر من مجموع أصوات ممثلي حزب الشعب في البرلمان ومجالس الأقاليم. وهذا يعني أن عددا كبيرا من أعضاء البرلمان المنتمين إلى الرابطة الإسلامية المؤيدة لمشرف قد منحوه أصواتهم في الاقتراع السري.

وكانت قد وردت أنباء في وسائل الإعلام الباكستانية تشير إلى أن الجيش الباكستاني كان معارضا لفكرة أن يصبح آصف علي زرداري رئيسا لباكستان. ولكن يشير محللون أمنيون إلى أن الجيش في الوقت الحالي يحتاج إلى دعم من القيادة والحكومة المدنية في مكافحة المسلحين والمتطرفين، لذلك لن يتورط في السياسة في هذه المرحلة. وقال طلعت مسعود المحلل العسكري: «إن هناك حربا كبرى (ضد المتطرفين) في البلاد، وفي هذه المرحلة لا يفضل الجيش الدخول في السياسة». من جهتها رحبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بانتخاب آصف علي زارداري رئيسا لباكستان امس وأشادت بما قالت انه تأكيده على مكافحة الارهاب. وقالت للصحافيين الذين يرافقونها خلال جولتها في شمال افريقيا انها تتطلع للعمل مع زارداري مضيفة انها تحدثت معه هاتفيا لكنها لم تلتق به بعد. وقال «الان في ظل وجود رئيس .. اعتقد ان لدينا طريقا ممهدا للمضي قدما». وصرح مسؤول رفيع المستوى في حزب الشعب الباكستاني لجريدة «الشرق الأوسط» أنه في الأيام القليلة المقبلة سيجري آصف علي زرداري مشاورات مع مسؤولي الحزب ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. لقد انتخب يوسف رضا جيلاني رئيسا لوزراء باكستان من قبل المجلس الوطني (وهو أحد مجلسي البرلمان) في بداية هذا العام، وعلى الرغم من أن زرداري هو الذي رشحه لهذا المنصب، بصفته رئيسا لحزب الشعب، إلا أن الرئيس زرداري لن تكون لديه السلطة لتعيين أو إقالة رئيس الوزراء.