جورجيا تسعى لحكم سريع في دعوى ضد روسيا أمام محكمة العدل الدولية

موسكو: انتشار سفن حربية غربية في البحر الأسود عمل استفزازي

TT

بعد النزاع المسلح والفشل الدبلوماسي، تنتقل جورجيا وروسيا اعتبارا من يوم غد الاثنين الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لمواصلة المواجهة بينهما حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا قضائيا. وستستمع المحكمة على مدى ثلاثة ايام متتالية الى حجج كل من تبيليسي وموسكو بشأن اجراءات تحفظية عاجلة تطالب بها جورجيا داعية القضاة لالزام موسكو بـ«وقف التطهير الاتني» في منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا اللتين تسكنهما غالبية ناطقة بالروسية، حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.

كما تطالب تبيليسي محكمة العدل بان تأمر روسيا بـ«اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لضمان عدم تعرض اي جورجي او اي شخص آخر لاعمال عنف او تمييز عرقي».

وتؤكد جورجيا ان 10% من سكانها البالغ عددهم 5.4 مليون نسمة نزحوا داخل حدودها وتعتبر ان على روسيا ان تسمح بعودة الجورجيين الذين طردوا من المنطقتين الانفصاليتين.

وتسعى تبيليسي لاستصدار هذه الاجراءات الطارئة في انتظار ان تبت محكمة العدل الدولية في جوهر شكواها ضد موسكو.

وتتهم جورجيا موسكو بانتهاك «المعاهدة الدولية للقضاء على كل اشكال التمييز العنصري» الموقعة عام 1965 في هاتين المنطقتين اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما.

وجاء في شكوى تبيليسي «ان روسيا الاتحادية تسيطر الآن على اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وعلى مناطق متاخمة لهما في الاراضي الجورجية، اثر اجتياحها الذي بدأ في الثامن من اغسطس (اب) 2008». وتشير جورجيا الى ان الجورجيين المقيمين في هذه المناطق هم عرضة للعنف الجسدي مما ادى الى مقتل مدنيين وزرع الرعب بين السكان.

وترى ان «الهدف الجلي لحملة التمييز هذه هو طرد مكثف للسكان الجورجيي الاصل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا ومناطق جورجيا المجاورة لهما».

وتضيف «هذه نتيجة السياسة الروسية التي بدأ تطبيقها في التسيعينات، (وهي تقضي) بتعزيز سلطة الانفصاليين والسيطرة على الاراضي الجورجية من خلال التطهير الاتني ورفض حق العودة «للسكان الذين يتم طردهم.

وتابعت تبيليسي «ثمة ادلة واضحة على ان القوات الروسية ضالعة بشكل مباشر في استخدام العنف ... من اجل تكثيف انسحاب الجورجيين وترسيخه بشكل دائم».

ودخل الجيش الروسي جورجيا في اغسطس (آب) الماضي لصد القوات الجورجية في سعيها لاستعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية. واوقفت روسيا هجومها العسكري بعد خمسة ايام لكن قواتها لم تنسحب بعد بالكامل من جورجيا.

واعترفت موسكو بعدها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، الامر الذي نددت به الحكومات الغربية.

وقدمت جورجيا الشكوى على روسيا الى محكمة العدل الدولية في 12 اغسطس الماضي وارفقتها بعد يومين بطلب اجراءات تحفظية نظرا لان قرارات هذه المحكمة تستغرق احيانا اشهر.

وسينظر القضاة اعتبارا من الاثنين في هذه الاجراءات العاجلة على الا يتأخر قرارهم اكثر من بضعة اسابيع. ولم تكشف روسيا خطها الدفاعي كما لم توضح ما اذا كانت ستعترف باختصاص المحكمة.

ومن جهة اخرى، اتهم الرئيس الروسي الغرب أمس باتخاذ اجراءات استفزازية في البحر الأسود والمنطقة المحيطة به حيث تستخدم الولايات المتحدة سفنها الحربية في نقل المساعدات الإنسانية لجورجيا.

وقال ميدفيديف «ترى كيف سيشعرون لو أننا استخدمنا أسطولنا في ارسال مساعدات انسانية الآن الى منطقة الكاريبي التي تعاني من اعصار»، مضيفا أن أسطولا كاملا انتشر لتسليم المساعدات، حسب رويترز.

وتستخدم الولايات المتحدة سفنها الحربية في نقل امدادات الاغاثة إلى جورجيا بعد الحرب القصيرة والضارية التي نشبت بين جورجيا وروسيا أوائل أغسطس الماضي في خطوة استهدفت جزئيا ايصال رسالة الى موسكو.

ووصلت أكبر سفينة أميركية حتى الآن وهي (يو اس اس ماونت ويتني) الى قبالة سواحل ميناء بوتي الجورجي الذي تجري فيه القوات الروسية دوريات.

ورفض حلف شمال الاطلسي أيضا الحديث عن توافد سفنه الحربية على البحر الاسود، وقال ان وجوده في المنطقة في الاونة الاخيرة ليس سوى جزء من تدريب روتيني.

وتتهم روسيا السفن الحربية الاميركية باعادة تسليح جيش جورجيا المهزوم وهو الاتهام الذي وصفته واشنطن بأنه «سخيف».